الرجال يحنون إلى الشباب وصداقة الفياغرا عندما يبلغون الأربعين
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

يلمح طيف صبية يرفع صوت الموسيقى ويبدأ بمعاكستها

الرجال يحنون إلى الشباب وصداقة الفياغرا عندما يبلغون الأربعين

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الرجال يحنون إلى الشباب وصداقة الفياغرا عندما يبلغون الأربعين

الفياغرا
بيروت : غنوة دريان

يسمع صوت المنبّه ويهبّ من فراشه، يقف قبالة المرآة لساعات، يصفف شعره شعرة شعرة. يدلّك وجهه بكريم ضد التجاعيد، يرتدي سترة مفتوحة على الصدر، وجينزًا ممزقًا. يخرج من بيته، ليعود عند الفجر تاركًا زوجته وأولاده من دون أن يهتم بشؤونهم.

اليوم، مع بلوغه سن الأربعين، لم يعد يهتم إلا بملذاته الشخصية، همّه الأول والأخير أن يثبت للجميع أنه ما زال قادرًا على جذب الشابات. لتحقيق مراده، استبدل سيارته القديمة بسيارة رياضية يجول بها على الطرق بسرعة جنونية، وحين يلمح طيف صبية يرفع صوت الموسيقى ويبدأ بمعاكستها كما لو كان في العشرين من عمره. وقد توافق الشابة على القيام بـ"كزدورة" معه، أو تغضب من تصرفاته الصبيانية، وتقول: "روح يا جهلان استح على شيبتك".

في الواقع، جهلة الأربعين أو أزمة منتصف العمر، تصيب الرجال والنساء، بين عمر الـ35 والـ50. لكن وتيرتها، أكثر عند الرجال، إذ تمتدّ من 3 إلى 10 سنوات، ومن سنتين إلى 5 سنوات لدى النساء. يصف علم النفس هذه المرحلة بأنها حالة من الشعور باليأس والقلق، ترافق الإنسان لتجعله غير راض عما حققه في ماضيه. فتثير لديه تفكيرًا عميقًا يستعيد من خلاله ذكريات شبابه، وغالبًا يشعر بالندم وعدم الارتياح إلى ما أنجزه.

وتعتبر الاختصاصية في علم النفس لارا سبعلي أن الرجل في هذه الفترة يكثر من النظر إلى نفسه في المرآة، ويتحسّر على أيام الشباب والصبا، مظهرًا شعوره بالأسى، وهذا يجعله غريبًا عن نفسه. فيقوم بحركات طائشة لكسر الروتين والملل والتعويض عمّا فاته. وتوضح سبعلي أن هناك عدة عوامل تؤدي إلى ما يعرف بـ"جهلة الأربعين"، من بينها: اليأس، ومظاهر الشيخوخة، والتغيّرات الفيزيولوجية، وموت أحد الوالدين، وترك الأولاد المنزل الأبوي، وانتكاسة على الصعيد المهني، والمشاكل الزوجية وغيرها من الأسباب.

وتشير إلى أن الفراغ العاطفي الذي يشعر به الزوج، وفتور العلاقة الزوجية، من أهم أسباب أزمة منتصف العمر. وتقول: "يشعر الرجل أحياناً بعدم الرضا عن علاقته الجنسية مع زوجته، فيبحث عن امرأة تشعره بأنه محور الكون، وتشبع رغباته". ويشير الخبراء إلى أن أزمة منتصف العمر تطال بشكل خاص الرجال الميسورين وأصحاب السلطة والنفوذ، الذين يعتقدون أنهم قادرون على استمالة الشابات، بالمال.

ويشغل ميشال (45 عامًا) منصب مدير مشروع في شركة هندسة في بيروت، متزوج فتاة تصغره بـ20 عامًا ولديه صبي في الثالثة من عمره. ويستخدم سلطته ونفوذه لإغواء أي موظفة تعجبه، إذا رضخت لمحاولاته المتكررة ووافقت على مواعدته، يجعلها تتمتع بامتيازات خاصة: التغيّب عن العمل، عدم التقيّد بدوام محدد، زيادة راتبها. وفي حال صدّته، يغضب ويحاول الضغط عليها ليحوّل حياتها العملية إلى بؤس.

اعتبر زياد (42 عاماً) أن العمر لا يشكل عائقاً في العلاقة بين اثنين، ما دام القلب شاباً. ويقول: "حين أخرج برفقة فتاة في العشرين من عمرها، أشعر بالفخر والاعتزاز أمام أصدقائي، إذ أؤكد لهم ولنفسي، أنني ما زلت قادراً على جذب الشابات اليافعات". اللافت أن زياد يحاول جاهداً الاعتناء بشكله الخارجي، فيصبغ شعره ويستخدم الكريمات لوجهه، ويتّبع نظاماً غذائياً غنياً بالبروتين لتقوية عضلاته، ويمارس الرياضة. ويضيف: "أثبتت الدراسات أن الرياضة تحسّن الأداء الجنسي وتزيد الرغبة الجنسية، وبالفعل اختبرت ذلك بنفسي".

بدورها، تروي جويل معاناتها مع زوجها بول (40 عاماً)، بعد قصة حب تكللت بالزواج. فبدأت تلاحظ تصرفاته الغريبة، تقول: "فجأة بدأ يهتم كثيراً بشكله الخارجي، ويولي أهمية كبيرة لوسائل التواصل الاجتماعي، يقضي ساعات على الفيسبوك وبعض المواقع، التي تبيّن لي لاحقاً أنها مواقع للتعارف".تمكنت جويل من اكتشاف خيانته الإلكترونية، فواجهته بالحقيقة، تضيف: "ارتبك واتهمني بإهمال واجباتي الزوجية تجاهه، فأنا على حد قوله لم أعد ألبّي رغباته الجنسية ما دفعه للجوء إلى الدردشة مع مراهقات".وعن أفضل طريقة للتعامل مع "أزمة منتصف العمر"، توضح سبعلي أن الخطوة الأولى تبدأ بالإفصاح عن المشكلة. فكثير من الرجال يرفضون التطرق إلى الموضوع، من باب الخجل والخوف من تهكم المجتمع. وتقول: "في الواقع يخفق الكثير من الرجال والنساء في التعامل مع أزمة منتصف العمر لدى الشريك، اذ يبدأ كل منهما بانتقاد الآخر ولومه، ما يؤدي إلى تفاقم الخلافات ويزيد الفجوة بين الطرفين. لذا يجب أن يعلم الشريكان أن هناك بعض التغييرات التي يحتاج المرء لإجرائها في حياته، وهي حاجة طبيعية ملّحة، فلا بدّ من كسر الروتين والملل الذي يتسرب إلى حياته"

وتشدد لارا على ضرورة تخطي أزمة منتصف العمر بحنكة كبيرة، وتضيف: "الزوجة الذكية هي التي تحتضن زوجها وتسأله عن رغباته واحتياجاته، حين تراه مشدوداً لمتابعة مواد جنسية بدلاً من لومه وانتقاده. والزوج الذكي هو الذي يحتضن بدوره زوجته ويثني على جمالها وأناقتها، حين يراها انشغلت بأمور لا تتناسب مع عمرها".

وأكدت على عدم اعتبار "جهلة الأربعين" مرضاً، قد تحمل في طيّاتها بعض الإيجابيات، منها: الانفتاح على الذات، وإعادة التفكير في الحياة الشخصية بعيداً عن الضغوط العملية، وبالتالي تحسين نوعية الحياة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجال يحنون إلى الشباب وصداقة الفياغرا عندما يبلغون الأربعين الرجال يحنون إلى الشباب وصداقة الفياغرا عندما يبلغون الأربعين



GMT 09:13 2021 الأحد ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تطلق بياناً في مناسبة اليوم العالمي للطفل

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 08:55 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

آخر مستجدات ملف البنك الفرنسي التونسي

GMT 10:17 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء خاشقجي والحقيقة وتصفية الحسابات

GMT 14:35 2016 الخميس ,04 شباط / فبراير

اقتراح علمي لمكافحة الإرهاب والصراع

GMT 11:54 2021 الأربعاء ,22 أيلول / سبتمبر

حقل نفطي جديد يدخل حيز الإنتاج في قبلي التونسية

GMT 06:19 2017 السبت ,24 حزيران / يونيو

"Transformers 5" يشعل البوكس أوفيس بـ 15 مليون دولار

GMT 20:48 2021 الخميس ,12 آب / أغسطس

موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف

GMT 05:06 2014 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

2014 صور لا ننساها

GMT 07:27 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الحريري يؤكد أن الحل السياسي يجب أن يحترم سورية

GMT 05:36 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الإمارات.. خطوات استباقية لريادة المستقبل

GMT 19:09 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونخ مهنئًا الأهلي "ننتظركم في كأس العالم للأندية"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia