ابتسام محمد المقدم تشارك في الحرب ضد الإنقلابيين
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

نساء تعرّضن للإقصاء وحُذفت أسماؤهن من كشوف الرواتب

ابتسام محمد المقدم تشارك في الحرب ضد الإنقلابيين

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - ابتسام محمد المقدم تشارك في الحرب ضد الإنقلابيين

مجندات الجيش اليمني
صنعاء - عبدالغني يحيى

وصلت قصة النساء في الجيش اليمني إلى نهاية غير سعيدة، إذ لم تكتمل فرحة ابتسام محمد المقدم، البالغة من العمر 24 عامًا، بضم اسمها إلى قوام الجيش والأمن، ضمن عملية إعادة بناء الجيش ودمج المقاومة الشعبية في صفوفه، بعد أن تعرّضت لعملية إقصاء، تمثّلت في حذف اسمها ومعها كل النساء المجندات من كشوف الرواتب.

وتحدثت ابتسام عن تجربتها قائلة إنها شاركت في الحرب ضد الانقلابيين، من خلال الدعم الذي كانت تقدمه مع صديقاتها إلى المقاومة، فكانت تساعد في إعداد الطعام للمقاومين، وجمع التبرعات، وشراء بعض الاحتياجات، كما شاركت في عملية انتشار أمني في نقاط تفتيش على منفذ الضباب، جنوب تعز، بعد أن حدثت عملية تسلل لعناصر من الانقلابيين بثياب نسائية".

وأوضحت أنها، في بعض الفترات، اضطرت لحمل السلاح للاستعداد لأي طارئ، واستبشرت خيرًا حين تم إدراجها ضمن قوام الجيش، واستلمت راتبها، لتفاجأ بأن اسمها أُسقط بعد ذلك، وهذا سلوك متجذر، للأسف، في المجتمع الذي ينظر للمرأة نظرة دونية، ولا تحضر إلا في الشعارات السياسية، بينما تُعامل بانتقاص، فضلاً عن مصادرة حقوقها والنظر إليها باعتبارها عيبًا يجب إخفاؤه.

وقرر الجيش اليمني إضافة مئات النساء إلى قوامه في تعز، بعد مشاركتهن الفاعلة في صفوف المقاومة، بمهام محدودة، كالجوانب الطبية والإغاثية، ومداهمة منازل مشتبه فييهم، ثم بدأ تجنيد وتدريب المئات منهن في صفوف الألوية العسكرية، التابعة لمحور تعز، وفي صفوف الأمن، قبل إسقاط أسمائهن من كشوف الرواتب دون إبداء أسباب. وأحدث إسقاط العنصر النسائي من قوام الجيش والأمن حالة من الاستياء، فأصدرت المجندات التابعات للواء "22 ميكا" بيانًا رفضن فيه إسقاط أسمائهن من كشوف الرواتب، ومن وظائفهن المعتمدة، وطالبن الجهات المعنية بوضع الحلول العادلة التي تضمن حقوقهن المشروعة، والمتمثلة في استكمال توزيعهن في وظائفهن، وفقًا للتخصصات المحددة لهن.

وأضاف البيان الصادر عن المجندات أنهن تم ترقيمهن من قبل لجنة الترقيم الخاصة، والتي أصرت حينها على ضرورة وجود نساء، وتم صرف الأرقام العسكرية والبطاقات العسكرية لهن، كما استلمن راتب شهر أسوة بزملائهن المجندين. وطلبت منهن قيادة اللواء "22 ميكا" الالتحاق باللواء، موضحة، في طلبها، أنها في حاجة إلى نساء، كشرطة نسائية، يقمن بعملية التمريض في قسم التمريض والسكرتارية، والشرطة النسائية، فلبين الواجب الوطني ومارسن المهام الموكلة إليهن على أكمل وجه، وعددهن حينها لم يتجاوز 30 مجندة، يمثلن نواة الشرطة النسائية التي التحقت بالمقاومة منذ بداية انطلاقها، في 15 أبريل / نيسان 2015.

 ومن جهتها، اعتبرت دائرة المرأة في "الحزب الاشتراكي اليمني"، في تعز، في بيان لها، أن النظرة الدونية والانتقاص من حقوق المرأة، وإسقاط أسماء النساء من كشوف الرواتب، ينم عن عقليات غير إنسانية، ولا تمت بصلة إلى العصر، أو مخرجات الحوار الوطني، التي تنصّ على حق المرأة اليمنية في الحصول على نسبة لا تقل عن 30 % للمشاركة في مختلف مجالات ومستويات السلطة والعمل العام.

وبدوره، أفاد مصدر مسؤول في قيادة محور تعز، بأن إسقاط النساء من كشوف الجيش والأمن جاء نتيجة توجيهات وأوامر من القيادة العليا، وتحديدًا من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ونائبه علي محسن الأحمر، وقيادة التحالف العربي، وبأوامر صريحة لا نقاش فيها. وأضاف أن الأمر ليس في يد المحافظ ولا قائد المحور، والمحافظ وقيادة المحور يعملون على إيجاد حلول للمجندات اللواتي تم إسقاط أسمائهن، وعددهن نحو 200 امرأة، سواء لتوظيفهن في السلك المدني، والضغط من أجل ذلك، أو تحويلهن إلى شرطة أمن، مبينًا أن هناك بوادر إيجابية لإضافتهن في قوام الأمن، لكن حتى الآن لم يتم ذلك بشكل فعلي.

 وشهدت تعز، في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، حفلة تخرج أول دفعة من الشرطة النسائية، في حضور قائد المقاومة الشعبية، الشيخ حمود سعيد المخلافي، حيث استعرضن بعض المهارات القتالية التي تدربن عليها، وتمثلت مهمتهن الرئيسية في التعامل مع القناصة "الحوثيين"، الذين يتسللون إلى مناطق المقاومة في أزياء نسائية، ما يجعل مهمة الشرطيات تتمثل في التفتيش الدقيق للنساء من أجل تأمين مناطق المقاومة". كما تخرجت دفعات أخرى من المجندات، أبرزها "دفعة الأمل"، التابعة لـ"اللواء 35 مدرع"، والتي ضمّت 86 مجنّدة تدربن لمدة ستة أشهر على مهارات الكاراتيه، وقتال الشوارع، والاقتحامات، وتفكيك وتركيب الأسلحة، والرماية، إضافة إلى التدريب على اقتحام البيوت والمباني، وغيرها من المهارات. وكان من المقرر، قبل إسقاط النساء من قوام قوات الجيش، أن تصبح هذه الدفعة شرطة عسكرية تابعة لـ"اللواء 35 مدرع".

 ووفقًا للدائرة الإعلامية في "اللواء 35"، فعندما تم تشكيل لجنة لاستقبال النساء في التجنيد، كانت أعداد النساء المتقدمات لطلب التجنيد كبيرةً، وتقدمت مئات الشابات المتحمسات لخدمة الوطن، إلا أن لجنة القبول لم تستوعب هذا العدد، واكتفت بقبول 130 متقدمة، وخلال فترة التدريب تقلص العدد إلى 86 مجندة، وبالفعل استلمن أول راتب، قبل أن إسقاط أسمائهن بالكامل من كشوف الرواتب بعد ذلك.

 وقالت رشا عبد الكافي، 25 عامًا، الطالبة في كلية الإعلام في جامعة صنعاء، وهي مساعدة مدرب "دفعة الأمل"، إن جميع المجندات في "دفعة الأمل" خضعن لتدريبات عسكرية وقتالية على اللياقة البدنية، والجري لمسافات بعيدة، والكاراتيه، وقتال الشوارع، وتفكيك وتركيب الأسلحة، والرماية، إضافة إلى التدريب على اقتحام البيوت والمباني. وشدّدت على أن كل سرية في الدفعة تستطيع الآن تنفيذ مهمة التفتيش وعملية الاقتحام لأي مبنى في وقت قياسي، وهو الهدف الذي تم تدريب الدفعة عليه. وأضافت أن ما دفعها إلى الانضمام إلى الجيش هو الواجب الوطني، مشيرة إلى أنها ستعود لإكمال دراستها بعد عملية التحرير، ولن تتخلى عن مهنتها كصحافية. ولفتت إلى أنها لم تكن ترغب أن تحمل السلاح في أي يوم من الأيام، لكن الوضع أجبرها على ذلك. وأبدت أملها في أن تتم معالجة وضعهن بعد سقوط أسماء كل النساء من كشوف الجيش في تعز.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابتسام محمد المقدم تشارك في الحرب ضد الإنقلابيين ابتسام محمد المقدم تشارك في الحرب ضد الإنقلابيين



GMT 09:13 2021 الأحد ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تطلق بياناً في مناسبة اليوم العالمي للطفل

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia