خبراء يؤكّدون أنَّ الأطفال لا يجدون متسًا للاستمتاع بالقراءة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أوصوا الأباء والأمّهات بقراءة القصص في سن مبكر

خبراء يؤكّدون أنَّ الأطفال لا يجدون متسًا للاستمتاع بالقراءة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - خبراء يؤكّدون أنَّ الأطفال لا يجدون متسًا للاستمتاع بالقراءة

قرأة القصص للأطفال
لندن ـ كاتيا حداد

كشفت دار النشر "سكولاستيك"، وهي دار نشر معنية بكتب الأطفال، في دراسة نشرتها أخيرًا، أنَّ أعدادًا قليلة من الأطفال تجد متسعًا من الوقت لقراءة كتب؛ فقط للاستمتاع بمتعة القراءة.

وأوضحت الدراسة أنه "في إطار مسح أجري عام 2014، لما يزيد قليلاً على ألف طفل، تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عامًا، أفاد 31% فقط من الأطفال بأنهم يقرأون كتابًا بهدف ممارسة متعة القراءة بصورة شبه يومية، وذلك بانخفاض عن نسبة 37% التي كانت سائدة منذ 4 أعوام".

ولاحظت الدراسة وجود أنماط متكررة في أوساط الأطفال الذين يقبلون على مزيد من القراءة، فبالنسبة للأطفال الأصغر سنًا (بين 6 و11 عامًا)، ظهرت علاقة تلازم بين القراءة لهم بصوت مرتفع وتقييد الوقت المتاح لهم للدخول إلى شبكة الإنترنت من ناحية، وإقبالهم بصورة مستمرة على القراءة من ناحية أخرى. 

أما الأطفال الأكبر سنًا (12 إلى 17 عامًا) فإن أحد المحددات الكبرى تمثل فيما إذا كان لديهم وقت للقراءة من تلقاء أنفسهم في اليوم الدراسي.

وتشكل النتيجة المرتبطة بالقراءة بصوت مرتفع للأطفال بعد تجاوزهم الفترة المبكرة من الطفولة بكثير، مفاجأة لبعض الآباء والأمهات، الذين اعتادوا قراءة الكتب لأطفالهم عند النوم، عندما كانوا في سن صغيرة للغاية، ثم توقفوا عن ذلك.

في السياق نفسه، أعلنت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال سياسة جديدة، توصي فيها بأن يقرأ جميع الآباء والأمهات لأطفالهم منذ مولدهم.

وأبرزت نائب رئيس موقع إلكتروني يعنى بالآباء والأمهات يتبع "سكولاستيك"، ماغي ماغواير، أنَّ "الكثير من الآباء والأمهات يفترضون أنه بمجرد أن يبدأ الأطفال في القراءة بصورة مستقلة، فإن هذا يصبح الأمر الأمثل بالنسبة لهم، إلا أنّ القراءة بصوت مرتفع للأطفال طوال فترة التحاقهم بالتعليم الابتدائي تبدو مرتبطة بغرس حب القراءة بصورة عامة".

ولفتت إلى أنَّ "41% ممن يمارسون القراءة باستمرار بين 6 و10 أعوام، كانت تجري القراءة لهم بصوت مرتفع داخل المنزل، بينما 13% فقط ممن يمارسون القراءة بصورة متقطعة كانت تجري القراءة لهم".

وأصدرت "سكولاستيك"، التي تتولى تنظيم معارض للكتاب داخل المدارس وتنشر كتب أطفال منها ما يحقق انتشارًا واسعًا، مثل سلسلة "هاري بوتر"، و"كابتن أندربانتس"، تكليفًا بوضع "تقرير عن القراءة بين الأطفال والأسرة" منذ عام 2006.

وللمرة الأولى في العام الجاري، ركز التقرير، الذي تضعه "يوغوف"، وهي شركة بحثية معنية بالأسواق، على المؤشرات التي توحي بأن أطفالاً من أعمار مختلفة سيصبحون ممن يمارسون عادة القراءة باستمرار، والذين عرفتهم الدراسة باعتبارهم الأطفال الذين يقرأون كتبًا بهدف المتعة، على مدار 5 أيام أو أكثر من الأسبوع.

من جهتها، أبرزت كريستين هارملنغ، وهي شريكة في "يوغوف"، التي أسهمت في التقرير، أنّ "الأطفال الذين شملهم المسح وكانوا يمارسون القراءة بصورة مستمرة ذكروا أن القراءة لهم بصوت مرتفع شكلت فترة ترابط خاصة بينهم وبين والديهم".

وأضافت "مع تقدم الأطفال في العمر، لا أعتقد أن الآباء والأمهات يعون مدى أهمية هذا الوقت والدور في حياة أطفالهم"، مشيرة إلى أنه "بطبيعة الحال، فإن الأطفال الذين يعشقون القراءة يترعرعون داخل منازل تعج بالكتب ولأبوين شغوفين بالقراءة".

وبدوره، بيّن الأستاذ الفخري للتعليم الحضري في جامعة إلينوي في شيكاغو، والرئيس السابق لـ"الاتحاد الدولي للقراءة"، تيموثي شانان، أنه "بينما يشجع الآباء والأمهات الذين يقرأون لأطفالهم خلال الفترة المتأخرة من المرحلة الابتدائية أبناءهم على مزاولة

القراءة باستمرار من تلقاء أنفسهم، فإن مثل هذا السلوك لدى الأطفال يمكن كذلك أن ينبع من مجموعة من العناصر الأخرى القائمة داخل تلك الأسر".

من ناحيتهم، رأى الآباء والأمهات أيضًا صلة بين الأمرين. من بين هؤلاء إميلي سكلدنغ، وهي أم لـ4 أطفال من نيوأورليانز، ومدرسة سابقة بالمرحلة الإعدادية، إذ ذكرت أن ابنها سمنر (15 عامًا) اعتاد القراءة بنهم في طفولته، بيد أنه الآن وبسبب عدم توافر وقت لديه بالمدرسة للمطالعة من تلقاء نفسه، أو ربما الأهم من ذلك، عجزه عن اختيار الكتب التي يود قراءتها، فإنه توقف عن ممارسة القراءة بهدف الاستمتاع".

يذكر أنّه لا يتوافر بعد بحث قوي يربط بين القراءة بصوت مرتفع لذوي الأعمار الأكبر وتحسن مستوى إدراك ما تجري قراءته، إلا أنّ بعض الخبراء المعنيين بتعلم القراءة والكتابة يعتقدون أنه عندما يقرأ الآباء والأمهات أو المدرسون بصوت مرتفع للأطفال، حتى بعد أن يصبح بإمكانهم القراءة بمفردهم، فإن هذا يمكن الأطفال من سماع مزيد من الكلمات أو القصص المعقدة عما يكون عليه الأمر عند ممارستهم القراءة بمفردهم.

وفي هذا الصدد، أوضحت مدير مؤسسة "ليت وورلد أورغ"، وهي مجموعة غير هادفة للربح تعمل على تعزيز مهارات القراءة والكتابة بين الصغار، بام ألين أن "الفكرة برمتها تدور حول غمس الأطفال في مفردات ذات مستوى أعلى. إن القراءة بصوت مرتفع بمقدورها بالفعل الارتقاء بمستوى الأطفال".

وفي المقابل، اعتبر خبراء آخرون في مجال القراءة والكتابة أنّ "القيمة الحقيقية وراء القراءة بصوت مرتفع للأطفال تكمن في تنمية خلفية معرفية في شأن مختلف المواضيع، فضلاً عن التعرض للغة مركبة".

وأعربت البروفسور لدى كلية التربية في جامعة هارفارد كاثرين سنو، عن اعتقادها بأنّه "ليس من الضروري أن يكون الأمر في صورة قراءة، وإنما يمكن لفتح محادثة لمدة دقيقتين عن مادة تلفزيونية ما، أو أخرى في مجلة، أو شيء قرأته أنت لنفسك، وخلق بعض التأثيرات الإيجابية المشابهة للقراءة بصوت مرتفع".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبراء يؤكّدون أنَّ الأطفال لا يجدون متسًا للاستمتاع بالقراءة خبراء يؤكّدون أنَّ الأطفال لا يجدون متسًا للاستمتاع بالقراءة



GMT 10:53 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يوضح سوء التغذية يهدد عشرات آلاف التلاميذ في تونس

GMT 10:49 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

التغييرات الجديدة في رزنامة العطل المدرسية في تونس

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia