ميريام رويق قصة طفلة سورية عاشت جحيم الحرب في حلب
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أصبحت لاجئة في مدينتها تدون ما تفعله على امتداد 5 سنوات

ميريام رويق قصة طفلة سورية عاشت جحيم الحرب في حلب

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - ميريام رويق قصة طفلة سورية عاشت جحيم الحرب في حلب

طفلة سورية تجسد برسوماتها معاناة الحرب
دمشق ـ العرب اليوم

سجلت ميريام رويق التي اضطرت للرحيل عن الحي الذي ولدت في حلب، وتعرضت مع عائلتها للقصف وأصبحت لاجئة في مدينتها داخل سورية، على امتداد خمس سنوات تفاصيل حياتها اليومية التي نشرت في كتاب في باريس.

ويروي كتاب «لو جورنال دو ميريام» (يوميات ميريام) قصة الحرب كما عاشتها وشهدتها فتاة تبلغ اليوم الثالثة عشرة من العمر.

وولدت ميريام في عائلة مسيحية متواضعة من أصل أرمني، لكن حياتها انقلبت رأسًا على عقب عندما حدثت «أشياء كبيرة»: الشعارات الثورية على الجدران ومظاهرات الاحتجاج ضد الحكومة واختطاف ابن عمها والحصار والمعارك.

وقالت ميريام في مقابلة مع الصحافة الفرنسية: «عندما بدأت الحرب، شجعتني أمي على كتابة يومياتي. كنت أكتب فيها كل ما أفعله طوال اليوم. كنت أقول لنفسي إنها ستساعدني فيما بعد على أن أتذكر ما حدث». عندما سمع الصحافي الفرنسي فيليب لوبجوا في ديسمبر (كانون الأول) 2016 عن ميريام وعن يومياتها، وهي دفتر من نحو 50 صفحة كتبتها بالعربية وتغطي الفترة من نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 إلى كانون ديسمبر 2016، فهم أنها تمثل فرصة لرواية أحداث الحرب من الداخل، فعمل على تحرير وترجمة اليوميات إلى الفرنسية لتصدر في كتيب صغير عن دار «فايار».

وكانت حلب، إحدى أقدم مدن العالم، تضم كنوزًا مدرجة على لائحة التراث العالمي للبشرية قبل أن تصبح ميدان المعركة الرئيسي في الحرب السورية حتى استعادة النظام السوري بدعم من حليفتيه روسيا وإيران آخر الأحياء التي كانت تسيطر عليها الفصائل المقاتلة في نهاية 2016.

و"حلب كانت جنة، جنتنا نحن"، كتبت ميريام التي تحب الرسم والغناء وتقول إنها لن تنسى ما حيَت تلك الأيام السوداء في مارس (آذار) 2013 عندما أرغم "رجال بملابس سوداء" عائلتها على الرحيل. وتتذكر ميريام: "أفقت في الصباح وسمعت صوت أشياء تنكسر، وأشخاصاً يصرخون... خفتُ كثيرا. شعرت بالرغبة في التقيؤ. احتضنت لعبتي بقوة وقلت لها: لا تخافي، لا تخافي، أنا معك... ركضت ووضعت كتبي في حقيبة ظهري. أنا أحب الكتب، ولا يمكنني أن أعيش دونها. لبست معطفين، الواحد فوق الآخر، لأحمي نفسي من الرصاصات الطائشة. في الشارع، رأيت رجلاً لحيته كثيفة ويلبس جلابية سوداء وبيده سلاح، خفت كثيرا. مشينا كثيرا حتى وصلنا إلى حي أكثر أماناً» في حلب الغربية، التي كانت تسيطر عليها قوات النظام، وتمطرها بالقذائف باستمرار. "أكثر ما كان يخيفني هي الصواريخ. ذات مساء، كنت أستعد للنوم عندما صارت السماء حمراء وسمعت صوتاً صم أذنيَّ. سقط صاروخ في الشارع القريب من شارعنا. لتهدئتنا كانوا يعطوننا السكر ويقولون لنا إنه يساعدنا حتى لا نخاف... ولكن ذلك لم يغير شيئا! اختبأنا لدى جارتنا ووضعوا لي فراشا أمام نافذة زجاجية. خفت كثيرا. أنا أخاف من الزجاج، ومن شظايا الزجاج. وجهي جميل ولا أريده أن يتشوه»، قالت مازحة.

أتاح استسلام المقاتلين في ديسمبر 2016 عودة الهدوء، لكن السكان ظلوا يعانون من شح الماء والكهرباء.

وقالت ميريام بفرح: "لم نعد نخاف من سقوط القنابل فوق رؤوسنا. استعدت طفولتي وعدت ألعب مع أولاد الجيران".

بعد نهاية المعارك، لم تعد ميريام سوى مرة واحدة إلى حيها القديم. "شعرت وكأن قلبي يحيا من جديد. كل شيء كان مدمراً لكني تذكرت كل اللحظات التي عشتها هناك. كان هناك ما يشبه عطر فرح ماض. ولكنني لن أعود للعيش هناك". تواصل ميريام التي تحلم بأن تصبح يوماً عالمة فلك لأنها تحب النجوم، الكتابة في دفترها: «جميل أنني لا أزال حية ولا أريد أن أنسى ذلك. حتى أنني نمت مساء البارحة فوق دفتري».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميريام رويق قصة طفلة سورية عاشت جحيم الحرب في حلب ميريام رويق قصة طفلة سورية عاشت جحيم الحرب في حلب



GMT 09:13 2021 الأحد ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تطلق بياناً في مناسبة اليوم العالمي للطفل

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia