عراقيات يحكين تجاربهن مع الإدمان ويكشفن أسرار طريق الهلوسة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أغلبهن يعانين من تجارب حب فاشلة ومشاكل عائلية

عراقيات يحكين تجاربهن مع الإدمان ويكشفن أسرار طريق "الهلوسة"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - عراقيات يحكين تجاربهن مع الإدمان ويكشفن أسرار طريق "الهلوسة"

الحبوب المخدرة
بغداد- نجلاء الطائي

تعرضت ضحى إلى صدمة عنيفة بعد مقتل والدها أمام عينها, لتعاني بعدها دومًا من الخوف والاكتئاب، وتتذكر الحادث وتبدأ بالهذيان والتكلم عن والدها وكيف كان ملطخًا بالدماء, ولا يتجاوز عمر ضحى "15 عامًا"، ولكنها تعاني من توتر نفسي وتهيج عصبي لا يهدأ لديها إلا بعد أخذ حبوب "وريفوتريل" المهدئة، رغم أن كثرة تناولها تؤدي إلى الإدمان وهذا ما تعاني منه .

وأكدت الطبيبة النفسية منال محمد الواقعة في منطقة الحارثية أن علاجها يصعب كثيرًا ومن دون الأدوية لا تستطيع البقاء صامتة وهادئة، حيث تبدأ نوبة الصراخ والهلع الذي لا ينتهي إلا بأخذ العلاج, مبدية أسفها وخوفها من الحالة التي وصلتها، بينما نجد نجود ذات العقد الثاني والتي كانت تنتظر دورها في الكشف الطبي حسنة المظهر تريد كتابة اسم الدواء فقط حتى تستطيع الحصول عليه من الصيدليات، "وزاناكس" من العقاقير التي يكتبها الأطباء لبعض الحالات النفسية، وهي متوفرة بكثرة في العيادات والصيدليات لكن الاستمرار على تناوله يسبب الإدمان، نجود لم تعد تستطيع التخلي عن الحبوب للظروف التي مرت به بعد مقتل زوجها في إحدى المعارك وترك ولدان سرعان ما أخذهما أهل زوجها لتبقى تعاني من إرهاصات لم تستطع التغلب عليه إلا بتناول الحبوب التي أدمنتها وبات من الصعوبة التخلص منها.

وتأتي حكاية عهد، ربة بيت، تتحدث بكل هدوء عن تناولها الحبوب المخدرة قائلة "لم أعد استطيع الاستغناء عنها كونها تزيل همومي ومشاكلي العائلية والشخصية ،موضحة" أن تلك الحبوب تحصل عليها من زوجها الذي يتناولها أيضًا فهو عاطل عن العمل والذي يأتي بها وفق ما يخبرها من الأماكن الخاصة ببيع الأدوية في منطقة باب الشرقي, ومن القصص الأخرى التي حصلنا عليه هي من إحدى المريضات بالإدمان والتي رفضت ذكر اسمها وهي فتاة متزوجة تعرضت إلى الضرب من قبل زوجها الذي اكتشفت خيانته لها, وعندما حاولت الاتصال بعائلته قام بضربها بعصا أصيب كتفها بتشنج عضلي سبب لها ألمًا شديدًا الأمر الذي سبب لها الإرهاق والقلق وعدم النوم ،وفي نهاية المطاف انتهى بها الأمر إلى أخذ حبة من مادة مسكنة للآلام "فاليوم 10" ليتحول الأمر بالتالي إلى إدمان.

ويقع "كوفي شوب" في منطقة المنصور مخصص للنساء فقط حتى من يقوم بإعداد وتقديم "الأراكيل" فتيات أغلبهن في العقد الأول من العمر، والهدوء يخيم على المقهى وكأن النساء أصبن بالخرس، فضاء المقهى تعلوه سحابة دخان، الحديث  وطرح الأسئلة مع النساء صعب أحيانًا لخوفهن من كشف الأسرار وتعرضهن إلى الانتقاد أو العنف من العائلة أو المجتمع.

وترتاد المقهى سها طالبة جامعية مع زميلاتها، حيث تقول منذ فترة  أخذت أشرب الأراكيل في المقهى أو الكوفي شوب وبصحبة صديقاتي بعيدًا عن فضول وتدخل الأهل، موضحة" أن لكل واحدة منهن حكاية، هي مثلًا طالبة في المرحلة الرابعة كلية التربية تركها زميلها بعد أن تزوجته خارج المحكمة دون علم أهلها وما هي إلا أشهر حتى وجدت نفسها مطلقة.

وأخذت سها نفسًا طويلًا من الأركيلة ونفخت الدخان عاليًا وعادت لتكمل حديثها: أصبت بالانهيار العصبي وتناولت الحبوب المهدئة التي كنت أحصل عليها من بعض الصديقات ولكني لم أستطع تقبل الوضع ونسيان ما حصل, وأضافت فأخذت بتناول حبوب الكبسلة التي نحصل عليها من زميل في الكلية ، موضحة أنهن يقمن بطحنها مع المعسل, هنا علقت زميلتها مناهل" مررنا بظروف صعبة مشيرة إلى أن أغلبهن لازلن يعانين من تجارب حب فاشلة, مؤكدة أن تجربة سها ليست الوحيدة بين زميلاتها, منوهة أن حبوب الكبسلة باتت السبيل الوحيد لتجاوز الكآبة والإرهاق النفسي الذي نمر به.

أما ثناء فلم تخف أن اخيها الأكبر سبب إدمانها إذ وجدت الحبوب ذات يوم في ملابسه وأخذت حبة وفتحت الطريق أمامها نحو الإدمان ، لافتة إلى أنها أخذت تفتش كل يوم في ملابسه ،حيث تجد ضالتها ،وبسبب سفر أخيها استعانت بالمضمدة في منطقتهم والتي أخذت تزودها بأنواع الحبوب لتتحول هذه المرة إلى المتاجرة بعد الإدمان.

وأصبحت الكثير من الأدوية تستخدم كمواد مخدرة، منها "لريفوتريل" الذي يستخدم في علاج الصرع  و"سوما دريل" الذي يستخدم لعلاج المفاصل واللذان يحققان أعلى مبيعات في بعض الصيدليات وعيادة المضمدين وصيدليات الرصيف في الباب الشرقي.

وذكر أخصائي الأمراض النفسية في مستشفى ابن رشد علي عبد الرزاق في تصريح تسجيل حالات إدمان لنساء على الأدوية و" الكبسلة", مضيفًا "أن هناك مؤشرات على ازدياد حالات الإدمان بالكحول وأدوية المؤثرات العقلية وانحسار مدمني الحشيشة والأفيون, موضحًا "أن مستشفى ابن رشد استقبل عددًا من النساء المدمنات تم علاجهن من داخل المستشفى لكن ما يزال عددهن أقل مقارنة بعدد المدمنين من الرجال.

وأكد عبد الرزاق أن هناك حالات وردت إلى المستشفى من إدمان النساء على أدوية "الترامال" وغالبيتهن يعانين أمراضًا ونتيجة تناولهن بإفراط أصبحن مدمنات، مشيرًا  إلى أن هناك حالات إدمان في صفوف الشباب وعددها بازدياد على أدوية السعال واللارمين والبارتزول سوبرادين والترامال وغيرها من الأدوية.

المشكلة أن ظاهرة الكبسلة لم تدخل في التشريع العراقي وليس هناك أي قانون أو فقرة تنص على معاقبة  الذين يتناولون الحبوب المخدرة  والمعروفة شعبيًا بالكبسلة، والسبب أنها تعد في الكثير من الحالات علاجًا بالتالي أي تقرير طبي يصفها بالعلاج وليس المخدر أو المسكر, وذكر الصيدلي فارس كريم أن بعض الحالات تحصل نتيجة تناول كميات مفرطة من حبوب الأرمين الخاصة بعلاج الحساسية والتي تتحول إلى إدمان، مضيفًا "أن الكثير من الشباب والشابات يحاولون الاحتيال على الصيدلي أو الطبيب بطلب حبوب الحساسية أو شرابات معينة لعلاج السعال، مشيرًا "إلى خطورة تناول هذه الأدوية التي تعتبر الخطوة الأولى في طريق الإدمان والكبسلة التي تحوّل الشخص إلى عالة على عائلته والمجتمع.

وبشأن كيفية الحد من هذه الظاهرة بين كريم "في البدء لابد للعائلة أن تأخذ دورها في هذا الأمر، مستدركًا "لكن الخطر الأكبر يكون إذا كان الأب أو الأم مدمنين على تناول حبوب الكبسلة، لافتًا "إلى أهمية إيلاء الجانب التوعوي أهمية لأجل الحد من هذه الظاهرة التي أخذت تنهش بجسد المجتمع العراقي الذي يمر بظروف صعبة ومعقدة تستوجب تكاتف الجميع من أجل إعادة النهوض به.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عراقيات يحكين تجاربهن مع الإدمان ويكشفن أسرار طريق الهلوسة عراقيات يحكين تجاربهن مع الإدمان ويكشفن أسرار طريق الهلوسة



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار

GMT 16:40 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

"برجر كينج" تعلن عن وظائف جديدة

GMT 16:54 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

شهر واعد يحمل لك فرصة جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia