أهمية التثقيف الجنسي للأبناء بصورة مبسطة لحمايتهم من الأخطاء
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

ضرورة التوجيه بأدب وحنان دون تعنيف أو تعالي واستهزاء

أهمية التثقيف الجنسي للأبناء بصورة مبسطة لحمايتهم من الأخطاء

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - أهمية التثقيف الجنسي للأبناء بصورة مبسطة لحمايتهم من الأخطاء

لتثقيف الجنسي للأبناء
بيروت ـ غنوة دريان

فجأة وبدون مقدمات يسأل طفلك أو طفلتك: ماما من أين أتيت؟ وكيف خرجت من بطنك؟ ولماذا أنا مختلف عن أختي؟ لماذا تنامين بجوار بابا على سرير واحد؟ هل يمكن أن أتزوج أختي ؟ أسئلة كثيرة قد تبدو محيرة. تحمر الأم خجلا وأحيانا لا تدري ماذا تجيب وفي أحيان أخري تقول: وجدتك على باب المسجد، أو لا يصح أن تسألي يا بنيتي هذه الأسئلة لازلت صغيرة.

 إن الاجابات المضللة للأطفال (الابن والابنة) تترك أثرا سيئا وغير مقنع لديهم، ويمكن أن تصيبهم فيما بعد بالخجل المرضي أو الجهل وعدم المعرفة العلمية وقد يمنعهما ذلك من بدء الحياة الزوجية بالشكل الصحيح، وبالتالي القلق من بدء حياة يجهلون سنة الله فيها. من الممكن أن نشرح لأبنائنا ونجيب على أسئلتهم، على واضح وبسيط ودون خجل أو ارتباك. نوضح لهم مثلا الفرق بين علاقة الأزواج وعلاقة الأخوة والأبوة، ومفهوم مبسط للحمل والولادة بكلام بسيط عن الحيوانات وقصص مصورة.

 يتخوف الآباء والأمهات عادة من أسئلة الأبناء الجنسية المحرجة، ويتهربون من شرح الموضوع لهم، إما لأنهم تعرفوا على الأمور الجنسية عن طريق الصدفة، ولم يتعرضوا لأي نوع من أنواع التربية الجنسية، أو لانهم يشعرون أن عملية (التربية الجنسية ) والخوض في الموضوع قد يتعرض في النهاية للحياة الخاصة للأباء والأمهات، ويثير لديهم تحفظا.

نبدأ مع الأطفال من الثالثة، حيث يكون لديهم ميل طبيعي وفطري لاكتشاف الحياة بكل ما فيها، فتأتي أسئلتهم تعبيرا عن يقظة عقولهم، لذلك ينبغي على الأم المربية والأب المربي ألا يرتبكا من الأسئلة وكثرتها، وألا ينزعجا من إلحاح الصغار لمعرفة المزيد، فمرحلة اهتمام الأطفال بالمسائل الجنسية تختلف حسب مستوى ملاحظاتهم للأمور، وحسب فهمهم وإدراكهم لطبيعة الأشياء، لكن هناك أسئلة يوجهها الأطفال للآباء والأمهات في المرحلة العمرية من سن الثانية للثالثة حول الفرق بين الجنسين، ومن سن الثالثة وحتى السادسة تكون الأسئلة بشأن مسألة الحمل والولادة، ثم تتطور نوعية الأسئلة خلال فترة المراهقة وتنصب حول أمور جنسية أكثر دقة كالزواج والعلاقة بالآخر، والتناسل. المهم أن نبدأ بتكوين وتربية أطفالنا تربية جنسية من سن مبكرة، وحين يطرح أولادنا الأسئلة، نحاول قدر الإمكان أن نغذي حب استطلاعهم، بمعلومات صادقة مننا، لأنهم مؤكد سيجدون الجواب لكن مع الأسف يكون خاطئا من الأصدقاء وزملاء المدرسة والشارع.

يجب أن ترتبط التربية الجنسية للأبناء بالشرح والمناقشة والتوعية والتقويم، والتوجيه بأدب وحنان ودون تعنيف، أو ازدراء أو تعالي أو توبيخ، لأن تلك المفاهيم والمعلومات ستلازمهم طيلة حياتهم، وتنير لهم جانبا مهما وحيويا من علاقاتهم مع أجسادهم وأيضا مع الجنس الآخر في علاقات الزواج، وما تتضمنها من روابط المعاشرة الجنسية.

 - التخلص من الأمثلة السلبية حول الجنس والتربية الجنسية، مثل هذا ممنوع وهذا لا يصح، والوعي بأهمية وخطورة التربية الجنسية السليمة، في البناء السليم لشخصية أبنائهم (ذكورا و إناثا) وتوجيههم ووقايتهم من الانحراف، والأخطار المرتبطة بالحياة والعلاقات الجنسية، بخاصة أن وسائل الإعلام الإلكتروني والانترنت أصبحت تجذب الصبية والمراهقين في هذه السن الحرجة، مما يتطلب من الوالدين إقامة الحوار مع الأبناء، وبث الثقة والطمأنينة في نفوسهم، والمتابعة والمصاحبة في العلاقات معهم.  المعرفة العلمية بالجنس، وثقافة التربية الجنسية، والمعرفة العلمية بالخصوصيات والاحتياجات النفسية أثناء مراحل النمو والنضج للصغار ذكرا أو أنثي.

- يجب الرد على أسئلة الصغار دون قمع أو توبيخ أو استهزاء، فالصغار يسألون عن أمور من السهل الاجابة عليها من خلال رؤية صغار الحيوانات وكيف تحمي الأم صغارها، وأخذ أمثلة مبسطة تدل على نعمة الخالق لاستمرار الحياة. لكن المشكلة تكون مع الراشدين، فالاهتمام والإعجاب وجذب الأنظار تجاه الطرف الآخر يكون عاديا في تلك المرحلة، لكن كثيرا ما يقع المراهقون في أخطاء ومشاكل نظرا لجهلهم وعدم درايتهم بكثير من الموضوعات في مجال الثقافة الجنسية، كما وأن كثيرا من الزيجات تؤؤل إلى الطلاق بسبب هذا الجهل.

- يجب شرح الأمور والمعلومات الجنسية للأبناء حسب طبيعة المرحلة العمرية لهم، ونوع الجنس (ذكر أو أنثى) وطبيعة الثقافة والعلاقات السائدة داخل الأسرة، وأن يكون شرح الأمور الجنسية الخاصة للطفلة من جانب الأم، وللطفل من جانب الأب، أو الاستعانة بأفراد العائلة أو الأخصائيين الموثوق بهم.

- تشجيع الأبناء على طرح أسئلتهم ومشاكلهم التي تهم حياتهم الجنسية والعلاقة مع الجنس الآخر بصراحة ودون خوف، وجعلهم يفهمون أن الأمور الجنسية طبيعية ومعرفتها أمر ضروري، من أجل حياة جنسية وأسرية سليمة نفسيا، وأخلاقيا، وأن إكتساب المعلومات على نحو صحيح في هذا المجال( التثقيف الجنسي) هو أخلاق وقيم والتزام اجتماعي تجاه الجنس الآخر، ويفيد في بناء شخصية سوية ومتوازنة، بعيدة عن القلق والتوتر، تؤسس لحياة زوجية سليمة وناجحة ومستقرة.

تزويد الأبناء بمصادر المعرفة العلمية، والكتب الموثوق بها والتي تهتم بشرح الأمور الجنسية، من الناحية الطبية والأخلاقية.

 - ينبغي التدرج في المعلومات مع الأبناء الأعزاء منذ الصغر والاستعداد لذلك من الأبوين من خلال القراءة في الموضوعات المختلفة الخاصة بالتربية الجنسية، وشراء الكتب التي توضح ذلك بطريقة علمية ومبسطة حتى يمكن فهمها وتوصيل هذه المعلومات الصحيحة من قلوب وعقول الأب والأم إلى فلذات الأكباد ( الأبناء الأعزاء) الذين إن أحسنا اليهم النصح والشرح في هذا المجال نقيهم من مخاطر عديدة مثل تلقي المعلومة من صديق جاهل أو أصدقاء السوء أوالشارع، وكذلك نساعدهم للوصول إلى بر الأمان وتكوين أسر سوية نفسيا وجسمانيا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهمية التثقيف الجنسي للأبناء بصورة مبسطة لحمايتهم من الأخطاء أهمية التثقيف الجنسي للأبناء بصورة مبسطة لحمايتهم من الأخطاء



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia