مواد كيمياوية سامة تنتشر في هواء العراق وتثير قلق المنظمات الدولية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

بسبب السحب السوداء التي خلفتها حرائق آبار النفط

مواد كيمياوية سامة تنتشر في هواء العراق وتثير قلق المنظمات الدولية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مواد كيمياوية سامة تنتشر في هواء العراق وتثير قلق المنظمات الدولية

سحب الدخان الأسود
بغداد - نجلاء الطائي

خلفت القنابل التي زرعها المتطرفون أضرارًا خطيرة على الصحة والبيئة في العراق، ما أثار قلق المنظمات الدولية، التي تدعو إلى تحرك سريع قبل استفحال الوضع. ويعاني العراقيون حاليًا من سحب الدخان الأسود، التي خلفتها حرائق آبار نفط، بعضها لا يزال مشتعلاً، منذ أكثر من أربعة أشهر، بما تحمله من غازات سامة بالقرب من مناطق سكنية وزراعية واسعة، تمتد إلى الجنوب من الموصل.

ومن المتوقع أن يمتد أثر هذه الحرائق، بالإضافة إلى المياه الملوثة، والمعدات العسكرية المتناثرة، والمرافق المدمرة، على المدى البعيد، ويعرقل إعادة الإعمار واستئناف أكثر من ثلاثة ملايين نازح في البلاد حياتهم بشكل طبيعي.

وأشار تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى تلقي المئات العلاج إثر تعرضهم لمواد كيميائية، بالإضافة إلى تعرض الملايين لاستنشاق الجسيمات العالقة والغازات المنبعثة من آبار النفط، في المناطق الواقعة إلى الجنوب من مدينة الموصل، حول آبار النفط، حيث أحرق تنظيم "داعش" مصنعًا للكبريت.

ويتحرى رجال الدفاع المدني العراقي الوضع عبر أجهزتهم الإلكترونية، وقال هجار فاضل، ضابط الدفاع المدني، وهو يقف على مقربة من بئر ما زالت تنبعث منها شرارات من اللهب: "نقيس مستويات كبريتيد الهيدروجين، وهو غاز قابل للاشتعال يمكن أن يتسبب في حروق"، ونقوم بتغطية الأرض لوقف انبعاث الدخان، ووقف تلويث الهواء والبيئة".

لكن القلق يتنامى من التأثير السلبي لهذا التلوث على القدرة في اعادة بناء بيئة نظيفة ومستدامة، تتيح إعادة النازحين إلى ديارهم، وفق جيني سباركس، المسؤولة في منظمة الهجرة الدولية. وأضافت "سباركس" أن الأمر يتطلب الانتقال من التحرك الطارىء إلى برامج لبناء القدرة على المقاومة في الأسابيع والأشهر المقبلة.

ويشير برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن عملية إعادة الإعمار تجري في منطقة تعاني بيئتها أصلاً من التدهور، جراء النزاعات السابقة، واستغلال المساحات المزروعة بطرق غير مستدامة، أدت إلى التصحر الخطير، وإفقار التربة، وكانت الغالبية العظمى من سكان هذه المناطق تعتمد على الزراعة وتربية المواشي، والعمل في قطاع النفط، وهما قطاعان دمرهما المتطرفون.ويقول جابر، البالغ من العمر 16 عامًا، وهو يرعى أغنامه بالقرب من بلدة القيارة الزراعية: "نفقت بعض أغنامي، وما تبقى منها لا أستطيع بيعه أن لونها صار أسود".

وتحذر المنظمات الدولية من مزيد من الأضرار، مع استمرار الصراع في المنطقة، كما يحذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة من المواد السامة التي يحتويها الركام، وغبار المباني المدمرة، وبعض مخازن الأسلحة والمواد الكيميائية، ومن تأثيرها بعيد المدى على البيئة، إذا لم يتم التحرك في مواجهة ذلك، والأمر ذاته ينطبق على العربات العسكرية المدمرة المتروكة، لأنها تشكل خطرًا على الأطفال الذين يلعبون بها، أو الرجال الذين يفككونها لبيع معدنها". وقال إيرك سولهايم، المسؤول عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن الماء يمكن أن يشكل مصدرًا للخطر. وأضاف: "ألقيت جثث ومواد خطيرة ونفط في الأنهار ومجاري المياه".

ورغم ذلك، مازال البعض يتمسك بالأمل، ويقول برنامج الأمم المتحدة للبيئة إنه عند الغزو الأميركي للعراق، في 2003، تعرض مصنع كبريت المشراق، قرب القيارة، لحريق استمر شهرًا، وتعرضت النباتات والمحاصيل لأضرار جسيمة، لكن بعد مرور عامين، تعافت البيئة.

اما بالنسبة لكميات النفط التي تسربت، فإنها مادة عضوية، وبمرور الوقت تتحلل ولا تعود تؤثر على البيئة، وفق ويم زويننبرغ، من منظمة "باكس" الداعية إلى إنهاء النزاعات. وحذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة من أنه بعد انتهاء المعارك قد يؤدي انهيار الهيئات المكلفة بإدارة البيئة إلى تراكم النفايات المنزلية والطبية والصناعية، والتسبب في مخاطر بيئية وصحية.

ومن المتوقع أن تتكرر أعمال النهب التي حدثت في أعقاب الغزو الأميركي في 2003، ولا سيما في المصانع، وحينها سرق مدنيون موادًا سامة وكميائية، وبعضهم، على سبيل المثال، نهب براميل من مفاعلات نووية، واستخدموها لتخزين مياه الشرب.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواد كيمياوية سامة تنتشر في هواء العراق وتثير قلق المنظمات الدولية مواد كيمياوية سامة تنتشر في هواء العراق وتثير قلق المنظمات الدولية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia