مؤتمر كوب 22  ينوي وضع خطط فعَّالة لمواجهة التغيُّر المناخي
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

صغار المزراعين المغاربة والأفارقة هم أكثر ضحاياه تضررًا

مؤتمر "كوب 22 " ينوي وضع خطط فعَّالة لمواجهة التغيُّر المناخي

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مؤتمر "كوب 22 " ينوي وضع خطط فعَّالة لمواجهة التغيُّر المناخي

مؤتمر "كوب 22 " الدولي
مراكش ـ سليم الجندي

يدعو المغرب من خلال مؤتمر "كوب 22 " الدولي المنعقد في مراكش، رؤساء العالم للعمل من أجل توفير خطط تساعد المزارعين الأفارقة الصغار، لمواجهة مخاطر التغير المناخي على أراضيهم. وقال محمد إبراهيم أحد المزارعين المغاربة الذي يملك هكتارًا من أشجار التفاح في قرية "بومية" القريبة من ميدلت، إن درجة الحرارة لم تقل في شهر ديسمبر/كانون الاول الماضي عن 25 درجة مئوية، علما بأنها تتراوح ما بين درجة أو درجتين في نفس التوقيت من العام الذي سبقه. وتابع: " تحتاج الأشجار لما يقرب من 1200 ساعة من الدرجات المنخفضة جدًا في الشتاء حتى تنمو، ولكن هذا العام تأخر نموها، واضطررت إلى أن أتأخر في الحصاد شهرًا كاملا، فيما وصل حصاد التفاح إلى 20 طنا فقط، في حين كنت أتوقع أن يبلغ 40 طنا".

وتقع مدينة "ميدلت" على ارتفاع 1600 متر فوق سطح البحر في منطقة مستوية واسعة محصورة بين جبال أطلس المتوسطة في الشمال، وجبال أطلس العالية في الجنوب، ويفيض جبل العياشي، احد أعلى الجبال في المنطقة، بالثلج على المدينة. ونظراً لارتفاع المدينة وجوها البارد فهي صالحة لزراعة أشجار التفاح، حيث تنتشر هذه الزراعة في المدينة. ولكن لهذا السبب فإن المزارعين بدأوا في ترك حقولهم.

وقال إبراهيم: "عندما كنا صغاراً كانت المدينة تمتلئ بالثلوج حتى نهاية شهر يونيو/حزيران، وفي بعض الأحيان كان لدينا مخزون من المياه يكفينا للري طوال العام، لقد كنا نحفر مترين للحصول على المياه، ولكن اذا أردنا أن نحصل عليها الآن يجب أن نحفر أكثر من ذلك".

وتبلغ نسبة الأيدي العاملة في المغرب 40% من السكان مثل معظم الدول الافريقية، ولكن المنتجات الزراعية تتأثر بشكل كبير بالتغير المناخي. ووصف إبراهيم العام الماضي بالاستثنائي حيث أثرت ظاهرة "النينا" على الأمطار في المغرب فتوقفت لمدة شهريين كاملين عن المملكة. وتقدر نسبة نقص الأمطار بشكل عام في الموسم الزراعي بنحو 42.7%، وتعتبر خسائر المنتجات الزراعية كارثية، خاصة منتجات الذرة والقمح، ووفقا لتقديرات وزارة الزراعة فان خسائر موسم 2015 قد بلغت 70%.

مؤتمر كوب 22  ينوي وضع خطط فعَّالة لمواجهة التغيُّر المناخي

وقال محمد عيد قاضي رئيس المجلس العام للتنمية الزراعية إن الأمطار بدأت تقل منذ عام 1990 بنسبة 15% إلى 20 % سنويا، وتابع "كانت الأمطار تهطل بغزارة في الماضي ولكنها أصبحت أقل بكثير وانتشر الجفاف في كثير من المناطق".

وبما أن المؤتمر العالمي حول المناخ (كوب 22) يقام هذا العام في مراكش فان المغرب يصر على أن يتكون هذا المؤتمر من أطراف أفريقية. ويحاول ممثل المغرب أن يتحدث باسم الدول الأفريقية وتعرض قضية التغير المناخي غير المنتظم للمناقشة.

والجدير بالذكر، أن هذه المشكلة تحدث نتيجة عدة أسباب مثل ضغط المياه وتردي الأراضي الزراعية وارتفاع درجة الحرارة وإزالة الغابات، إلا أن أحدا لا يلتفت لذلك، فلقد عانت مناطق مثل الساحل المشترك بين تشاد والنيجر ومالي من الجفاف المتكرر منذ عام 1980، مما أدى إلى قلة الحصاد وتدهور الاقتصاد والأنظمة الزراعية، فلقد تهدد ما يزيد عن سبعة ملايين شخص في الساحل بالموت جوعًا، واحتاجوا إلى مساعدات غذائية من المنظمات الإنسانية.

ووفقا لمجلة " Nature" فقد عانت مناطق عدة في جنوب وشرق أفريقيا من الجفاف الحاد في السنوات الأخيرة، ويعتبر الذرة أكثر النباتات المتضررة من ذلك، كما أن التقديرات تشير إلى أنه بحلول عام 2090 ستكون 60% من أراضي زراعة الفول غير قابلة للزراعة.

وتستغل المغرب المؤتمر للإعلان رسميا عن مبادرة تبنيها للزراعة الأفريقية، ونظر للتغير المناخي غير المنتظم فان المبادرة تقدم اقتراحات باستصلاح التربة وحسن إدارة مياه الري وتنبأ أفضل للأحوال الجوية، وتقديم الإرشادات للمزارعين المتأثرين بالجفاف.

ورغم أن المبادرة قوبلت بالانتقادات التي تقول بأنها تكرر الأعمال التي تقوم بها البرامج الأفريقية الأخرى، إلا أن المغرب يؤمن بأن إسهاماته قد تقنع قادة العالم بعمل خطة تحسن تقسيم 100 بليون دولار المخصصة لدعم مشاريع الدول النامية.

وصرح عزيز أخنوش وزير الزراعة المغربي بانه "يجب أن نترجم أفكار الجهات الغربية إلى مشاريع فعلية تخدم المزارعين الصغار"، وتابع "يجب أن نستغل أفكارهم في عمل مشاريع للري وتطوير الواحات وتحسين الأسمدة".

ويعتقد بروس كامبل مدير البرنامج العالمي للتغير المناخي أن الإدارة الجيدة لموارد المياه ستحسن الأمور، وتقدر نسبة الأراضي الزراعية التي تصلها مياه الري في أفريقيا ب 3.3% مقارنة ب 37% في أسيا، ورغم تحسن حالة الزراعة في المغرب ألا أن نسبة 85% من أراضي الزراعة تقوم على الأمطار، وقال بروس " يحتاج المزارعون الصغار إلى إرشادات جوية باللغات المحلية، فلو أن المزارعين علموا بظاهرة النينا في عامي 2015 و2016 لكانوا وفروا بذورهم لعام آخر أفضل".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤتمر كوب 22  ينوي وضع خطط فعَّالة لمواجهة التغيُّر المناخي مؤتمر كوب 22  ينوي وضع خطط فعَّالة لمواجهة التغيُّر المناخي



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia