علمان النفس يُطلقون مصطلحالشبحيةعلى حالة الانفصال الإلكترونية لإنهاء العلاقات
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أصحاب الشخصية النرجسية يميلون إلى اتّباع أسلوب التخفي

علمان النفس يُطلقون مصطلح"الشبحية"على حالة الانفصال الإلكترونية لإنهاء العلاقات

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - علمان النفس يُطلقون مصطلح"الشبحية"على حالة الانفصال الإلكترونية لإنهاء العلاقات

حالة الانفصال الإلكترونية
لندن - العرب اليوم

 حاول علماء الاجتماع والنفس في السنوات الأخيرة،استخدام اصطلاح يقدم وصفًا دقيقًا لحالة الانفصال الإلكترونية عن طريق تجاهل رسائل الهاتف ومكالماته بالإضافة إلى رسائل الاتصال في مواقع التواصل الاجتماعي، واختفاء الشريك العاطفي عن شريكته، والعكس صحيح، بصورة مفاجئة خلف أسلاك شبكة الاتصالات الرقمية هذه، فلم يجدوا أنسب من عبارة "الشبحية"؛ حيث يتحول شريك العلاقة إلى مجرد طيف، ظل أو شبح يتوارى بعيدًا عن الآخر وكأنه لم يكن.

ولكن، ما مدى شيوع هذه الظاهرة وكيف يشعر الناس حيال ذلك وما هو صاحب الشخصية الأكثر ميلًا لتبني هذا الخيار؟

يستكشف بحث جديد، نشر في مجلة أميركية، هذه التساؤلات، حيث اشتق النتائج من مضمون دراستين استقصائيتين أجريتا على الإنترنت وعلى نطاق واسع، من خلال عينة لبالغين أميركيين من الجنسين، وقد شارك في الدراسة الأولى 554 شخصًا وفي الثانية 747 مشاركًا، وأشار 25 في المئة من المشاركين في كلتا الدراستين إلى أنهم تعرضوا لموقف مشابه من قبل شريك سابق، في حين أشار 20 بالمئة من أفراد العينة إلى أنهم لعبوا دور الشبح في علاقة سابقة أي أنهم تواروا عن شريك في علاقة رومانسية سابقة باستخدام طريقة الطيف أو الظل أو الشبح.

و أشارت نتائج إحدى الدراستين إلى أن طريقة الشبحية تم استخدامها أيضًا في علاقات الصداقة العادية حتى ضمن الصداقات بين أفراد الجنس الواحد، وكان 32 بالمئة من أفراد العينة قد خدعوا صديقا أو أكثر بطريقة الاختفاء هذه، في الوقت الذي تعرض البعض الآخر إلى الخديعة من قبل أصدقائهم وكانت نسبتهم 38 بالمئة من مجموع المشاركين في الدراسة.

و ترى الدكتورة غويندولاين سيدمان؛ أستاذة علم النفس الاجتماعي في جامعة نيويورك الأميركية، أن طريقة الشبحية ليست هي الطريقة المناسبة لإنهاء العلاقة، ومع ذلك فهي تعتمد على طبيعة العلاقة؛ فقد وجد 19 بالمئة من أفراد العينة بأن هذه الطريقة تبدو مناسبة لإنهاء أي علاقة رومانسية إذا كانت في بدايتها، في الوقت الذي أكد فيه 4 بالمئة فقط منهم أن طريقة التخفي هي أسلوب لا بأس به لإنهاء علاقة حتى وإن كانت طويلة الأمد.

ومع ذلك، فإن أغلب المشاركين، نحو 70 بالمئة، أكدوا على أن معرفة شخص سبق له وأن تعامل بهذه الطريقة مع شريك رومانسي، يجعلهم ينظرون إليه باعتباره شخصا غير موثوق، وفي العموم، فإن قطع الاتصال كوسيلة لإنهاء علاقة مع الآخر ما هو إلا أحد الطرق غير المحبذة حتى إذا كانت مجرّد علاقة صداقة.

