مواطن سوري يبتكر إشارات جديدة للصم للتخاطب والتحدث عن الحرب في بلاده
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

روى مأساته عن مقتل أفراد عائلته أمام عينه بدون أن يدرك ماذا يحدث

مواطن سوري يبتكر إشارات جديدة للصم للتخاطب والتحدث عن الحرب في بلاده

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مواطن سوري يبتكر إشارات جديدة للصم للتخاطب والتحدث عن الحرب في بلاده

السوري رياض حمص
دمشق - العرب اليوم

يبتكر السوري رياض حمص وشقيقته بشر، وهما من الصم والبكم، إشارات جديدة للتخاطب والتحدث عن الحرب التي تعصف ببلدهم منذ 6 سنوات. ومنذ اندلاع النزاع الذي يدخل عامه السابع الأسبوع المقبل.

 وبات ذوو الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم في سورية بحاجة إلى استخدام إشارات جديدة للحديث عن الوضع الميداني، أو للتعبير عن مشاعرهم ومعاناتهم التي أصبحت مضاعفة. ومن التعابير الجديدة التي يستخدمها رياض وبشر داخل مركز إيماء لخدمة الصم والبكم، في حي الميدان، كلمة "تنظيم داعش"، على سبيل المثال.

وللتعبير عن ذلك، ترفع نائب رئيس المركز وصال الأحدب (26 عامًا) البنصر (ما يعنى حرف الآي بالإنجليزية)، وتضم الإبهام إلى السبابة والوسطى (حرف السين بالإنجليزية) مرتين، ما يعني بالإنجليزية "إيزيس"، أي تنظيم داعش بالعربية. ويعني وضع الإصبعين على راحة اليد كلمة "الحكومة"، نسبة إلى النجمتين الموجودتين على العلم السوري. أما وضع 3 أصابع على راحة اليد، فهذا يشير إلى المعارضة، نسبة إلى النجوم الثلاث الموجودة على علمها. أما وضع اليدين على العينين، فيعني الخطف.

وذكرت الأحدب، الحائزة على إجازة في هندسة الطب الحيوي: "كان علينا ابتكار إشارات (كلمات) لم تكن موجودة في لغة الصم والبكم في سورية، ليتمكنوا من التواصل وتبادل المعلومات أو المشاعر حول سريان العنف". وبعد ابتكار هذه الإشارات، يتم تصويرها وعرضها على صفحة خاصة على موقع "فيسبوك"، حيث يتداولها ويناقشها الصم والبكم.

ويوضح رئيس مركز إيماء علي اكريم، لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، أنه رغم أن الحرب تركت تداعياتها على السوريين كافة، فإن هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة تأثرت بالأحداث مضاعفة، لأنها تعاني منها من دون أن تتمكن من إدراك ما يدور حولها. وبحسب الإحصاءات الرسمية، يبلغ تعداد الصم والبكم في سورية نحو 20 ألفاً، لكن اكريم يشير إلى أن العدد الفعلي قد يكون 5 أضعاف ذلك.

ويروي رياض (21 عاماً) الذي يشارك في ابتكار المفردات الجديدة، تجربة مأساوية عاشها جراء الحرب، حين قتلت والدته وشقيقه وشقيقته، بالإضافة إلى خالته وعمه و3 من أبناء عمه، برصاص قناصة على مرأى من عينيه من دون أن يدرك ماذا يحصل، لدى محاولتهم الهرب من الحي حيث كانوا يقيمون على متن شاحنة.

وأوضح هذا الشاب الذي تعلو وجهه ابتسامة خجولة، وهو موظف في أحد معامل الكابلات: "بما أنني لا أسمع، لم أكن أدرك ما يحدث حولي؛ شاهدت أمي تهوي أمامي، ثم تلاها أولاد عمي. لكن عندما شاهدت رأس شقيقتي ينفجر أمامي، أدركت حينها أنهم يطلقون النار علينا". لم تتوقف معاناة رياض هنا، إذ قتل شقيقه الآخر إثر سقوط قذيفة أثناء لعبهما كرة القدم في الشارع. ويحلم الشاب الذي لا يفارق خياله هذا المسلسل الدموي بالسفر إلى الخارج، ويقول: "أعتقد أنني قد أحظى بفرص عمل أفضل".

ويواجه الصم والبكم صعوبة أخرى، تكمن في حواجز التفتيش المتعددة في المدينة، ويوضح اكريم: "عليهم أن يعبروا عن أنفسهم عبر إشارات غير مفهومة، ويظن المشرفون (على الحواجز) في بادئ الأمر أنهم يسخرون منهم"، ويضيف: "سابقاً (قبل النزاع)، كان معظم الصم والبكم يتجنبون إدراج إعاقتهم على هوياتهم الشخصية، لكنهم الآن يسجلونها من أجل إبرازها للحواجز".

وعانت أخته بشر (32 عامًا) من أوقات عصيبة بسبب سوء الفهم. ففي عام 2011، وجدت نفسها، خلال عودتها إلى المنزل، وسط المتظاهرين المناهضين للنظام، فيما كان رجال الأمن يقومون بتفريقهم. وتقول الشابة التي تضع وشاحًا أبيض على رأسها إنها حاولت الهرب دون جدوى في إحدى أزقة حي الميدان، وتضيف: "لم يتمكن أحد من مساعدتي لأنني لم أقدر على التواصل، وكان الوضع يزداد سوءاً". وعند استجوابها، تمكنت بأعجوبة من إفهامهم أنها صماء وبكماء. بعد هذه الصدمة، لم تعد بشر تجرؤ على الخروج من منزلها، خوفاً من عدم قدرتها على العودة. ولكن في منزلها، اهتزت النوافذ، وارتجت الأرض، نتيجة القصف.

ونزحت العائلة حينها إلى لبنان لمدة عامين. وعندما عادت إلى دمشق، وجدت أن كل شيء قد تغير، حتى النادي الذي هجره رواده من الصم والبكم. وتقول بشر بحزن: "لقد بعثرت الحرب كل شيء... والناس الذين غادروا إلى الخارج ابتكروا مفردات جديدة"، مضيفة: "لقد تغير أصدقائي، وأصبحوا عدائيين". واستطردت: "آمل أن نلتقي من جديد في يوم من الأيام، وأن يجد الصم والبكم لغة مشتركة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواطن سوري يبتكر إشارات جديدة للصم للتخاطب والتحدث عن الحرب في بلاده مواطن سوري يبتكر إشارات جديدة للصم للتخاطب والتحدث عن الحرب في بلاده



GMT 10:53 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يوضح سوء التغذية يهدد عشرات آلاف التلاميذ في تونس

GMT 10:49 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

التغييرات الجديدة في رزنامة العطل المدرسية في تونس

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia