علماء يفسّرون سر عدم تأثر النباتات بكارثة تشرنوبل كالبشر والحيوانات
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أكّدوا أنّ ما حدث في محطة الطاقة الذرية أدى إلى ازدهار الحياة البرية

علماء يفسّرون سر عدم تأثر النباتات بكارثة "تشرنوبل" كالبشر والحيوانات

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - علماء يفسّرون سر عدم تأثر النباتات بكارثة "تشرنوبل" كالبشر والحيوانات

نوقع كارثة "تشرنوبل"
لندن - العرب اليوم

 يمكن أن تكون "تشرنوبل" مرادفة للموت والدمار، ولكن العلماء يعتقدون الآن أن الكارثة التي حدثت في محطة الطاقة الذرية أدت إلى ازدهار الحياة البرية في المنطقة.

وبعيدا عن مساحات النفايات النووية، أصبحت منطقة الإبعاد (الإقصاء) حول تشرنوبل التي تبلغ 2600 كم مربع، ملاذا للنبيت (الحياة النباتية) والحيوانات، وعلى وجه الخصوص، استفادت الحياة النباتية من قدرتها الفريدة على تحمل الآثار الجانبية السرطانية للكارثة، حيث لم تتأثر الأشجار والزهور والشجيرات بالآثار المدمرة.

وحتى في أكثر المناطق الملوثة بالإشعاع، يقول الخبراء إن الغطاء النباتي بدأ يتعافى بعد 3 سنوات فقط من كارثة عام 1986. كما ذُكر أن الذئاب والخنازير والدببة عادت مرة أخرى إلى الغابات المورقة، في المنطقة المحيطة بالمفاعل النووي المدمر.

وفي مقال معمق قُدّم لـ The Conversation، يوضح كبير المحاضرين في الكيمياء الحيوية النباتية في جامعة Westminster، ستيوارت تومبسون، سبب قدرة النباتات على مقاومة الإشعاع، ولماذا تزدهر الحياة البرية الآن.

وفي الشرح المفصل، قال تومبسون، عندما تتأثر الخلايا البشرية بجزيئات الطاقة العالية والأمواج التي ترسلها المواد النووية غير المستقرة والمتحللة، تتحطم بنيتها الخلوية وتحدث التفاعلات الكيميائية ضررا واضحا بالخلايا. ويعد الحمض النووي عرضة بشكل خاص للضرر الناجم عن هذه الجزيئات المشعة، حيث يمكن استبدال أجزاء من الخلايا، ولكن ذلك لا يحدث للشيفرة الوراثية داخل كل منها.

وفي الجرعات العالية، يُخلط الحمض النووي وتموت الخلايا بسرعة، ما يسبب الأعراض المميزة للتسمم الإشعاعي، بما في ذلك الضعف والتعب والإغماء والارتباك، وكذلك نزيف الأنف والفم واللثة والمستقيم.

وفي المناطق الأكثر تلوثا حول تشرنوبل، قُتل البشر والثدييات والطيور الأخرى بسبب الإشعاعات المنبعثة خلال الكارثة، وفقا للدكتور تومبسون. ولا يسبب التعرض لمستويات منخفضة من الإشعاع آثارا صحية فورية، ولكن الطفرات الناجمة عن تلف الخلايا تزيد من خطر الإصابة بالسرطان على مدى الحياة، بينما النباتات تتميز بأنها أكثر مرونة في طريقة تعاملها واستجابتها بشكل عضوي أكبر، نظرا لأنها غير محظوظة في الانتقال من مكانها.

وتتكيف الخلايا النباتية مع تغير طريقة عملها وفقا للبيئة التي تجد نفسها فيها، ويمكن أن يشمل ذلك النمو بشكل أطول أو حفر جذورها على مسافات أعمق، اعتمادا على إشارات كيميائية تتلقاها من محيطها، وذلك ما يسميه الدكتور تومبسون "الشبكة الواسعة من الخشب". كما تأخذ النباتات إشارة من مستويات الضوء والماء والمواد المغذية التي تمتصها، وكذلك درجة الحرارة المحيطة بمناخها.

وعلى عكس الخلايا الحيوانية، فهي أيضا أكثر قدرة على إنشاء خلايا جديدة من أي نوع ضروري لعملها، ويمكن أن تحل مكان الخلايا الميتة بسهولة أكبر، كما أن الأورام التي تنمو في النباتات غير قادرة أيضا على الانتشار إلى مناطق أخرى، على عكس البشر، وذلك بفضل الجدران الصلبة التي تحيط بالخلايا النباتية. وإلى جانب القدرة على تحمل الإشعاع، يبدو أن الحياة النباتية حول تشرنوبل تعتمد على الآليات القديمة في ماضيها الوراثي، لحماية الحمض النووي الخاص بها، ففي أوائل الحياة على الأرض، كانت مستويات الإشعاع في البيئة الطبيعية أعلى بكثير، ما اضطر النباتات إلى التكيف من أجل البقاء.

ويعتقد الخبراء أن الكارثة ربما تكون أيقظت آليات البقاء "العتيقة" في النباتات المحلية.

قد يهمك أيضا:

سقوط ثاني ضحايا ارتفاع درجة الحرارة في الكويت

درجة حرارة غير مسبوقة تضرب منطقة الخليج العربي

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء يفسّرون سر عدم تأثر النباتات بكارثة تشرنوبل كالبشر والحيوانات علماء يفسّرون سر عدم تأثر النباتات بكارثة تشرنوبل كالبشر والحيوانات



GMT 17:22 2021 الإثنين ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة الفلاحة التونسية ترفع أسعار الحبوب عند الانتاج

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 02:37 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أجود أنواع البلسم الطبيعي للشعر المصبوغ

GMT 02:12 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

سيرين عبد النور تتألق بالبيج والنبيتي من لبنان

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 16:23 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

تعرف على المطاعم في العاصمة الكينية "نيروبي"

GMT 18:51 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

السمك يحمي صغيرك من الإكزيما
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia