إذا كنتِ عازبة وتجاوزتِ سن الخامسة والعشرين، من المرجح أنكِ تعيشين ضغوطاً من المحيطين بكِ بسبب عدم زواجكِ بعد، الزواج الجيد يعني استقرار نفسي وتقدم على الصعيد المهني. يمكن القول بأنه سبب أساسي في سعادة الناس في حياتهم وقدرتهم على الصمود ومواجهة التحديات التي تحملها لهم الحياة. علاقة الزوج والزوجة الناجحة، التي يمكن لأي منهما الإعتماد على الآخر لدعمه وإكمال حياته، هي أحد الحاجات الإنسانية الأساسية.
العديد من الدراسات النفسية تربط بين العلاقات الزوجية الناجحة التي يجمع الزوجين فيها مشاعر قوية وقدرة عالية على التواصل وبين السعادة والشعور بالإكتفاء والرضا عن الذات وعن الحياة بصفة عامة. حتى أن السعادة الزوجية تبعد الشيخوخة وتجعل الزوجين يشيخان معاً بشكل أحسن ويقاومان الأمراض وحتى المستعصي منها كالسرطان.
لذلك عندما يأتي الأمر لقرار الزواج ليس عليكِ القبول بأول إنسان يطرق بابكِ خوفاً من أن تكبري في العمر وتقل فرصكِ. كما ليس عليكِ القبول بشخص ما تحت ضغط الأسرة لأنهم يرون فيه الزوج المناسب لكِ، لكن عليكِ أن تضعي في إعتبارك مدى أهمية مثل هذا القرار وتأثيره على كامل حياتك المستقبلية وحياة الأطفال الناتجين عن هذا الزواج.
عليكِ أن تضعي في اعتباركِ ملائمة هذا الشخص لكِ من حيث الثقافة والإهتمامات والميول وكيف أن نظرته للمستقبل وخططه المستقبلية لا تتعارض مع أفكاركِ وخططكِ الشخصية. عليه أن يريد الزواج منكِ أنتِ وليس استكمال مظهر إجتماعي يرضي أسرتيكما، أو يرغب فيما لديكِ من جمال أو إسم عائلة أو غيرها من الأسباب.
السعادة نتيجة أم سبب للزواج السعيد؟
بحسب المركز الوطني الأمريكي للأبحاث، والذي أجرى استقصاء على 35 ألف رجل وامرأة امتدت لثلاثين عاماً، فإن 42 بالمائة من الأزواج محل البحث اعتبروا أن الزواج السعيد كان سبباً في سعادتهم في حياتهم. خلال فترة الدراسة لم يتزوج 24 بالمائة من المشاركين فيها وعلى الجانب الآخر قال باقي أفراد التجربة، والذين كان منهم من انفصل عن شريك حياته خلال فترة الاستقصاء سواء بالطلاق أو بالوفاة، أن هناك العديد من العوامل تتدخل في تحديد سعادة الأزواج من ضمنها الدخل المادي والمرحلة العمرية فالأشخاص الأكثر سعادة لديهم فرصة أكبر في الحصول على السعادة الزوجية.
يقول دانييل جلبرت، وهو أحد الباحثين المشاركين في الاستقصاء، "كلنا نعلم أن المحفز الأكبر للسعادة الإنسانية هو العلاقات الناجحة وتلك الأوقات التي يقضيها الإنسان مع أسرته وأصدقائه، إن هذه الأوقات لا تقدر بثمن". أما إريك وينير وهو أيضاً أحد الباحثين المشاركين في الدراسة فيقول "إن سعادة الإنسان لا تكتمل إلا إذا كان هناك من يشاركه حياته وسعادته وأنه إذا أردت تقدير مدى سعادة شخص ما عليك النظر في علاقاته الخاصة وفي الروابط التي تربط بينه وبين أفراد المجتمع من حوله".
كيف تختاري الزوج المناسب؟
عليكِ التفكير جيداً فيما تريدينه من زوجكِ. قيّمي نقاط قوتكِ ونقاط ضعفكِ واختاري الشخص الذي يكملكِ وليس الشخص الذي يستغل نقاط ضعفكِ.
لا تفكري أبداً أنه بإمكانكِ تغيير أمور جوهرية لا تعجبكِ في الرجل بعد الزواج، فهذا وهم وقعت فيه الكثيرات قبلكِ. القليل من الأشخاص فقط يمكنهم تغيير طباعهم السيئة والكثير منهم يرفض تماماً التغيير والبعض يحاول ويفشل.
إذا كانت هناك صفة ما غير مقبولة مثل البخل أو الكذب أو تعدد العلاقات أو تناول المخدرات أو الأنانية على سبيل المثال، ففكري ملياً قبل القبول بهذا الشخص زوجاً لكِ لأنكِ ستعانين كثيراً وقد ينتهي بكِ الأمر وحيدة ومحطمة. عليكِ أيضاً النظر إلى أسرته وكيفية تعاملهم مع بعضهم البعض وما إذا كانت تغلب على حياتهم المحبة والتفاهم أم أنهم غير مترابطين ولا يهتم بعضهم بحال بعض. فالإنسان عادة ما يكرر الأفعال والتجارب التي نشأ عليها في حياته المستقبلية. حددي الأشياء التي تريدينها في رجلكِ ولا تبالغي في مطالبكِ؛ وتذكري أنه لا يوجد إنسان كامل بما فيهم أنتِ نفسك.
قد يهمك ايضا
أميرات غيرن النظرة الكلاسيكية لسيدات القصر الملكي البريطاني
تقرير يوضّح إمكانية نجاح السودان في منع زواج القاصرات
أرسل تعليقك