وفيما يتعلق بالأشخاص الأكثر ميلًا لاستخدام هذا الأسلوب، فهم من المرجح ممن يعتقدون بتأثير القدر وما هو مهيّأ مسبقا لحياة الناس وأقدارهم؛ القدر الذي يرسم النهايات بصرف النظر عن أدوارنا في صنعها، بمعنى أن العلاقات أيا كانت طبيعتها يحكمها قرار مسبّق ومقدّر ولا يد لنا في تغييره، فإذا كان مقدرا لنا أن نستمر كان قبولنا بها، وإذا لم يكن فليس في وسعنا منع ما لا بدّ من وقوعه. لهذا، فإن هؤلاء هم من يفضلون في الغالب استخدام أسلوب قطع العلاقة بطريقة الشبحية؛ حيث يفرّون من الشريك عند أول عقبة تعترض علاقتهم، إيمانا منهم بأن المحاولة الثانية هي تضييع للوقت لا أكثر في علاقة محكوم عليها بالفشل المسبق.

و يرجح بعض الناس أن العلاقة بين اثنين هي علاقة تفاعلية وقابلة للنمو؛ بمعنى أنها تحتاج إلى وقت وعمل مشترك وصادق بين الجانبين لإنجاحها، مع مراعاة الظروف المحيطة والعوامل المثبطة فهي من وجهة نظرهم مجرد عوائق طبيعية، لا يمكنها أن تؤثر في العلاقة سلبا إلا في وقت ومسار محددين يمكن بعد ذلك أن يتم استئناف السير الطبيعي للأمور، وهذا النوع هم من الأشخاص الذين لا يحبذون بالطبع استخدام الطريقة الشبحية الصادمة في إنهاء علاقاتهم مع الناس، حيث ينظرون للأمور بحكمة وترو أكثر. ومع ذلك، لا يستطيع هذا البحث أن يحدد مدى شيوع الظاهرة أو طبيعة تمثيل عينة البحث لأفراد المجتمع عموما، ومن المحتمل أن المشاركين في الدراسة لم يذكروا بدقة ما حدث معهم في الماضي، وما هي دوافعهم لاتخاذ هذا الإجراء مع شركائهم.

و لم توضح ما إذا كانت ظاهرة شيوع الشبحية كانت بسبب تداول وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها المتعاظم في حياة الناس الشخصية، أم أنها مجرد وسيلة سهلة وسريعة للتعبير عن طبيعة الشرخ الاجتماعي في ما يتعلق بالعلاقات والتي تسببت فيها التقنية الحديثة بشكل أو بآخر؛ إذ أن عددا كبيرا من العلاقات صار يقوم عن طريق وسيلة تعارف أو أكثر عبر الإنترنت وما قد يصاحب هذا من عدم جدية واستسهال، الأمر الذي يوفر مساحة كبيرة للغش وبناء علاقات هشة غير متكاملة وتفتقد لعنصر الثقة بين الطرفين، فيكون إنهاؤها بالطريقة ذاتها التي بدأت بها.

ترى تارا جي. كولينز؛ أستاذ مساعد في علم النفس من جامعة وينثروب في ولاية ساوث كارولينا الأميركية، أن الأبحاث السابقة أثبتت أن أولئك الذين يشعرون بعدم الأمان في علاقاتهم العاطفية، أكثر ميلًا للشعور بمشاعر سلبية أقوى أثناء النزاع مع شركائهم ويواجهون توترًا نفسيًا أكبر من غيرهم أثناء هذا النزاع، لهذا، من المحتمل أن يكون هؤلاء أكثر ميلا لتبني خيار الشبحية لإنهاء علاقاتهم مع الشريك كطريقة تبدو أكثر سهولة وأمان لتجنب المواجهة والصراع وتبعاته النفسية.

ويبدو هذا السلوك وصفًا مناسبًا لأصحاب الشخصية النرجسية الذين يميلون إلى عدم التعاطف مع شركائهم، في سبيل ضمان سلامهم الداخلي، حتى إذا كان هذا يحدث على حساب الآخرين.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علمان النفس يُطلقون مصطلحالشبحيةعلى حالة الانفصال الإلكترونية لإنهاء العلاقات علمان النفس يُطلقون مصطلحالشبحيةعلى حالة الانفصال الإلكترونية لإنهاء العلاقات



GMT 09:13 2021 الأحد ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تطلق بياناً في مناسبة اليوم العالمي للطفل

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"

GMT 08:32 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاقم عجز الميزانية التونسية بنسبة 28 في المائة

GMT 06:18 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

بقلم : أسامة حجاج

GMT 23:32 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

فوائد جمة لاستخدام قناع الخيار لصاحبات البشرة الدهنية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia