كارثة بيئية تهدد باكستان ومخاوف من اغتيال الطبيعة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

بعدما قررت الحكومة تطوير مشروع عقاري عملاق

"كارثة بيئية" تهدد باكستان ومخاوف من "اغتيال الطبيعة"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "كارثة بيئية" تهدد باكستان ومخاوف من "اغتيال الطبيعة"

قطيع الإبل
إسلام آبادـ تونس اليوم

على مقربة من سواحل كراتشي، تنمو "غابات مانجروف صغرى" عند خليج معزول في جزيرة باندل، إلا أنها تظل تحت رحمة مشروع عقاري عملاق.وتنمو مئات النبتات الخضراء الصغيرة التي ستتحول إلى غابات خصبة، على مسافة قريبة من قطيع من الإبل. وعلى بعد عشرات الأمتار، تغطي النفايات والأحذية والمعدات الطبية المستخدمة الشواطئ المقابلة لكراتشي.وفي الجهة الأخرى من الضفة، تثبت هياكل أبنية قيد الإنشاء التطور الحضري العشوائي الذي تشهده كبرى مدن جنوب باكستان والتي تعد 20 مليون نسمة.

وتقول المخرجة ماهرة عمر معدة أفلام وثائقية بيئية: "فلندع الطبيعة تتجدد. علينا ألا نحلم بالمدن الكبرى".وتضيف "لقد تعبنا جميعا من المدن الخرسانية. نرغب في الخروج إلى الهواء الطلق لتنشق نسيم البحر العليل والتمتع بالطبيعة".لكن قرار الحكومة الباكستانية جاء معاكسا تماما، وفي نهاية أغسطس/آب وقع الرئيس عارف علوي أمرا لتحويل باندل وجزيرة بدو المجاورة لأراض فيدرالية لتطوير مشروع عقاري طموح يقدر بخمسين مليار دولار، ويتوقع أن يرى مشروع مماثل النور على نهر راوي الذي يغذي مدينة لاهور (شمال شرق). وتم تنفيذ الجولة الأولى من التمويل مع مستثمرين محليين.

هذه الخطوة التي اتخذتها حكومة عمران خان المعروفة حتى الآن بحرصها وحفاظها على البيئة أحدثت مفاجأة، وأشاد المجتمع الدولي بمشروع "زرع مليار شجرة" في ولاية خيبر بختونخوا (شمال غرب) برعاية حزبه.

تناقض

وأعلن رئيس الوزراء لاحقا توسيع هذا المشروع إلى كامل البلاد لتحقيق هدف زراعة 10 مليارات شجرة جديدة، كما تم تجميد بناء محطات طاقة تعمل بالفحم نص عليها اتفاق صيني-باكستاني لصالح مشاريع بالطاقة المتجددة.وقال مرتضى وهاب المتحدث باسم ولاية السند وعاصمتها كراتشي ساخرا: "يجسد عمران خان التناقض"، وأضاف: "يزعم بأن التقلبات المناخية واقع.. لكنه يغير رأيه عندما يتعلق الأمر بالسند".

والسند معقل حزب الشعب الباكستاني، رأس حربة المعارضة، الذي يعتبر الجزر الساحلية "ملك الحكومة الإقليمية" وأنه لا يمكن للسلطات الفيدرالية "السيطرة عليها".وينوي حزب الشعب الباكستاني إعلان الأمر الرئاسي "غير قانوني" أمام البرلمان والقضاء باسم "غابات مانجروف، رمز كراتشي" وفقا لوهاب.والمشروع الذي طرح في العقود الماضية ونقح مرارا لأنه باهظ الكلفة ومعقد جدا، يصطدم بمعارضة الجميع باستثناء إسلام أباد.ورفع الصيادون في كراتشي الذين يصطادون السمك في باندل حيث المياه أقل تلوثا من الأماكن الأخرى، شكوى على إسلام أباد.

مياه راكدة

ويقول كمال شاه وهو متحدث باسمهم من ميناء إبراهيم ماثري بمياهه الملوثة ورائحته الكريهة: "سنخسر عملنا.. سوف يلحق هذا الأمر ضررا كبيرا بنا".ومنذ عقود ترمي كراتشي النفايات ومياه الصرف الصحي مباشرة في البحر، ويقول شاه: "عندما كنا صغارا كنا نلقي قطعة نقود في البحر ونراها.. اليوم في حال نزل شخص إلى البحر نفقد أثره". وحذر الصندوق العالمي للطبيعة على لسان راب نواز أحد كوادر هذه المنظمة غير الحكومية في باكستان، من "كارثة بيئية مقبلة"، وأضاف: "باندل الموقع الذي تتكاثر فيه السلاحف والدلافين. وغابات مانجروف محمية في باكستان".وتابع "هذا المشروع بمثابة كابوس.. أحيانا يمكننا تقليص الآثار البيئية لبعض البنى التحتية إلى أقصى حد. لكن في باندل إنه أمر مستحيل".

قد يهمك ايضا 

"الغبار الأصفر الموسمي" يُرعب كوريا الشمالية وكارثة قادمة من الصين

اكتشاف غريب تحت سطح مياه بحر البلطيق وُصف بأنّه "بوابة للجحيم"

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كارثة بيئية تهدد باكستان ومخاوف من اغتيال الطبيعة كارثة بيئية تهدد باكستان ومخاوف من اغتيال الطبيعة



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"

GMT 08:32 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاقم عجز الميزانية التونسية بنسبة 28 في المائة

GMT 06:18 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

بقلم : أسامة حجاج
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia