حفرية لسمكة عمرها 400 مليون سنة تكشف كيفية تغيير الإنسان لأسنانه
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أكد العلماء أن عملية التبديل تعود إلى ما قبل عصر الديناصورات

حفرية لسمكة عمرها 400 مليون سنة تكشف كيفية تغيير الإنسان لأسنانه

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - حفرية لسمكة عمرها 400 مليون سنة تكشف كيفية تغيير الإنسان لأسنانه

تشريح حفرية لسمكة يصل عمرها إلى أكثر من 400 مليون سنة
لندن - كاتيا حداد

تمكّن فريق من الباحثين الأوروبيين من تشريح حفرية لسمكة يصل عمرها إلى أكثر من 400 مليون سنة، وكشفوا من خلال التشريح عن بداية عملية تغيير الأسنان للكائنات الحية عموما وللإنسان خصوصًا وهو ما يُعرف باسم الأسنان اللبنية.

فكثير من الناس يتذكّرون لحظة سقوط أول سن من أسنان الطفولة، لكن الشيء الذي ربما لم يلاحظوه كأطفال هو عدم وجود جذور تربط الأجزاء اللؤلؤية الظاهرة من أسنانهم.  وعلى الرغم أن العلماء يعرفون أن "مرساة" السن (الجزء السفلى من الأسنان) ينمو كسن دائم من أسفل هذه الأجزاء العلوية اللبنية، إلا أن هذا النظام المذهل لعملية تبديل الأسنان يخفي سرا.

حفرية لسمكة عمرها 400 مليون سنة تكشف كيفية تغيير الإنسان لأسنانه

وأظهر الباحثون في الوقت الحاضر أن ظاهرة "تراص الأسنان" يعود تاريخها إلى ما قبل عصر الديناصورات. فالأسنان تتعرّض لكثير من عوامل التلف، لذا فمن المنطقي أن يكون الكائن قادرًا على استبدالها خلال فترة حياته. لكن المثير للدهشة، أن أسنان أقدم الفقاريات الفكية كانت ثابتة في عظام الفك، ولم يكن التخلص منها أمرًا ممكن. وفى النهاية تطورت عملية نشوء الأسنان بشكل مستقل في حادثتين، وذلك باستخدام عمليتين مختلفتين تماما. ففي أسماك القرش والشفنيات تذوب الألياف التي تربط السن بجلد الفك وتسقط جميع الأسنان تدريجيا، بينما في الأسماك العظمية والفقاريات الأرضية ترتبط عملية نشوء الأسنان مباشرة بعظام الفك عبر الأنسجة الخاصة المعروفة باسم "عظم المرفق".

وعندما يحين وقت الاستغناء عن الأسنان يجب أن ينقطع هذا المرفق وتأتي الخلايا المتخصصة لتمتص العاج وعظم المرفق حتى تتخلخل الأسنان تمهيدا لسقوطها. وقام فريق من الباحثين من جامعة أوبسالا ومركز أبحاث الإشعاع السنكروتروني الأوربي (ESRF) في فرنسا للتحقيق في أصول هذه العملية الذكية، بفحص عظم الفك لحفرية سمكة عمرها 424 مليون سنة من نوع "الاندريلبيس"، التي اكتشفت في جوتلاند في السويد.

ويعتبر هذا النوع قريب من الأسلاف المشتركة لجميع أنواع الأسماك العظمية الحية وكذلك الفقاريات الأرضية. وباستخدام شريحة قياسها اقل من واحد سنتيمتر في الطول، قام الخبراء بعمل مسح تصوير إشعاعي للكشف عن العظام التي حفظت على نحو جيد من الحفرية، وبالتالي الكشف عن تاريخ نموها. ويُذكر أن هذه الطريقة تلتقط نفس كمية المعلومات الميكروسكوبية باقتطاع الأجزاء الرقيقة من هذه الحفرية ووضعها تحت ميكروسكوب دون الإضرار بها، كما استخدمت هذه الطريقة أيضا العرض ثلاثي الأبعاد.

وبعد سنوات من "تشريح" البيانات الممسوحة، تمكّن جونجلي شين المعد الرئيسي للدراسة من بناء خريطة ثلاثية الأبعاد لتسلسل العملية بالكامل من حيث سقوط ونشوء الأسنان-وتعتبر هذه المرة الأولى التي تُشرّح فيها حفرية بمثل هذه الطريقة.  وأوضح أنه في كل مرة تسقط فيه الأسنان، تقوم عملية إعادة امتصاص بخلق تجويف حيث يتم فيه إرفاق السن الجديد. وهذا يوضح أن الأسنان كانت تستبدل عدة مرات خلال حياة الأسماك. وهذا هو أقرب مثال معروف عن عملية استبدال الأسنان عبر طريقة إعادة الامتصاص القاعدية، ويبدو أن معظم الأمثلة الأخرى مماثلة لعملية استبدال الأسنان التي نراها اليوم في الأسماك العظمية البدائية مثل غار (Lepisosteus) والأسماك كثيرات الزعانف (Polypterus). وكما هو الحال في هذه الأسماك، فإن البديل الجديد للأسنان يوضع جنبا إلى جنب مع القديمة، وليس تحتها كما هو الحال في البشر.

وعلّق بير اهلبيرج أحد قادة المشروع بالقول: "إن كمية المعلومات البيولوجية التي نحصل عليها من المسح ببساطة هي كمية مذهل. وأضاف "نستطيع متابعة عملية النمو وإعادة الامتصاص وصولا إلى المستوى الخلوي، وتقريبا كما هو الحال في الحيوانات الحية. وتابع بالقول وكما نطبق هذه التقنية على الفقاريات الأولى، سوف نتمكن من فهم دورة حياتهم جيدا- ومما لا شك فيه أنه سيكون هناك مفاجآت كبرى.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حفرية لسمكة عمرها 400 مليون سنة تكشف كيفية تغيير الإنسان لأسنانه حفرية لسمكة عمرها 400 مليون سنة تكشف كيفية تغيير الإنسان لأسنانه



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia