مدرسة في لندن لا تعتمد على وسائل التكنولوجيا حتى داخل المنزل
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

رسومها السنوية 11 ألف إسترليني وتفرض نظامًا صارمًا

مدرسة في لندن لا تعتمد على وسائل التكنولوجيا حتى داخل المنزل

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مدرسة في لندن لا تعتمد على وسائل التكنولوجيا حتى داخل المنزل

مدرسة لا تعتمد على التكنولوجيا أو الشاشات حتى فى المنزل
لندن - كاتيا حداد

تقع مدرسة "لندن أكورن" في أحد المناطق الخلابة المحاطة بالحدائق التي يملكها الصندوق الوطني حيث لا توجد هواتف ذكية أو "لاب توب" أو "آي باد" أو غرف للتكنولوجيا باهظة الثمن أو ألواح تفاعلية للكتابة أو شاشات التليفزيون، كما يلتزم الآباء الذين يسجلون أطفالهم في هذه المدرسة بالنظام الصارم في المنزل مع عدم وجود تليفزيون أو أجهزة كمبيوتر حتى في وقت العطلة.

وتشعر المدرسة بالقلق إزاء تأثير التكنولوجيا الجديدة على الأطفال، واختارت المدرسة لنفسها شعار "لا للتكنولوجيا"، وتحظر المدرسة أجهزة الكمبيوتر والإنترنت والتليفزيون في المدرسة والمنزل على حد سواء، وزارت جريدة "الغارديان" المدرسة ووجدت مجموعة من الطلاب يمشون في نزهة بين الحدائق ويحتفلون بعيد ميلاد في حديقة رياض الأطفال مع وجود كعكة الجزر، وفي غرفة خشبية يجلس اثنان من الطلاب يعملان على أحد المشاريع.

ويتعلم الأطفال في كتب التمارين الخاصة بهم ويكتبون الكتابة العادية بشكل متكرر، ويشتركون أيضًا في صنع بعض الأدوات الخشبية مثل عمل خطافات لتعليق المعطف للأطفال الأصغر، كما صنعوا مخطرة خشبية مثيرة من الطراز القديم لورش العمل.

وافتتحت المدرسة عام 2013 وكانت تضم فقط 42 طالبًا تصل أعمارهم إلى 14 عامًا، ويمكن للمدرسة استيعاب 84 طالبًا، وتبلغ الرسوم السنوية للمدرسة 11 ألف إسترليني، وتعد من مدارس الأثرياء، وتبذل قصارى جهدها للحد من تأثير التكنولوجيا على الشباب.

وكشفت دراسة عالمية في وقت سابق هذا الشهر بواسطة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية "OECD"، أن الاستثمار في أجهزة الكمبيوتر والتكنولوجيا الحديثة داخل الفصول الدراسية لا يحسن من أداء التلاميذ، مع ارتباط استخدام أجهزة الكمبيوتر بنتائج أقل، كما أثارت تقارير أخرى المخاوف بشأن التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي على الشباب واضطرابات السلوك المرتبطة باستخدام الهواتف المحمولة وأجهزة "آي باد" في الفصول الدراسية.

وجاء في ميثاق المدرسة: "نحن ضد كل أشكال الإلكترونيات للأطفال الصغار، إذا اخترت هذه المدرسة يجب عليك دعم وجهة النظر تلك بغض النظر عن ما قد تشعر به شخصيًا".

ويشعر الكثير من الآباء بالقلق إزاء الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام الشاشات ولاسيما في المنزل، إلا أن مدرسة "أكورن" تفرض نظامًا صارمًا في هذا الشأن.

وتشترط قواعد المدرسة عدم السماح للأطفال بالتعرض للتليفزيون قبل عمر 12 عامًا، وبعد ذلك يسمح لهم بمشاهدة الأفلام الوثائقية بعد فحصها من قبل الآباء، ولا يسمح للطلاب بمشاهدة الأفلام قبل عمر 14 عامًا، أما الإنترنت فيمنع استخدامه حتى عمر 16 عامًا في المدرسة وفي المنزل أيضًا، وتستخدم أجهزة الكمبيوتر كجزء من المناهج الدراسية لمن تزيد أعمارهم عن 14 عامًا.

وأفاد كيفن بورشل الذي التحقت ابنته كارمن (12 عامًا) بالمدرسة العام الماضي: "تطلب المدرسة أشياء كثيرة من الآباء والأمهات، لكنها تستحق هذا لأن النتائج الكيفية على الأطفال مميزة جدًا ونحن مسرورون للغاية، وأعتقد أن الأمر سيكون أسهل على الآباء الذين يذهب أطفالهم إلى المدرسة ابتداء من رياض الأطفال، وانضمت كارمن إلى المدرسة في العام الماضي، وكانت من قبل في إحدى المدارس الابتدائية السائدة".

وتابع بورشل: "عرفنا المدرسة في النهاية، وتعتبر هذه المدرسة استجابة للتأثير السلبي للشاشات في المنزل من حيث إدمان الطلاب لها، وفي تقليل استخدام الشاشات في المنزل تقل بالتالي الآثار المضرة الناتجة عن زيادة استخدامها على الثقافة العامة، وأصبحت ابنتي ملتزمة بالتصرف بطريق معينة وأتيح لديها المزيد من الوقت للقيام بأشياء أخرى".

مدرسة في لندن لا تعتمد على وسائل التكنولوجيا حتى داخل المنزل

وذكرت كارمن التي اكتشفت أنها تستمتع بالخياطة: "كنت غاضبة قليلًا عندما عرفت أنه لا يوجد تكنولوجيا في المدرسة، ولا زلت أشعر بالحرج أمام زملائي في المدارس الأخرى، وحصلت صديقتي على آي باد وعندما قالت لي هل يمكن أن نلعب سويًا قلت لها إنه ليس مسموحًا لي، أشعر بالضيق أحيانًا بسبب عدم مشاهدة التلفاز أو التحدث عبر الإنترنت، ولكني أحببت حقيقة أنني أصبح لدي خيال لا يملكه الكثير من الأطفال".

والتحق إدوارد (14 عامًا) بالمدرسة في العام الماضي، ولا يسمح له باستخدام الكمبيوتر إلا أنه يقرأ عنه الكثير بشغف، وبيّن إدوارد: "لم أنزعج كثيرًا، فإذا لم يمكنني استخدام الكمبيوتر فيمكنني القراءة عنهم، حقًا إن القراءة لن تكون مثل الاستخدام الفعلي لكنها تساعد".

وأوضح أربعة من مجموعة مكونة من ستة طلاب تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 14 عامًا، أنهم يرغبون في الحصول على وسائل التكنولوجيا الجديدة.

وأشارت جانيس مور وهي والدة زوي (8 أعوام) و إيمي (3 أعوام)، إلى أنها اختارت هذه المدرسة بعد ازدهار مستوى أطفال أصدقاءها في مدرسة مماثلة تمنع استخدام التكنولوجيا.

وأضافت مور: "زوجي يعمل فى مجالات تكنولوجيا المعلومات ونحن ندعم التكنولوجيا ولكن المناسبة لأعمارهم، ويعتبر استخدامها ضار جدًا في السن الصغير، لدينا أجهزة آي باد وآي فون، وتعرف زوي كيف ترد على مكالمة المربية عند الاتصال ولكنها لا تلعب بالهواتف، وتلعب زوي في الهواء النقي لساعات".

ولا تخشى مور من كونها ربما تحرم أطفالها من المهارات الحيوية في المستقبل الرقمي، معللة ذلك بأن سرعة التطور التكنولوجي تجعل أي شيء نعلمه لأبنائنا قديم، وتتأثر مدرسة "أكورن" بنظام مدرسة "شتاينر" المثير للجدل الذي لا يشجع على استخدام الشاشات حتى عمر 12 عامًا.

وأرسل اثنين من مؤسسي المدرسة هما "أندرو ثورن" وزوجته "سارة فانكوني ثورن" في وقت سابق اثنين من أطفالهم إلى مدرسة "شتاينر" لكنهما لم يرضيا عن بعض الجوانب الرئيسية في المدرسية، لاسيما الأفكار الصوفية أو الروحانية وراء نظام "شتاينر"، ولذلك فكرا في إنشاء مدرسة بأنفسهما.

وصرّحت السيدة فانكوني ثورن: "أحب أجهزة الكمبيوتر وجميع الأشياء التي يمكنها فعلها، ولكن بالنسبة للأطفال أتمنى التوسع وفتح مدرسة عليا للتلاميذ الذين تزيد أعمارهم عن 14 عامًا بحيث يكون أول مشروع لهم هو إنشاء الكمبيوتر الخاص بهم".

وأثار مدرس وخبير السلوك توم بينيت، الذي يقود جهود الحكومة لتحسين السلوك الصفي، تساؤلات بشأن وجود التكنولوجيا الجديدة في الفصول الدراسية، مضيفًا: "أعتقد أنه من المهم أن يتعرض الأطفال للتكنولوجيا الجديدة التي ستصبح جزءًا من حياتهم، ومن الأهداف الرئيسية للمدارس تعليم الأطفال وتعزيز ميراثهم الثقافي والأكاديمي، ولا ينبغي أن تضر التكنولوجيا في حد ذاتها بهذه المهمة، ويمكن للمدارس محاولة إيجاد طرق لدمج استخدام التكنولوجيا بشكل مفيد في العملية التعليمية دون الإضرار بميزانيتها" .

وتابع بينيت: "سيتعرض الأطفال للتكنولوجيا مهما فعلت المدارس، خصوصًا وأنها أصبحت أرخص وأكثر انتشارًا، ويتعامل معظم الأطفال والكبار مع وسائل التكنولوجيا بشكل سريع، ويجب على المدارس أن لا تشعر أن عليها سد فجوة المهارات غير الموجودة في كثير من الأحيان".

مدرسة في لندن لا تعتمد على وسائل التكنولوجيا حتى داخل المنزل

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدرسة في لندن لا تعتمد على وسائل التكنولوجيا حتى داخل المنزل مدرسة في لندن لا تعتمد على وسائل التكنولوجيا حتى داخل المنزل



GMT 10:53 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يوضح سوء التغذية يهدد عشرات آلاف التلاميذ في تونس

GMT 10:49 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

التغييرات الجديدة في رزنامة العطل المدرسية في تونس

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia