الأغنياء يستطيعون تحمّل العمل في جامعة أكسفورد وكامبريدج
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أحد الأكاديميين ينصح الشباب بالبحث عن فرص أخرى

الأغنياء يستطيعون تحمّل العمل في جامعة أكسفورد وكامبريدج

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الأغنياء يستطيعون تحمّل العمل في جامعة أكسفورد وكامبريدج

الأغنياء فقط هم من يستطيعون العمل فى جامعة أكسفورد وكامبريدج
لندن ـ ماريا طبراني

كشف أحد الأكاديميين يعمل في جامعة أوكسبردج، أن نظام الجامعة يتيح بعض فرص العمل للأكاديميين من خلفية غير تقليدية، لكنه كان أول شخص في عائلته يحظى بالتعليم الجامعي ولذلك لم يكن طريقه إلى أوكسبردج عاديًا.

وأفاد الأكاديمي: "كان هناك أعداد متزايدة مثلي، التقيت بالعديد من الأكاديميين الشباب ذوي البدايات المتواضعة الذين تدرجوا في المناصب الأكاديمية والإدارية التنافسية، تغلبنا على العديد من العوائق للحصول على وظائف أعضاء هيئة التدريس هنا، ولكن أتمنى لو أن أحدهم أخبرنا بالواقع الفعلي في كامبردج أو أكسفورد".

وأضاف: "بعد العمل لأعوام من التفاؤل الخاطئ يمكنني القول إن الوظائف الجامعية في أوكسبردج مناسبة فقط للأشخاص الذين لديهم مصادر أموال مستقلة، وهناك ثلاثة عوامل دفعتني إلى هذا القرار أولها الراتب، يمكنني القول إن بعض الوظائف تعاقبك ماليًا من أجل الحصول على وظيفة في مكان مرموق، وهذا هو الوضع في جامعة أوكسبردج مقارنة برواتب أعضاء هيئة التدريس في الجامعة الأخرى مثل مجموعة جامعات راسل، حيث تمنح أوكسبردج راتبًا ضعيفًا نوعًا ما، ويبلغ متوسط الراتب الأكاديمي لغير الأساتذة في بريطانيا 48.460 إسترلينيًا، أما في جامعات راسل فيبلغ 50 ألف إسترليني بالنسبة لمجموعة راسل في لندن، في حين أن متوسط الراتب الأكاديمي لغير الأساتذة هو 45 ألف إسترليني".

وأردف: "لا أزعم أننا نستحق أجورًا أعلى من أقراننا في جامعات راسل، ولكن السؤال لماذا تتراجع رواتبنا بهذا الشكل حتى أنها أقل من تلك التي تدفعها المؤسسات الأخرى، وخصوصًا في ظل ثروة ونجاح مؤسسات أوكسبريدج".

وتابع: "يتمثل العامل الثاني في تكاليف المعيشة، اتجه بعض الأكاديميين إلى المهنة وهم يحلمون بأن يصبحوا أثرياء، ولكن هذا لا يعني أيضًا أن نفتقر بسبب المهنة، ومن المعروف أن كامبردج وأكسفورد مكلفتان مثل لندن عندما يتعلق الأمر بالشراء وتأجير العقارات، إلا أن رواتب لندن فقط تراعي التكاليف الكبيرة للمعيشة في واحدة من أغلى المدن البريطانية، ووفقا للأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني، وتراوح متوسط أسعار المنازل عام 2014 في مدن مجموعة راسل الإنجليزية ما بين ثلاثة وأربعة أضعاف متوسط الراتب الأكاديمي المحلي لكل مدينة، وبالنسبة لكامبريدج وأكسوفورد يتراوح هذا الرقم بين 6.8 إلى 7.7 ضعف متوسط الراتب الأكاديمي في جامعات أوكسبريدج، ويتساوى بذلك مع لندن".

واستطرد الأكاديمي: "يجعل هذا إمكانية شراء منزل بالاعتماد على الراتب الأكاديمي أمرًا شبه مستحيل، ويقابل هذا ارتفاع سعر الإيجار بشكل كبير، فضلًا عن إضافة بعض الفواتير والمصروفات الأخرى التي لا يمكن تجنبها في إقامتي المتواضعة، وهو ما يتسبب في نفاذ رصيدي في البنك ما يمثل تحديًا كبيرًا".

وذكر: "أما العامل الثالث فيتمثل في عبء العمل، حيث تأتي المناصب الأكاديمية في أوكسبريدج مع توقعات عالية للغاية مثل إجراء بحوث رائدة عالميًا والتدريس بشكل ملهم ومنح مالية كبيرة والمنشورات عالية التأثير والإدارة الفعالة، وتعد هذه ليست تطلعات لكنها ظروف للدعاية، وحتى تصبح أكاديميًا يجب عليك القيام بوظائف عدة في آن واحد ويجب عليك التفوق فيها، وفي الأعوام الأولى لي في جامعة أوكسبريدج كنت أعمل لمدة 75 ساعة أسبوعيًا للحفاظ على مستواي في أعلى القائمة".

واسترسل: "عندما أشرح ذلك للناس من جيل والدي، يخبروني أنه علي الحصول على وظيفة ثانية للادخار من أجل المنزل أو الأطفال، مع العلم بأن الوظائف الأخرى ربما تستغرق عدد الساعات نفسه، وهنا تصبح الفرصة لكسب المزيد من المال والحد من الضغوط المالية من خلال القيام بعمل أقل صعوبة، ولا تتوفر هذه الفرص للعديد من صغار الأكاديميين الذين لا تتعدى نفقاتهم الأمسيات وعطلات نهاية الأسبوع، ولا يوجد خيار ما يجعلك تصل إلى أعلى الأرباح".

واتخذت مستشفى "أدين بروكس" في كامبريدج تدابير خاصة في وقت مبكر هذا العام كنتيجة لنقص الموظفين، ويقترح البعض بأن يمثل هذا ضربة قاضية على إثر ارتفاع تكاليف المعيشة، وفي ظل فشل الخدمات الأساسية في كامبريدج وأكسفورد ستقل قدرتها على جذب المزيد من شباب الأكاديميين، ويجب على هذه الجامعات أن تجد وسائل لتخفيف الضغط إذا كانت تأمل في منافسة المؤسسات الدولية ومدارس لندن.

ويمكن القول إن اسم أوكسبريدج يفتح العديد من الأبواب ولكن من دون امتلاك منزل أو توفير بعض الوقت من أجل الأسرة، حيث يتطلع شباب الأكاديميين إلى حياة مريحة ماليًا حتى يمكنه الوفاء لهذه المهنة، ولكن لم يعد الوضع كذلك نظرًا لارتفاع تكاليف المعيشة وعدم تلاؤم الأجور معها، وحاليًا يبحث الأكاديميون الصغار مثل الأطباء المبتدئين عن فرص عمل في الخارج حيث الرواتب الأكاديمية أعلى وتكاليف المعيشة أكثر سهولة.

وذكر الأكاديمي: "أنصح شباب الأكاديميين الموهوبين بالبحث عن مكان آخر في مرحلة مبكرة من حياتهم المهنية، حقا إن أوكسبريدج اسم مميز وجذاب، ولكن هل يمكنك الاستمرار في دفع ثمن ذلك".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأغنياء يستطيعون تحمّل العمل في جامعة أكسفورد وكامبريدج الأغنياء يستطيعون تحمّل العمل في جامعة أكسفورد وكامبريدج



GMT 10:53 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يوضح سوء التغذية يهدد عشرات آلاف التلاميذ في تونس

GMT 10:49 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

التغييرات الجديدة في رزنامة العطل المدرسية في تونس

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia