دراسة تؤكد أن جزيئات البلاستيك تقتل الاسماك قبل سن الانجاب
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أحد أهم مكوناتها مستحضرات تجميل البشرة

دراسة تؤكد أن جزيئات البلاستيك تقتل الاسماك قبل سن الانجاب

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - دراسة تؤكد أن جزيئات البلاستيك تقتل الاسماك قبل سن الانجاب

سمك الكراكي لوسيوس الذي يتغذى على الجزيئات البلاستيكية الصغيرة
لندن - ماريا طبراني

كشف بحث جديد أن الاسماك تموت ولا تستطيع الوصول الى مرحلة النضوج بسبب القمامة البلاستيكية الموجودة في المحيطات، وعثر الباحثون على بعض الأسماك الصغيرة التي تتغذى على البلاستيك بدل الغذاء الطبيعي مما يؤثر على قدرتها على التكاثر.

ودق جرس الخطر على الاسماك منذ سنوات، ولكن الدراسة التي نشرت يوم الخميس أثبتت الضرر في تنامي مشكلة جزيئات البلاستيك وخصوصا بلاستيك البوليمر المستخدم في نوع من الصناعة الحديثة، وجاء في الدراسة أن البلاستيك الصغير غير قابل للتحلل في البيئة الطبيعية، وأنه يدخل الى المحيطات من خلال القمامة، تحديدا عند التخلص من النفايات مثل أكياس البلاستيك والمواد الاخرى وتزيد أنظمة التخلص من النفايات الضعيفة ومصبات الصرف الصحي من جزئيات البلاستيك الصغيرة في البحر.

ويعتبر المصدر الاول لهذه النفايات هو ميكوربيدات وهي جزئيات صغيرة جدا من البلاستيك الصلب تستخدم في مستحضرات التجميل، والتي تتدخل بسهولة في الممرات المائية، وتذهب من خلال المصاريف الى المحيطات وتتجمع على مر عشرات السنين، وكان يصعب على العلماء قياس أثر هذه المواد في ظل تزايد القلق، وعثر على جزئيات من البلاستيك الصغير في الطيور البحرية والأسماك والحيتان التي ابعتلها ولكنها لم تتمكن من هضمها فتراكمت في الجهاز الهضمي لهذه المخلوقات.

واستطاع العلماء لأول مرة أن يثبتوا أن الاسماك التي تتعرض لمثل هذه المواد يختل نموها مما يؤدي الى توقفه في بعض الاحيان، وتزداد معدلات الوفيات بينها، ويتغير سلوكها مما يعرضها للخطر، وأظهرت عينات من يرقات الاسماك انها لا تتناول البلاستيك فقط ولكنها تفضله على طعامها الطبيعي، وتأكل هذه اليرقات البلاستيك فقط وتتجاهل مصدر غذائها الطبيعي من العوالق، ووجدت الدراسة التي نشرت في مجلة العلوم يوم الخميس أن الاسماك التي ولدت في بيئة غنية بجزيئات البلاستيك الصغيرة التي يصل حجمها لأقل من 5 ملم انخفضت لديها البيوض ومعدل النضوج، ولم تتمكن هذه الأسماك من فهم الاشارات الكيميائية التي تحذرها من وجود حيوانات مفترسة تهدد حياتها، وعثر على هذه الجزيئات بوفرة في المحيطات وفي المناطق الساحلية الضحلة حيث يكون البحر مكب للنفايات وأنظمة الصرف الصحي.

وأوضح مؤلف الدراسة بيتر اكلوف " هذه المرة الأولى التي نكتشف فيها أن نوع من الحيوانات يفضل تناول البلاستيك على طعامه الطبيعي وهو أمر مدعاة للقلق، فاليرقات التي تتعرض لجزيئات صغيرة من البلاستيك خلال نموها تتعرض لتغير سلوكيتها، لتصبح أقل نشاطا مقارنة بالأسماك في المياه الخالية من هذه الجزيئات."

ودعت حملات حماية البيئة الى الحد من النفايات التي تصل الى الانهار والبحار والمحيطات، والي الحد من استخدام البلاستيك الصناعي في مستحضرات التجميل، وأطلقت جرينسباس حمل ضد الميكوربيدات في وقت مبكر من هذا العام، وبدأت العديد من الشركات الملتزمة بالحملة التخلص منه تدريجيا.

وتشير دراسة أن الضرر قد حصل بالفعل، وأن منع تسرب المزيد من جزئيات البلاستيك الى المحيطات يجب أن يكون عاجل، وإلا سيكون من الصعب التخلص منها، واكتشفت الدراسة أن اليرقات التي تتعرض لجزيئات بلاستيكية صغيرة يسهل على الحيوانات المفترسة في بيئتها اصطيادها أسرع بأربع مرات مقارنة بالأسماك التي لا تتعرض للبلاستيك.

دراسة تؤكد أن جزيئات البلاستيك تقتل الاسماك قبل سن الانجاب

ولقيت كل الاسماك التي قامت عليها الدراسة والتي تعرضت للبلاستيك حتفها بعد 48 ساعة، ويشير هذا الى ان اثار جزيئات البلاستيك الصغيرة ستكون بعيدة وطويلة الامد، فالآثار المباشرة اليوم واضحة على الجهاز الهضمي للأسماك، ولكن قد يكون البلاستيك سببا في سلوك مختلف للأسماك والذي يثبط دورة تطور الشعور بالخطر لديها من خلال اليات غير مفهومة بعد.

وأضيف هذا البحث الى أبحاث أخرى خلصت أن نوعا من الاسماك الساحلية يتراجع بشكل ملحوظ في السنوات الاخيرة في حين تزيد كمية النفايات البلاستيكية في المحيطات، وحذرت المساعدة في البحث أونا لونستيت " اذا تأثرت المراحل المبكرة من حياة الانواع الاخرى من الاسماك فان هذا سيترجم الى زيادة معدلات الوفيات، وستكون التأثيرات على النظم الايكولوجية المائية أكثر عمقا."

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة تؤكد أن جزيئات البلاستيك تقتل الاسماك قبل سن الانجاب دراسة تؤكد أن جزيئات البلاستيك تقتل الاسماك قبل سن الانجاب



GMT 17:22 2021 الإثنين ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة الفلاحة التونسية ترفع أسعار الحبوب عند الانتاج

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia