أدوار خفيّة للنساء في صناعة التطرف عالميًا أبرزتها فتاة الغلاف الداعشية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

تمثلن 17% من المجندين في أفريقيا وتتصدّرن جبهات القتال في الصومال

"أدوار خفيّة" للنساء في صناعة التطرف عالميًا أبرزتها "فتاة الغلاف" الداعشية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "أدوار خفيّة" للنساء في صناعة التطرف عالميًا أبرزتها "فتاة الغلاف" الداعشية

شميمة بيغوم المقاتلة في "داعش"
مقدشيو - العرب اليوم

أثارت قضية شميمة بيغوم المقاتلة في "داعش"، تساؤلات حول مشاركة النساء في صُنع التطرف واستخدامهن سلاحًا سريًا لتحقيق أهداف استراتيجية يعجز الرجال عنها، وحقيقة الصورة النمطية المعروف عن أن النساء في الحروب وأعمال العنف يكنّ ضحايا فقط. وتوصلت دراسة أعدها المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إلى أن 17 في المئة من المجندين المتطرفين في أفريقيا هم من النساء.

وركزت دراسات مدعومة من المعهد الملكي للخدمات المتحدة ودراسات أخرى على استقصاء الأدوار التي تلعبها المرأة في تنظيمات كالدولة الإسلامية، وحركة الشباب التي تعتبر إحدى أكثر الجماعات المسلحة دموية في أفريقيا. بينما أشار بحث منفصل إلى أن 13 في المئة من المجندين الأجانب في تنظيم "داعش" في العراق وسورية هم من الإناث. وقد تكون الأرقام الدقيقة أعلى من ذلك.

وأجرى الباحثون مقابلات مع نساء ممن شاركن بشكل مباشر أو غير مباشر في أنشطة حركة الشباب، وذلك للكشف عن الكيفية التي تجندن بها، وعن مدى تأثرهن جراء المشاركة في نشاط متطرف عنيف. واضطلع بالبحث أكاديميون في كينيا، مستعينين بخبرتهم الطويلة وبشبكات عملهم في مجتمعات تتهددها الراديكالية.

أقرأ أيضا :

والد شميمة بيغوم يُؤكّد أنّ سحب الجنسية مِن ابنته قرار "خاطئ"

ووُصفت المراهقة شميمة بيغوم بـ "فتاة الغلاف" لتنظيم "داعش" بعد أن عُثر عليها في مخيم للاجئين السوريين.وقبل أربع سنوات، غادرت شميمة المملكة المتحدة برفقة صديقتين للانضمام لتنظيم الدولة، لكنها تزعم أنها لم تكن أكثر من "مجرد ربة منزل". لكن وزير داخلية المملكة المتحدة قرر تجريدها من الجنسية البريطانية، قائلا: "يجب أن تكون هنالك تبعات، إذا دعمتَ الإرهاب". وتسعى شميمة للحصول على مساعدة قانونية للطعن على قرار وزير الداخلية.

تختلف الأدوار المنوطة بالنساء باختلاف الجماعات. وعادة ما تضطلع النساء في حركة الشباب بما يمكن اعتباره أدوارا تقليدية، كزوجات للمقاتلين وخادمات في المنازل، كما اضطلعن أحيانا بالعمل كمحظيات. كما يمكن لهن أيضا المساعدة في اجتذاب أعضاء جدد. وكشفت دراسة في كينيا عن أن نساء اجتذبتهن أخريات ممن وعدنهن بوظائف وبدعم مالي وبالإرشاد.

وفي تنظيم "داعش"، عادة ما تقوم النساء بأعمال التجنيد -خاصة على الإنترنت- وبالاضطلاع بدور فاعل في الترويج لمعتقدات الجماعة. وفي حالة شميمة بيغوم، يمكن اعتبار تجنيدها بمثابة انتصار للدعاية، رغم قولها إنها لم تفعل في سوريا أكثر من الاعتناء بزوجها وأطفالها.

ويُسمح للنساء في داعش بالخدمة كطبيبات وعاملات رعاية صحية، وفق قيود محددة. كما أن التنظيم يمتلك فريقا كله من النساء في شُرطة الآداب. ومؤخرا، وبعد أن فقد التنظيم ما كان يسيطر عليه من مناطق في العراق وسورية، بات لديه استعداد بأن يضع النساء في خطوط أمامية، مستخدما مجلته على الإنترنت التي تحمل اسم "النبأ" في دعوة النساء إلى الجهاد، وقد بث مقطع فيديو العام الماضي ظهرت فيه العديد من النساء في ساحات قتال في سوريا.

على أن الاختلافات بين الجماعات لم تعد واضحة على نحو متزايد، بعد أن باتت تلك الجماعات تقلد بعضها البعض. وفي الصومال، حيث تحاول حركة الشباب تدشين دولة إسلامية تحتكم إلى الشريعة، رُصدت نساء في جبهات قتالية أو يقمن بعمليات انتحارية.

وتوصل تحليل للهجمات الانتحارية التي تبنتّها حركة الشباب في الفترة ما بين عامي 2007 و2016 إلى أن خمسة في المئة من منفذيها كانوا إناثا. كذلك الحال في بقاع أخرى من أفريقيا، مثل نيجيريا حيث استخدمت بوكو حرام سيدات في تنفيذ تفجيرات انتحارية.

سالي-آن جونز أصبحت مجندة لصالح تنظيم الدولة وسافرت إلى سوريا، حيث يُعتقد أنها قتلت في غارة جوية لطائرة بلا طيار عام 2017.
لماذا تنضم نساء للجماعات الجهادية؟. ثمة عوامل تدفع المرأة إلى التجند في تلك الجماعات. وإلى حد ما، يظهر أن دوافع الرجل في هذا الصدد يمكن أن تصلح كدوافع للمرأة؛ كالانجذاب لأيديولوجية قوية ومنافع مالية.

لكن ظهرت كذلك تكتيكات تستهدف المرأة، كالدعوة للعودة إلى دورها التقليدي الطبيعي كأنثى. وفي هذا الصدد، كشفت دراسة عن أن القائمين على التجنيد في حركة الشباب عزفوا على وتر إحساس بعض الفتيات المسلمات بعدم الأمان فيما يتعلق بفُرص الزواج إذا هنّ تابعن تعليمهن العالي.

وقالت إحدى طالبات الجامعة في نيروبي للقائمين على الدراسة: "إذا وجدتُ رجلا يتزوجني ويحميني، فلماذا أرهق نفسي بالدراسة والتعلم؟". ويبدو أن أخريات انجذبن للتجنّد عبر وعود بالحصول على وظائف وأموال وفرص أخرى. ومع ذلك، قالت العديد من النساء اللائي تحاور معهن الباحثون، إنهن تجنّدْن رغما عن إرادتهن.

وكشميمة بيغوم، زعم بعضهن أنهن لم يشاركن بشكل فاعل في نشاطات الجماعات التي جُندن فيها، أو أنهن شاركن رغما عن إرادتهن. وقالت بعضهن إنهن كن ضحايا. وبينما يُحتمل أن بعضهن أُرغم بشكل ما، فإن إنكار المسؤولية يعد طريقة مفيدة في محاولة الاندماج من جديد في المجتمع الأكبر.

ثمة عدد من طرق إعادة التأهيل تُستخدم مع مقاتلين سابقين أو عائدين، لكن عددا قليلا من تلك الطرق مُعدّة خصيصا للنساء. و يحتاج المشرعون والقائمون على الخدمات الأمنية، لدى وضع استراتيجيات للوقاية وإعادة التأهيل وإعادة الدمج، إلى مراعاة مسائل تتعلق بالآثار التي لحقت بالنساء القادمات من منظمات متطرفة.

فبعضهن على سبيل المثال رجعن بأطفال قُتل آباؤهم أو فُقدوا، وثمة أخريات في حاجة إلى علاج نفسي من صدمات أصبن بها جراء تعرضهن للاغتصاب والاعتداءات الجنسية.

ومن الأهمية مراعاة تلك القضايا عند النظر في دور المرأة في التطرف العنيف، لأن ذلك قد يساعد في التوصل لأفضل الطرق في التعامل معهن، والحيلولة دون انضمام مزيد من النساء للجماعات المتطرفة.

وقد يهمك أيضاً :

شميمة بيغوم تصف قرار تجريدها من الجنسية البريطانية بـ"الظالم"

أساليب تنمية الحب بين الشاب والفتاة خلال فترة خطوبتهما

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أدوار خفيّة للنساء في صناعة التطرف عالميًا أبرزتها فتاة الغلاف الداعشية أدوار خفيّة للنساء في صناعة التطرف عالميًا أبرزتها فتاة الغلاف الداعشية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 02:37 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أجود أنواع البلسم الطبيعي للشعر المصبوغ

GMT 02:12 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

سيرين عبد النور تتألق بالبيج والنبيتي من لبنان

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 16:23 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

تعرف على المطاعم في العاصمة الكينية "نيروبي"

GMT 18:51 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

السمك يحمي صغيرك من الإكزيما
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia