دين برنت يشرح تأثيرات الإنترنت على الدماغ البشري
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أظهر في كتابه الجديد خوف الناس من التكنولوجيا

دين برنت يشرح تأثيرات الإنترنت على الدماغ البشري

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - دين برنت يشرح تأثيرات الإنترنت على الدماغ البشري

آلية تكيّف الدماغ البشري مع الإنترنت والتكنولوجيا
لندن ـ كاتيا حداد

أظهر دين برنت في كتابه "Idiot Brain"، خوف الناس على مر التاريخ من التكنولوجيا الجديدة، خشية آلا يتكيف الدماغ البشري مع هذا الكم من المعلومات الذي أصبح متاحًا بفضل التطور الأخير للمرة الأولى ممثلًا في الصحافة المطبوعة في القرن 16، وإذا ما أبدلنا الإنترنت بالصحافة المطبوعة سيكون هناك القلق نفسه ممثلًا في وسائل الإعلام، ولا سيما على الأطفال.

وأضاف برنت "هناك أشياء عدّة يجب أخذها في الاعتبار عند النظر إلى كيفية تعامل أدمغتنا مع شبكة الإنترنت، ويجب أولًا آلا ننسى أن الإنترنت مصطلح غامض لأنه يحتوي على العديد من الأشكال، فعلى سبيل المثال يمكن تطوير إدمان القمار عبر الكازينوهات على الإنترنت أو مواقع البوكر، ويعدّ هذا مثال لدماغ شخص تأثر سلبًا عبر الإنترنت، ولكن من الصعب القول بأن الإنترنت هو السبب الرئيسي لأن إدمان القمار فعليّا يحدث من خلال كازينو القمار في العالم الحقيقي، أما الإنترنت فقد قدم لنا مجموعة واسعة من المعلومات بشكل أكبر من أي شيء في التاريخ البشري، ويصبح السؤال كيف يؤثر ذلك علينا؟".

وتابع برنت "من المهم أن نتذكر أن الدماغ البشري يتعامل دائمًا مع تدفق مستمر من المعلومات الغنية وهذا هو العالم الحقيقي بقدر ما تهتم به حواسنا، وسواء ما كنت تحدّق في فيديو على شاشة صغيرة أو تشاهد أشخاص يلعبون في الحديقة فإن الدماغ والنظام البصري يحتاجون إلى القيام بنفس كمية العمل على حد سواء لتوفير المعلومات الحسية المفصلة للغاية، وفي الواقع الدماغ لا يعالج كل شيء يقدم لحواسنا، لأنها على الرغم من قوتها وتعقيداتها إلا أنه ليس لديها القدرة على ذلك، ولذلك فهي تقوم بتصفية الأشياء، واستنباط الأكثر أهمية استنادًا إلى الخبرة ونوع من نظام التخمين، والفكرة أن المخ بالفعل متكيف بالفعل لمنع الضرر من الحمل الزائد من المعلومات، ولذلك من غير المحتمل أن الإنترنت يمكنه فعل ذلك".

وأردف برنت "هناك تساؤل آخر عما إذا كان الوصول المستمر إلى المعلومات المخزنة يعطل ذاكرتنا التي ربما لن تكلف نفسها عناء تذكر أي شيء عندما تستطيع البحث عنه في غوغل، ولكن الحقيقة أن الذاكرة لا تعمل بهذه الطريقة، فالأشياء التي نمر بها وتنتهي مثل الذكريات تفعل ذلك عن طريق عمليات اللاوعي، فالأشياء التي لها صدى عاطفي أو أهمية تكون أسهل في التذكر بسهولة أكبر من المعلومات المجردة أو الوقائع غير الملموسة وبالتالي تتطلب هذه الأمور المزيد من الجهد لتذكرها على المدى الطويل، وتحتاج إلى التدريب عليها مرارًا وتكرارًا بحيث يتم تشفيرها مثل الذكريات، ومما لا شك فيه أن الإنترنت يجعل هذه العملية غير ضرورية، ولكن هل يضر ذلك بتطور الدماغ فذلك سؤال آخر".

وواصل برنت "عندما نفعل شيء في كثير من الأحيان ويصبح جيد فينعكس ذلك على بنية الدماغ، وعلى سبيل المثال فحركات اليد الدقيقة لدى خبراء الموسيقى تختلف عن غيره من الأشخاص العاديين، وربما يرجع ذلك إلى الاحتفاظ بذلك في الذاكرة بدلًا من مجرد البحث عنها وعند الحاجة إليها يتم تعزيز نظام الذاكرة في الدماغ، فيما تشير أدلة أخرى إلى أن تنوع البيئة يساعد الدماغ على التطور، ولذلك ربما تكون المعلومات المثيرة للاهتمام الموجودة على الإنترنت أفضل بالنسبة لك بدلًا من التدريب على حقائق وأرقام جافة، وعلى الجانب الأخر تشير أدلة أخرى إلى أن العرض المفصل لصفحات الويب يتيح المزيد من الخصائص للذاكرة البشرية قصيرة المدى للتعامل معها، ما يمكن أن يكون له تداعيات غير مرغوبة على نظام الذاكرة، إنها صورة مختلطة بشكل عام، ولكن هل يؤثر الإنترنت على قدرتنا على التركيز على شيء ما أو هل يؤدي التعرض المستمر لأشياء كثيرة إلى مزيد من التشتيت، يعتد نظام الانتباه البشري معقد فهناك طبقتين من الأسفل إلى الأعلى والعكس في نظام الانتباه البشري ما يعني أن هناك جانب واعي يمكننا توجيهه وجانب لا واعي يحوّل انتباهنا إلى أي شيء تلتقطه حواسنا".

واستطرد "ويمكن أن يركز نظام انتباهنا بنسبة 100% على شيء يمثل تحدٍ كبير، ولهذا السبب يفضل العديد من الناس الاستماع إلى الموسيقى أثناء العمل، حيث تحتل الموسيقى جزءًا من نظام الانتباه لدينا في حين أننا نحاول فهم شيء مهم آخر، ويتيح الإنترنت المزيد من التشتيت بشكل سريع، حيث يمكننا النظر في شيء ممتع في غضون ثوان، وهي مشكلة على اعتبار أن الكثير من العمل في العالم الحديث يتم عبر نفس الجهاز المستخدم للوصول للإنترنت، ونتيجة ذلك فقد بدأت بعض الشركات والتطبيقات تحاول معالجة هذا الأمر، ولكن من الظلم أن نقول أن الإنترنت هو المسؤول عن صرف انتباهنا عن العمل، ولكن المسؤول عن ذلك هو نظام انتباه الدماغ وتفضيل التعرض لتجارب جديدة عبر الإنترنت في زمن طويل، والإنترنت مجرد شيء يجعل هذه الجوانب شيقة للغاية".

وأوضح برنت، قائلًا "تعدّ التفاعلات الاجتماعية مع الآخرين عامل رئيسي في كيفية التطور والتعلم والنمو على مستوى الجهاز العصبي، فالبشر أنواع اجتماعية للغاية، إلا أن الإنترنت سمح بالتفاعلات الاجتماعية بين أعداد كبيرة من الناس على مسافات بعيدة، وبالنسبة للبعض تحدث هذه التفاعلات يوميًا، ما يعني أن أي شيء نفعله يمكن مشاركته مع الأخرين بالضغط على زر واحد، لكن هذا بالطبع له عواقب، فالمشاعر الإيجابية المكتسبة من وسائل الإعلام الاجتماعية تعمل على نفس الأساس العصبي الذي تعمل عليه المخدرات، حيث تقدم لنا مكافأة عن طريق نظام الدوبامين وهكذا، ولذلك أصبحت إدمان الشبكات الاجتماعية قضية اليوم، ولكن من خلال خلق وضع يتم فيه الحكم علينا بواسطة الأخرين فربما لا تقوم الإنترنت بما هو صالح لدماغنا، ولكن كما هو الحال مع معظم الأشياء فتكمن المشكلة الفعلية في الأشخاص الآخرين وليس الشبكة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دين برنت يشرح تأثيرات الإنترنت على الدماغ البشري دين برنت يشرح تأثيرات الإنترنت على الدماغ البشري



GMT 10:53 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يوضح سوء التغذية يهدد عشرات آلاف التلاميذ في تونس

GMT 10:49 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

التغييرات الجديدة في رزنامة العطل المدرسية في تونس

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia