لندن - تونس اليوم
ذاب الآن جبل جليدي هائل في أنتاركتيكا، كانت عملياته على الأرجح الأكثر توثيقا في التاريخ بشكل جيد، ولم يبق منه شيء في المحيط الأطلسي.وتصدع A68 من الغطاء الجليدي "لارسن سي" في شبه جزيرة أنتاركتيكا في عام 2017 كواحد من أكبر الجبال الجليدية على الإطلاق. وفي ذلك الوقت، تحرّك الجزء الجليدي حول جنوب المحيط الأطلسي، متجها نحو جزيرة جورجيا الجنوبية. وهناك، أدت درجات الحرارة والأمواج الدافئة إلى تقسيمه لأجزاء كبيرة. ومنذ ذلك الحين، انقسمت هذه القطع إلى أجزاء صغيرة جدا بحيث يتعذر تعقبها.
ويتتبع المركز الوطني للجليد بالولايات المتحدة الجبال الجليدية التي لا يقل طولها عن 10 أميال بحرية (18.5 كيلومتر)، أو التي تبلغ مساحتها 20 ميلا بحريا مربعا على الأقل (68.5 كيلومتر مربع).ولم تعد أكبر قطعة من "لارسن سي" مؤهلة اعتبارا من 16 أبريل، وفقا لقاعدة بيانات المركز. وبفضل صور الأقمار الصناعية الوفيرة، كان الأمر واضحا عندما بدأ الجبل الجليدي الضخم في التصدع لأول مرة تحت ضغط الحركة (بعد أسبوع فقط من تحرره من الجرف الجليدي).
ويمكن لعلماء الأرض رؤية الصدوع في الجليد وفرق درجات الحرارة في الماء الذي يحيط به. ورأوا أنها عالقة على جبل بحري ليس بعيدا عن مكان تولدها، ثم تدور باتجاه المياه الأكثر دفئا في تيار يسمى Weddell Gyre.
وفي نوفمبر 2020، بدا الأمر كما لو أن A68 قد يصطدم بالمياه الضحلة بالقرب من جزيرة جورجيا الجنوبية، ما قد يمنع وصول طيور البطريق التي تعيش هناك إلى المحيط. ولكن A68 تأرجح بشكل عريض وبدلا من ذلك أصبح طريا ومتشققا، حيث شددت الأمواج عليه وتسرب الماء الدافئ إلى الشقوق الصغيرة واتسعت، وفقا لـBBC.
وقالت لورا غريش، أخصائية رسم الخرائط في هيئة المسح البريطانية لأنتاركتيكا: "رأينا كل منعطف صغير، وتمكنا من متابعة تقدمه من خلال صور الأقمار الصناعية اليومية، بمستوى من التفاصيل لم نكن قادرين على القيام به من قبل".
ويعمل الباحثون أيضا على فهم كيفية تأثير حدث ولادة كبير مثل الحدث الذي ولد فيه A68، على النظم البيئية المحيطة به، على الرغم من أن المناخ القاسي في القطب الجنوبي جعل المهمة صعبة. وفي عام 2018، توجهت بعثة بريطانية لمسح أنتاركتيكا إلى الموقع لجمع عينات من قاع البحر، ولكن تم إحباطها بسبب الجليد البحري الثقيل.
وأحبطت مهمة ثانية في عام 2019 بالمثل. وكانت المهمة التي أرسلت إلى جزيرة جورجيا الجنوبية في فبراير ناجحة أخيرا. ونشر الباحثون روبوتين بحريين بالقرب من الجزيرة للتعرف على كيفية تأثير تدفق المياه العذبة الباردة من شظايا ذوبان A68 على النظام البيئي المحلي.
وفُقد أحد الروبوتين، وفقا لـBBC، لكن الآخر سيتم استرداده في مايو وتحليل بياناته.
قد يهمك أيضا:
اكتشاف "قنبلة" مناخية كارثية في القطب الشمالي
500 ألف طائر مهاجر زار تونس هذا الشتاء
أرسل تعليقك