نساء محافظة الانبار العراقية في قائمة ضحايا الارهاب والصراع السياسي
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

فتيات وأرامل أجبرن على ممارسة الدعارة من أجل تأمين لقمة العيش

نساء محافظة "الانبار" العراقية في قائمة ضحايا الارهاب والصراع السياسي

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - نساء محافظة "الانبار" العراقية في قائمة ضحايا الارهاب والصراع السياسي

حالات الفقر والمرض تجعل نساء الانبار رخيصة الثمن
بغداد – نجلاء الطائي

جعلت حالات الفقر والمرض والجهل والحاجة الماسة الى المال  من نساء محافظة "الانبار" العراقية، سلعة رخيصة الثمن في مجتمعها.  فتيات وشابات لا تتجاوز اعمارهن الثلاثين يبعن انفسهن في بيوت الدعار من اجل العيش .

فالعمل الشريف اصبح صعبًا جدا، ودينار الحلال في مكان تعج فيه وحوش الرجال جعل اجساد النساء متعة لمن لا معيل لهن. وهكذا مرت ايام مريرة على من اجبرن على ما لا يردن فعله .

الفتاة (ش.م ) قالت :أخي قتل في الأنبار وأبي مشلول وأمي لا تستطيع أن تشتغل لانها مريضة, لذلك اضطررت للخروج الى العمل، وبما ان الحصول على عمل شريف صعب جدا بالنسبة لنازحة من الأنبار، خاصة اذا كانت لا تملك اية شهادة علمية او خبرة عملية في اي مجال، اضطررت ان اشتغل في نادٍ ليلي واماكن اشبه ببيوت الدعارة" تقول ش.م  وفي عينيها نظرات خجل وارتباك.

أما أم قصي، الأرملة و الأم لثلاث بنات فقد اضطرتها ظروف النزوح وضرورة ايجاد مصدر رزق الى العمل كخبازة في النهار وخياطة في الليل، "مع العلم ان ما احصل عليه من مبالغ لايكفي لأدفع ايجار المنزل بالكامل، من حسن الحظ ان صاحب البيت متفهم , لذلك لم يكن بوسعي الا التعرف على احد الرجال الاغنياء الذي اغراني بماله وتوفير احتياجات بناتي مقابل قضاء ليالي هو من يحدد اوقاتها".

 كثير من نازحات الانبار وجدن انفسهن بلا معين، بعد ان فقدن الاب والزوج والأخ والإبن، مما اضطرهن الى ممارسة أعمال شاقة أو اللجوء الى ممارسة الدعارة لأسباب قاهرة، في الوقت الذي تتقاعس الحكومة عن ايجاد حلول لهن.
نظرة دونية
أكثر ما يؤذي النازحات، عدا الفقر والعوز، هو النظرة الدونية التي يوجهها لهن سكان المناطق التي احتمين بها، حيث تقول كوثر صباح "يوميا، نسمع بآذاننا كيف ينادوننا "بالمهجرات"، على الرغم من أننا في بلدنا".

أما النازحة عائشة طارق فتتألم من النظرة الشهوانية من قبل الرجال لهن، "لأنهم لا يتصورون اسباب القهر التي جعلتنا كنساء نهاجر  وحدنا من الأنبار الى بغداد ونسكن بمفردنا في مكان جديد"، مضيفة بمرارة "لا يعرفون قساوة الظروف التي فرقتنا عن اخواننا وازواجنا وآبائنا".

وترى الباحثة الاجتماعية، ابتهال القيسي "ان النساء النازحات في العراق يمثلن مشكلة اجتماعية حقيقية مع عدم قدرة الدولة على تأمين حياة كريمة لهن". وتعتبر أنه في ظل غياب الاليات التي تحفظ حقوقهن، تحول بعضهن الى ممارسة الأعمال المشينة مثل الدعارة. وما يشجعهن على ذلك انهن غير معروفات في المجتمع الجديد. وتضيف "أن النزوح احدث انقلابا سلوكيا وأخلاقيا في حياتهن، فاضطررن الى تقمص شخصيات جديدة لم يعتدن عليها من قبل".

من جهتها، تشير الناشطة المدنية رؤى حسين الى "أن أغلب النازحات اللواتي يعشن في مخيمات بغداد هن من الطبقة الفقيرة وهن بحاجة الى ادخالهن دورات توعوية ومهنية لزيادة الوعي الثقافي لديهن وتسهيل حصولهن على شغل". وتؤكد ان دور منظمات المجتمع المدني ينبغي ان يتمحور حول توفير هذه الاجواء للنازحات.
*دور الحكومة
في ظل هذه الظروف، يتساءل البعض عن دور الحكومة في مساعدة النازحات اللواتي يحتجن الى توفير اماكن عيش كريمة لهن وفرص عمل تمكنهن من توفير مستلزمات الحياة.

وتقول امينة بغداد، ذكرى علوش ان الحكومة تحاول جاهدة توفير أماكن مناسبة لسكن النازحات وأيضاً ادخالهن دورات توعوية وتعليمية لكي يستطعن ان يمارسن أعمالا في المجالات المتعددة في بغداد.

وأكد وزير الهجرة والمهجرين، ديندار نجمان دوسكي ان وزارته لم تتسلم بعد مبلغ الـ20مليون التي خصصته الحكومة العراقية لدعم نازحي محافظة الأنبار، مبيناً ان المبلغ ذهب الى جمعية الهلال الأحمر العراقي. كما بيّنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية ان النازحات النساء من أرامل ومطلقات وحتى عوانس هن اكثر الفئات تضررا بين النازحين وذلك لان الكثير منهن تحصيلهن الدراسي ضئيل ولا يتمكنَّ من الحصول على فرص عمل بسهولة، عدا أنهن لا يعرفن جيداً بأماكن بغداد.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نساء محافظة الانبار العراقية في قائمة ضحايا الارهاب والصراع السياسي نساء محافظة الانبار العراقية في قائمة ضحايا الارهاب والصراع السياسي



GMT 09:13 2021 الأحد ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تطلق بياناً في مناسبة اليوم العالمي للطفل

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 23:18 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

«مو ضروري» لـ ماجد المهندس تحصد 35.2 مليون مشاهدة

GMT 06:41 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

السير المعوج

GMT 02:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

يسرا تكشف سبب اعتذارها عن مسلسل "الزيبق"

GMT 12:07 2020 الأحد ,20 أيلول / سبتمبر

وفاة نائب رئيس حكومة أوزبكستان بفيروس كورونا

GMT 00:31 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكد أن الكلاب لا تفهم البشر جيدًا

GMT 13:32 2014 الإثنين ,03 شباط / فبراير

إغلاق بورصة الأردن على تراجع بنسبة 0.18%
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia