المرأة اللبنانية تثبت أنها قادرة على تخطي الصعاب رغم الأعراف والتقاليد الاجتماعية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

مارست مهنًا مخصصة للرجال فبرعت في مجال الطيران وكسائقة تاكسي وخبيرة ميكانيك

المرأة اللبنانية تثبت أنها قادرة على تخطي الصعاب رغم الأعراف والتقاليد الاجتماعية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - المرأة اللبنانية تثبت أنها قادرة على تخطي الصعاب رغم الأعراف والتقاليد الاجتماعية

رولا حطيط "كابتن طائرة برتبة أم"
بيروت - غنوة دريان

تثبت المرأة اللبنانية يومًا بعد يوم، أنها قادرة على تخطي الصعاب ، ضاربةً بكل الأعراف والتقاليد والمفاهيم الجندرية عرض الحائط. لذا نجدها تخطو خطوات مهنيّة مهمّة، لتحرير نفسها من الضغوط الحياتية والمعيشية والعملية. أكثر من مرة لمع اسمها كامرأة تحدّت الروتين المهني، ودخلت مضمار العمل، الذي يوصف بالعمل الذكوري، كقيادة التاكسي وإصلاح الدراجات وقيادة الطائرة وإدارة ملحمة.

كابتن طائرة برتبة أم
رولا حطيط أول إمرأة في لبنان تعمل كابتن طائرة "ربانة". مقالات عديدة كُتبت في رولا وعملها، وهي متزوجة ولديها ولدان. تدرِّس في الجامعة الفلسفة، كما تعمل في إحدى المنظمات العالمية للطيران. لا تستطيع رولا تكهن آراء الناس في شخصيتها، خصوصاً طاقم الطائرة الذي يعمل تحت إدارتها. لكنها تعرف وضع الركاب، الذين يخافون بمجرد معرفة أن التي تقود الطائرة امرأة. إلا أنهم يأتون لالتقاط الصور معها عندما تحط بهم في أمان. تذكر حادثة حصلت معها عند مصادفتها خلال الرحلة مطبات هوائية، سمعت من أحد الركاب عند الهبوط "إي طبيعي، الكابتن امرأة، والمرأة لا تعرف القيادة".

حين بدأت بدراسة الطيران، لم تكن تعلم أنها سوف تغير المعادلة. لكن بعد 20 عاماً في قيادة الطائرات تفخر رولا بنفسها لأنها برهنت أنها رائدة. وتفرح بكسر كل تلك الصفات التي أُلصقت بالمرأة، إنها إنسان عاطفي، يخاف ويبكي بسرعة.

أم محمود سائقة تاكسي

بدأت عملها منذ أكثر من 12 عاماً حين استلمت سيارة زوجها بعد تعرضه إلى عطب في يده اليمنى. ساءت أحوالهم المالية، فخرجت في السر للعمل على التاكسي. حين طلبت أم محمود أن تساعده في العمل، رفض أبو محمود في البداية متذرعاً برفض عمل المرأة. لكنها استطاعت إقناعه بطريقتها.

في البداية كانت تقود سيارة العائلة الخاصة، حتى انكسر حاجز الخجل لديها. كانت تنزعج كثيراً حين يرفض الناس، تحديداً الرجال، الركوب معها في السيارة. لكن اليوم، لم يعد يعنيها كل هذا، صارت كل المنطقة تعرفها، وشبّان الجامعات وحواجز رجال الدرك، الذين ينادونها غالباً بأم علي (كدلالة على القوّة)، فتبتسم وتُكمل.

يترتّب على أم محمود خلال عملها الكثير من الوعي والقدرة على وضع حد للسائقين. ترفض الخوض معهم في نقاشات حول عملها، كي لا تسمح لهم بالتمادي، وحصول ما لا تحمد عقباه، هي التي تغاضت كثيراً عن الإهانات التي تعرضت لها، كونها امرأة تقود سيارة تاكسي. وتواجه حتى اليوم الرفض من الرجال الطاعنين في السن. تستوعبهم بابتسامة. أما الجيل الجديد فيراها قدوة.

