الأرض على أبواب أزمة وشيكة في المياه العذبة نتيجة الاحترار العالمي
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

في ظلّ الانفجار السكاني والإفراط في الريّ وغيرها من العوامل البشرية

الأرض على أبواب أزمة وشيكة في المياه العذبة نتيجة الاحترار العالمي

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الأرض على أبواب أزمة وشيكة في المياه العذبة نتيجة الاحترار العالمي

أزمة نفاد مياه الشرب في كيب تاون
كيب تاون - العرب اليوم

تعيش الأرض أزمة مياه منذ وقت طويل، لكن ارتفاع حرارتها بفعل التغيّر المناخي يهدد بمفاقمتها وتسريع وتيرتها، ليكون العالم على أبواب أزمة وشيكة في المياه العذبة. وفي ظلّ الانفجار السكاني والإفراط في الريّ وغيرها من العوامل البشرية، صارت خزانات المياه العذبة الطبيعية في الأرض مهددة بالجفاف، ثم أضيف إلى ذلك الاحترار المناخي الذي يوشك، إن استمرت وتيرته على حالها، بالتسبب مع العوامل الأخرى بأزمة كبيرة في المياه العذبة على الأرض.

قبل سنوات، كانت مدينة كيب تاون، ثاني أكبر مدن جنوب أفريقيا، بمنأى عن أزمة الجفاف. ففي عام 2014 كانت خزاناتها الستة مليئة بالماء، لكن بعد ثلاث سنوات من الجفاف القاسي بلغت هذه الخزانات أدنى منسوب لها، وبات السكان مدعوين لعدم استخدام أكثر من خمسين لتراً يومياً للشخص الواحد.

وكان خبراء المناخ حذّروا من هذا الأمر، وقالت المسؤولة في مقاطعة الكاب الغربية هيلين زيل: "قد يضربنا الاحترار المناخي عام 2025 (...) لقد حذّرتني خدمات الأرصاد الجوية من أن نماذجهم لم تعد صالحة". في العقود الماضية، أخذت أزمة المياه بالتمدد في العالم. وصار المنتدى الاقتصادي العالمي يدرجها ضمن التهديدات العالمية التي يمكن أن يكون لها أشد الآثار، مثل الكوارث الطبيعية وموجات الهجرة والقرصنة المعلوماتية.

وفي سهل الغانج، حيث يعيش 600 مليون شخص بين الهند وباكستان وبنغلادش، "تُضخّ المياه الجوفية بوتيرة مرعبة"، وفق غراهام كوغلي الباحث في جامعة ترنت الكندية. وأظهرت دراسة حديثة أن نصف المياه هناك ملوّث بالملح والزرنيخ، وغير صالحة للري والشرب.

وتؤمّن الخزانات الجوفية مياه الشرب لما لا يقل عن نصف سكان الأرض، إضافة إلى 40 في المائة من الماء المستخدم في الزراعة. لكن هذه الخزانات لا تمتلئ بسهولة كما يمتلئ أي خزان بعد هطول المطر. ولذا فإن هذه الخزانات الجوفية لا يمكن أن تعدّ مصدراً متجدداً للمياه. ووفقاً لعالم المناخ بيتر غليك، فإن غالبية مناطق العالم قد بلغت "ذروتها المائية". ويوضح ذلك لوكالة "فرانس برس"، قائلاً: "الناس يعيشون في مناطق يستخدمون كل المياه المتجددة فيها، بل أسوأ من ذلك، اذ يفرطون في ضخّ المياه الجوفية".

ومن شأن سوء الاستخدام هذا أن يؤدي لتسرّب المياه المالحة إلى الخزانات الجوفية، وأيضاً إلى انهيارات في التربة تجعل عشرات المدن مثل جاكرتا ومكسيكو وطـــوكيو تغــوص في الأرض قليلاً كل سنة. ويقول آريين هوكسترا من جامعة تفنته الهولندية "يعاني نصف بليون شخص في العالم من نقص المياه على مدار السنة (...) ويضاف إلى كل ذلك الشحّ في المياه الناجم عن الاحترار المناخي".

فقد ارتفعت حرارة الأرض درجة واحدة مقارنة بما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، ويتخوّف الخبراء من أن يبلغ هذا الارتفاع درجة ونصف درجة، أو درجتين خلال القرن الحالي، مع ما يعنيه ذلك من آثار كارثية على المناخ والبيئة والمياه.

ويقول خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ، إن كل درجة من الارتفاع تجعل 7 في المائة من سكان الأرض يفقدون 20 في المائة من مواردهم من المياه المتجددة. وعلى العالم أن يواجه مع حلول عام 2030، عجزاً في المياه بنسبة 40 في المائة من الحاجة، في حال لم تتخذ الإجــراءات الضرورية لوقف احترار الأرض. وفي الوقت ذاته، يُتوقّع أن يرتفع الطلب بنسبة 55 في المائة بسبب النمو السكاني خصوصاً في مدن الدول النامية. ويقول غليك "مع تفاقم ظاهرة التغير المناخي، ستتفاقم آثارها على موارد المياه". ويتوقع أن تكون مناطق واسعة من أفريقيا هي الأكثر تأثراً بهذا الأمر.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأرض على أبواب أزمة وشيكة في المياه العذبة نتيجة الاحترار العالمي الأرض على أبواب أزمة وشيكة في المياه العذبة نتيجة الاحترار العالمي



GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 16:44 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

خلطة طبيعية لتفتيح الشعر باستخدام "البابونج"

GMT 22:24 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك افضل امبولات لتكثيف الشعر وتطويله

GMT 13:58 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

فساتين زفاف فضية موضة عروس 2022

GMT 16:02 2014 الجمعة ,12 أيلول / سبتمبر

الصدري الطويل يعود ليحتل عرش الأناقة في الخريف

GMT 20:42 2021 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

التصاميم الملائمة من أقراط فاخرة تناسب شكل وجهك

GMT 17:55 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

دورتموند يمدد تعاقده مع مايكل زورك حتى 2021

GMT 07:47 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

اخطفي الأضواء هذا الموسم بظلال العيون البراقة

GMT 22:17 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

أفضل الماسكات المهدئة للبشرة الدهنية

GMT 22:24 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك افضل زيت لتنعيم الشعر وتطويله

GMT 21:24 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

خواتم فضة رائعة تمنحك إطلالة رائعة

GMT 09:15 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

موديلات أحذية نسائية يمكن ارتداؤها على البنطلون الرياضي
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia