جلب عام 2020 موسما قياسيا من الأعاصير في المحيط الأطلسي، والعديد من حرائق الغابات التي تهدد الحياة والكثير من الزلازل الشديدة بما يكفي لتذكير البشرية بقوة الصفائح التكتونية، وكانت بعض هذه الكوارث جزءا من الدورة الجيولوجية؛ والبعض الآخر ساعده تغير المناخ الذي يسببه الإنسان.
وبهذا الصدد، نشر موقع "لايف ساينس" تقريرا يذكرنا بالطرق، التي أظهرت بها الأرض غضبها في عام 2020:
زلزال البحر الكاريبي 2020
ضرب أحد أكبر الزلازل هذا العام، زلزال بقوة 7.7 درجة، منطقة البحر الكاريبي في 28 يناير 2020. وضرب الزلزال 122 كيلومترا شمال غرب لوسيا وجامايكا وجنوب كوبا. ووفقا لـUSA Today، لم يمت أحد، لكن شُعر بالاهتزاز في أماكن بعيدة مثل ميامي وأجزاء من شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية.
وتقع المنطقة التي ضرب فيها الزلزال على حدود الصفيحة بين أمريكا الشمالية وصفيحة الكاريبي. وكانت الفترة بين أواخر عام 2019 وأوائل عام 2020 وقتا نشطا على حدود الصفيحة، حيث شهدت بورتوريكو سلسلة زلازل أكثر شدة من أي شيء شوهد منذ عام 1918، حسبما ذكرت "لايف ساينس".
في 12 يناير، ثار بركان تال في جزيرة لوزون الفلبينية بشكل كبير، ما أرسل سحبا من الرماد إلى السماء. وسرعان ما تكثف الثوران، وأدى إلى ظهور أعمدة بخار ورماد يصل ارتفاعها إلى 14 كم. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يثور فيها البركان منذ 40 عاما. وعندما انجرفت سحب الرماد لأكثر من 62 كم شمالا، اضطر السكان الذين يعيشون بالقرب من البركان إلى الإجلاء.
وأفادت Manila Bulletin أن ثوران البركان أدى إلى وفاة 39 شخصا، معظمهم نتيجة نوبات قلبية أو أحداث طبية أخرى داخل مراكز الإيواء، وفقا لمسؤولين حكوميين.
استمرت الاضطرابات الزلزالية في تركيا في 24 يناير، عندما ضرب زلزال بقوة 6.7 درجة مقاطعة إيلازيغ. وعلى الرغم من أن هذا الزلزال كان أصغر من الزلزال الذي ضرب شمال جامايكا، إلا أنه كان أكثر ضررا: أفادت التقارير عن مقتل 41 شخصا وإصابة أكثر من 1000 شخص.
وذكرت شبكة CNN أن العديد من الوفيات نجمت عن انهيار المباني التي حاصرت العشرات تحت الأنقاض، بينما كافحت فرق الإنقاذ للوصول إليهم. ووفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، كان مركز الزلزال ضحلا نسبيا، على بعد 10 كم فقط. وتسبب الزلازل الضحلة اهتزازا أكبر على السطح، ما يزيد من شدة الزلزال.
في بداية عام 2020، شاهد العالم برعب حرائق الغابات التي اجتاحت أستراليا، واندمجت في حرائق ضخمة في فيكتوريا ونيو ساوث ويلز. ووفقا لـ Eos، تسبب موسم الحرائق 2019-2020 في أستراليا، في حرق أكثر من 29.7 مليون فدان (12 مليون هكتار) وقتل ما لا يقل عن 33 شخصا وأكثر من مليار حيوان.
وجمع بحث نُشر في مجلة Earth's Future في نوفمبر 2020، أحجار الدومينو المناخية التي أدت إلى هذه الكارثة النارية: الجفاف طويل المدى ورطوبة التربة السطحية وسرعة الرياح والرطوبة النسبية وموجات الحرارة، ومحتوى الرطوبة من الوقود الميت والحيوي.
في 23 يونيو، ضرب زلزال قوي مدينة أواكساكا بالمكسيك، ما تسبب في تأرجح المباني في أماكن بعيدة مثل مكسيكو سيتي. وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن الزلزال الذي بلغت قوته 7.4 درجة، كان مركزه 9 كم جنوب شرق سانتا ماريا زاداني، على ساحل أواكساكا. وقتل عشرة أشخاص في مبان انهارت نتيجة الزلزال.
ووقع الزلزال في منطقة الاندساس حيث تنزلق صفيحة كوكوس تحت صفيحة أمريكا الشمالية. وتخلق حركة هاتين الصفيحتين ما يسمى الصدوع العكسية، والتي تحدث حيث يتم ضغط قشرة الأرض.
وتعمل منطقة الاندساس هذه أيضا على جعل الساحل الجنوبي المكسيكي نشطا بشكل عام. ووفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، شهدت المنطقة ما لا يقل عن أربعة زلازل بقوة 8 درجات أو أعلى في القرن الماضي.
كان أقوى زلزال في عام 2020، هو الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر الذي ضرب ساحل ألاسكا في 22 يوليو. وهذه المنطقة الواقعة قبالة ألاسكا هي منطقة اندساس أخرى، حيث تنزلق صفيحة المحيط الهادئ تحت صفيحة أمريكا الشمالية.
ولحسن الحظ، فإن شبه جزيرة ألاسكا ذات كثافة سكانية منخفضة، ولم يمت أحد في الزلزال. وعلى الرغم من صدور تحذير من حدوث موجات مد عاتية (تسونامي)، إلا أنه لم تتحقق أي موجة.
كما شهدت أستراليا موسم حرائق دراماتيكي، شهدت أمريكا الشمالية حصتها من اللهب بمجرد حلول الصيف في نصف الكرة الشمالي. وتأثرت ولاية كاليفورنيا بشكل خاص، حيث حُرق أكثر من 1.65 مليون هكتار، مع تدمير 10488 مبنى و33 حالة وفاة، وفقا لـ CalFire.
ومن بين الحرائق التي اجتاحت المناظر الطبيعية، كان حريق أغسطس المركب، الأكبر في تاريخ كاليفورنيا المسجل. واستهلك هذا الحريق أكثر من مليون فدان (400000 هكتار) في مقاطعات مندوسينو وهومبولت وترينيتي وتيهاما وجلين ليك وكولوزا. واستغرق الأمر ثلاثة أشهر لاحتواء الحريق بالكامل، والذي بدأ بضربات البرق يومي 16 و17 أغسطس.
بينما كانت كاليفورنيا تتأرجح من حريق أغسطس المركب والحرائق الأخرى في جميع أنحاء الولاية، كان حريق الغابات في كولورادو يسجل أيضا أرقاما قياسية جديدة. وتسبب حريق كاميرون بيك، الذي بدأ في 13 أغسطس، في اشتعال النيران في 208913 فدانا (84544 هكتارً)، ما جعله أكبر حريق هائل في تاريخ كولورادو، بالإضافة إلى أول حريق هائل في الولاية يحرق أكثر من 200000 فدان (80000 هكتار).
وحطمت النيران الرقم القياسي السابق، الذي سًجّل قبل شهر واحد فقط، عندما اشتعل حريق Pine Gulch، بالقرب من Grand Junction.
ضرب زلزال بقوة 7.0 درجات تركيا، في الساعة 2:51 مساء بالتوقيت المحلي في 30 أكتوبر، ما أسفر عن مقتل 117 شخصا وإصابة أكثر من 1000.
وكان مركز الزلزال في بحر إيجه، وتسبب في حدوث موجات مد عاتية غمرت الشوارع في منطقة سفيريهيسار بإزمير. وغرق شخص واحد على الأقل. ومع ذلك، كانت معظم الوفيات بسبب انهيار المباني في المدينة التركية.
وتقع تركيا في منطقة معقدة من الناحية الزلزالية، مع تفاعلات بين إفريقيا والصفيحة الأوراسية وصفيحة الأناضول
وفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، شهد موسم الأعاصير الذي حطم الرقم القياسي في عام 2020، نحو 30 عاصفة ضخمة، 13 منها تحولت إلى أعاصير.
واستمر الموسم في جميع الأسماء التي تم إعدادها لهذا العام، من آرثر إلى ويلفريد، واندفع عبر الأبجدية اليونانية وصولا إلى إيوتا. ومن بين كل هذه العواصف، كان الإعصار إيتا الأكثر فتكا، وهو عاصفة من الفئة 4 بلغت رياحها المستمرة ذروتها بسرعة 150 ميلا في الساعة (240 كم/ساعة).
وفقد ما يقرب من 150 شخصا في أمريكا الوسطى حياتهم، بعد أن دُفن الكثير منهم تحت الانهيارات الطينية في غواتيمالا. كما تسببت العاصفة في خسائر تقدر بنحو 7.2 مليار دولار.
وكانت إيتا واحدة من أربع عواصف من الفئة الرابعة في عام 2020.
جلب موسم الأعاصير لعام 2020 عاصفة واحدة وصلت إلى قوة الفئة الخامسة: إعصار إيوتا، الذي بلغت سرعة رياحه 160 ميلا في الساعة (260 كم/ساعة).و تشكل إيوتا في 13 نوفمبر، ما يجعله أحدث إعصار ما يعادل عاصفة من الفئة الخامسة.
وأثرت العاصفة على منطقة البحر الكاريبي وأمريكا الوسطى، والتي كانت أجزاء منها ما تزال تترنح من إيتا قبل أسابيع فقط. ولقي ما لا يقل عن 45 شخصا مصرعهم، وأُبلغ عن فقد العشرات في أعقاب العاصفة، وفقا لصحيفة هيرالد ميل.
غضب سترومبولي
يعد البركان الإيطالي سترومبولي أحد أكثر البراكين نشاطا على وجه الأرض. وثار بشكل مستمر منذ زهاء 2000 عام، وفقا لجامعة ولاية أوريغون.
ومن حين لآخر، يطلق سترومبولي قعقعة أكبر. وحدث هذا في نوفمبر، عندما أرسل انفجار كبير عمودا من الرماد في الهواء وانهيارا من تدفق الحمم البركانية - الرماد الساخن والغاز - يكتسح منحدرات البركان.
مع نهاية عام 2020، فجّر جبل إتنا الإيطالي تيارا من الحمم المتوهجة في السماء في 14 ديسمبر، ما أدى إلى تعطيل السفر الجوي مؤقتا وخلق عرضا رائعا للقوة الجيولوجية.
ووفقا لـ Volcano Discovery، استمرت عمليات إطلاق الرماد في اليوم التالي، مرسلة عمودا على ارتفاع 13000 قدم (4000 متر) نحو السماء.
ولاحظ المؤرخون أن اضطرابات إتنا تعود إلى 1500 قبل الميلاد على الأقل، وفقا لبرنامج البراكين العالمي التابع لمؤسسة سميثسونيان، على الرغم من أن تاريخه البركاني يعود إلى ما قبل ذلك بكثير.
ومن المحتمل أن يكون البركان نشطا منذ نحو 500000 عام.
قد يهمك ايضا
إصابة كلب بوليسي بوباء "كورونا" في مطار هونغ كونغ
فيديو طريف يُظهر انزلاق سكان كييف في شوارع أوكرانيا بسبب الجليد
أرسل تعليقك