تشدّد على أن عملها لم يحولها إلى رجل. تتأنّق بقدر محدود عند خروجها خوفاً من نظرات الركاب. وعلى الرغم من أن زوجها وأولادها يفتخرون بها، إلا أنه لغاية الآن لا يسمح لها بقيادة السيارة بوجوده... "هذا شغلي" يقول لها زوجها.

سميرة كنعان خبيرة في تصليح الدراجات النارية

المرأة اللبنانية تثبت أنها قادرة على تخطي الصعاب رغم الأعراف والتقاليد الاجتماعية

بدأت سميرة عملها منذ الثمانينات لأنها أحبّت مهنة زوجها. أرادت مساعدته في العمل مراراً لكنه كان يرفض. تقول إنه كان يقول لها "ما عنا نسوان تشتغل بس أنا قدرت اقنعوا وطبقْوا". تعترف سميرة أن العمل في هذه المهنة ليس سهلاً، إذ يحتاج إلى قوة بدنية في التعامل مع القطع المعدنية الصعبة والثقيلة، إضافةً إلى قوة ذهنية في التصليح، واكتشاف الأعطال في الدراجات.

أثناء بدايتها في العمل، قابلها محيطها بالاستهزاء مرات كثيرة: "هيدي شغلة رجال مش شغلة نسوان". أما اليوم، فقد خرجت كل النسوة من الجيران لمساعدة أزواجهن في العمل، "تعلموا مني"، تقول. من خلال المراقبة، تعلمت سميرة مهنة زوجها ونجحت فيها، حتى نافسته في العمل. صار يردد لها المثل الشعبي القائل "علمناهن على الشحادة، سبقونا على الأبواب". يبدأ عمل سميرة في الثامنة صباحاً وينتهي عند السادسة مساءً. استطاعت من خلال عملها تعليم ابنتها، وتعليم زوجها النظام في العمل. تقول: "أول ما بدأت في هذه المهنة حسيت بطعمة الرجولية، أنا ما بحب الأنوثة".  صارت تفرح بالشحم وبثيابها المتسخة بالسواد

أم خليل القصّابة

المرأة اللبنانية تثبت أنها قادرة على تخطي الصعاب رغم الأعراف والتقاليد الاجتماعية

فضلت أم خليل العمل مع زوجها وابنها في الملحمة على أن تعمل لدى آخرين. لأن ظروف الحياة الصعبة أجبرتها على العمل. تقول: "قليلات هن اللواتي يرضين العمل في مهن الرجال، لكنني أحببت هذه المهنة على الرغم من صعوبتها". وتضيف: "في البداية كنت أبكي كثيراً لأنني كنت خائفة من ردة فعل الناس، ولكن هذا اختفى اليوم". منذ أكثر من 20 عاماً بدأت أم خليل العمل، والمحاسبة، ثم تحضير حاجيات اللحمة من البقدونس والكمونة. بعدها تعلمت تقطيع اللحمة والحلول مكان زوجها. تتابع: "هذا العمل فيه صعوبة كبيرة ولا يوجد امرأة تتمكن من ممارسته إن لم تكن تحبّه". تستيقظ عند الثالثة فجراً وتبقى في المحل حتى الثالثة بعد الظهر.

في بداية عملها كان الناس يندهشون لرؤيتها تعمل في الملحمة. أما اليوم فهم يطلبونها شخصياً، لأنهم يحبون العمل الذي تقوم به. تضيف: "ما تواخذيني، شغل المرأة مش متل شغل الرجال". لم تنس أم خليل مهماتها كأم، إذ تحاول بقدر استطاعتها تأمين احتياجات منزلها وأولادها. تختم: "في الماضي، عندما كانوا يطلبونني لاجتماع الأهالي، كنت اعتذر بحجّة العمل، وعندما يسألونني عن عملي أقول لهم إنني قصّابة، فيصبحون فوراً من زبائن المحل".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة اللبنانية تثبت أنها قادرة على تخطي الصعاب رغم الأعراف والتقاليد الاجتماعية المرأة اللبنانية تثبت أنها قادرة على تخطي الصعاب رغم الأعراف والتقاليد الاجتماعية



GMT 09:13 2021 الأحد ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تطلق بياناً في مناسبة اليوم العالمي للطفل

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia