انحدار حال المرأة اليمنية في اليوم العالمي لمكافحة العنف ضدها
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

حرب وقصف ونزوح ومسلسل معاناة لا يتوقف

انحدار حال المرأة اليمنية في اليوم العالمي لمكافحة العنف ضدها

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - انحدار حال المرأة اليمنية في اليوم العالمي لمكافحة العنف ضدها

المرأة اليمنية
صنعاء ـ خالد عبدالواحد

تسلط العادات والتقاليد في اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، لا زالت المرأة اليمنية تلاقي العنف والتسلط الذكوري وديكتاتورية العادات والتقاليد، وبالذات المرأة الريفية، التي توكل إليها كل شؤون المنزل، والعمل في الحقل، ناهيك عن الضرب الذي تتعرض له أحيانًا في حال قصرت في عملها، وضاعفت الحرب من هذه المعانا، خصوصًا بعد أن فقدت الكثير من النساء أزواجهن فيها، حيث أضحى لزامًا على المرأة اليمنية أن تتكفل بتوفير الطعام لأسرتها.
 
وكما هو حال "مها علي" التي قتل زوجها برصاص قناص في مدينة تعز جنوب البلاد، فبدأت مسلسل رحلة النزوح، لا سيما بعد أن انتقل القتال إلى حي النسيرية في مدينة تعز، فنزحت إلى منطقة الحوبان في ذات المحافظة، ثم فرت بأطفالها الخمسة إلى مدينة القاعدة المجاورة لمدينة تعز هربًا من قصف الطيران، وبعدها فرت إلى إحدى المدارس في مدينة إب، لتستقر فيها منتظرة ما يجود به فاعلو الخير .
 
وتقول مها إنها حتى الآن تشعر إنها في كابوس، وتؤكد ودموعها تنهمر، إنها فقدت زوجها ومنزلها، وكالت اللعنات على كل من تسبب بهذه الحرب التي ظلمتها والآلاف من أمثالها، مستغربة عن أي يوم عالمي يمكن الحديث فيه عن مناهضة العنف ضد المرأه، والمرأة اليمنية تعاني أشد العذاب.
 
معاناة مستمرة
أما هدى مهدي، فتقف مع زوجها المصاب بحالة نفسية، في كل شؤون الحياة وتعمل على التخفيف من معاناة شريك حياتها المرضية والذي أنجبت منه 10 أطفال، ورغم المعاناة التي تتجرعها البالغة من العمر 35عامًا من تربية الأطفال والعمل في الحقول القريبة من المنزل إلا إنها أصبحت راضية بما قسم الله لها، وتقول من محافظة إب وسط اليمن، إنها متزوجة منذ عشرين عامًا ولديها من زوجها 10 أطفال "3أولاد و7بنات"، متابعة أنه بعد إصابة زوجها بحالة نفسية أضحت تتحمل مسؤولية المنزل مع ابنها الأكبر.
 
وأضافت مهدي، أنها تجهز طعام الإفطار لزوجها وأبنائها ثم تذهب إلى الحقل  للعمل حتى الظهر وتعود إلى المنزل لتجهيز طعام الغداء للأسرة، ثم تقوم بالاهتمام بالأعمال الأخرى، ناهيك عن تلقيها الضرب من زوجها عندما تزداد حالته النفسية سوءًا، ولا يختلف حال سبأ قاسم عنها كثيرًا والتي تعاني من الكثير من الأمراض بسبب السحر الذي وضعه لها زوجها بعد أن فضلت تركه والعودة إلى منزلها لعدم قدرته على توفير أبسط مكونات الحياة لها من طعام وشراب، وتفكيره فقط في توفير ثمن شجرة القات التي يمضغها بشكل يومي.  
 
وتقول سبأ "24عامًا" والتي تزوجت في عمر يناهز الـ13عامًا وهي لا تزال طفلة، إنها تركت زوجها بعد أن جعلها تعاني الكثير حيث كانت تقطع مسافة كيلو متر  يوميًا لجلب الماء من المورد، كما تعمل في الاعتناء بالأراضي الزراعية وجلب الحطب، في وقت  لايستطيع زوجها توفير الطعام والأشياء اللازمة للأسرة، مؤكدة أنها كانت  تتلقى الطرد والشتم منه،  ومن أبيه، وتذهب إلى منزل أسرتها، ومن ثم يعمل زوجها السحر .
 
الحرب تقتل النساء
الحرب في البلاد أودت بحيات المئات من النساء، حيث  لقيت المئات من اليمنيات حتفهن إثر الغارات الجوية للتحالف العربي، الذي تقوده السعودية ضد جماعة الحوثيين والذي غالبًا ما يستهدف أماكن مأهولة بالسكان المدنيين، وجراء الحرب أيضًا، وفي محافظة تعز جنوبي اليمن تستهدف قناصة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح وبشكل مباشر المارة في شوارع المدينة، كما تشن قصفًا مدفعيًا وصاروخيًا على الأحياء السكنية بشكل يومي والذي خلف عشرات القتلى والجرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء.
 
وتزرع الأطراف المتحاربة في البلاد عشرات الألاف من الألغام في مختلف جبهات القتال المشتعلة في البلاد منذ مطلع العام 2015 ، لمنع تقدم أي منهما نحو الآخر، وراح ضحية الألغام المئات من القتلى،  والجرحى من النساء، وترى الكتابة اليمنية لبنى الهتار، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة،  أنه في هذا اليوم، تترتسم الأحزان والأوجاع على محيا المرأة اليمنية، التي لم ينصفها المجتمع يومًا ما

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انحدار حال المرأة اليمنية في اليوم العالمي لمكافحة العنف ضدها انحدار حال المرأة اليمنية في اليوم العالمي لمكافحة العنف ضدها



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار

GMT 16:40 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

"برجر كينج" تعلن عن وظائف جديدة

GMT 16:54 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

شهر واعد يحمل لك فرصة جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia