مشرف أصغر تحدّى الإعاقة وأثبت للجميع أنَّه مسلم غير متطرف
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

طفل باكستاني يعيش في بريطانيا يعاني مشاكل في النطق

مشرف أصغر تحدّى الإعاقة وأثبت للجميع أنَّه "مسلم غير متطرف"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مشرف أصغر تحدّى الإعاقة وأثبت للجميع أنَّه "مسلم غير متطرف"

الشاب البريطاني الباكستاني المسلم الأصل
لندن - كاتيا حداد

يروي مشرف أصغر، الشاب البريطاني الباكستاني المسلم الأصل، تجربته كونه مصدر فخر للبريطانيين، يعاني التلعثم أثناء الكلام، ويحاول تخطي هذه المرحلة، ويشرح كيف يراه البريطانيون كشخص مسلم في الوقت الذي يسافر فيه الكثير من الشباب البريطاني المسلم إلى سورية للانضمام إلى "داعش".

وتؤكد مراسلة صحيفة "الغارديان" البريطانية هوما خليلي، إنَّ مشرف أصغر، ونجم تعليم مؤسسة يوركشاير في العام الماضي، في سلسلة تلفزيون الواقع والتي يقع مقرها في أكاديمية نورثهل المجتمعية في ديوسبري، كان في عمر الـ16، بين عدد كبير من المراهقين سريعي الكلام، ويلعثم بشدة أثناء الكلام، ما هدَّد بإسكاته وسط زملائه أو على الأقل منعه من الحصول على الدرجات التي يحتاجها في الامتحان الشفوي للغة الإنجليزية للذهاب إلى الجامعة؛ ولكن بفضل أستاذه المتخصص السيد بيرتون"والخدعة المفيدة للموسيقى باستخدام سماعات الرأس أثناء تكوين الكلمات تعلّم "مشرف"، وأصبح في النهاية قادرًا على التحدث بقليل من التلعثم ولكن بكل وضوح في الأماكن العامة، فقد انتهى الأمر بإلقائه خطاب نهاية العام الدراسي أمام جموع الطلبة.

ويشعر "أصغر" بالفخر، لأنّه في النهاية أصبح قادرًا على التواصل، ولديه أيضًا روح الدعابة، فأثناء إلقائه خطاب نهاية العام، تأثر المعلمون بما وصل إليه، وملأت الدموع عيون زملائه، كما أنَّ مقطع الفيديو الخاص به على موقع "يوتيوب" أثناء إلقائه الكلمة حصل على 7 مليون مشاهدة في وقت قياسي.

وتشير "خليلي" إلى أنَّ الممثل الكوميدي جاك واتهول، وصف "أصغر" بأنَّه بطل، وغرَّدت النجمة جيسكا اينيس، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بأنَّ العرض الخاص بالطفل جعلها تبكي، ووفقًا لرئيس تحرير تلفزيون غارديان، ريبكا نيكلسون، كان الخطاب واحد من أكثر اللحظات الحاسمة على التلفزيون في عام 2013.

وتوضح أنَّ أصغر عاد في شهر آب/ أغسطس الماضي إلى مدرسة "التمتمة" وهو الآن أكبر سنًا، كما أنَّ الكثير غيره يكافحون من أجل الحصول على دورة تحسين الكلام، تدفقت الدموع مرة أخرى حينما شرح قصته مرة أخرى ومدى الصعوبة التي واجهها في رحلته في الحياة من دون صوت.

يبلغ مشرف أصغر الآن 18 عامًا، والده سائق سيارة أجرة ويمتلك أيضًا مطعم، من عائلة مسلمة، وبلا شك أي حديث مع أصغر، يجعل تلعثمه أكثر وضوحًا، وهو يجلس بعصبية على حافة الأريكة، وكل كلمة ينطقها بشق الأنفس.

وحين السؤال إذا ما كانت التقنيات التي تعلمها في المدرسة تساعده، أجاب أصغر: نعم، فالكلمات تخرج على دفعات بشكل مقطع تلو الآخر، مضيفا:"ولكن لأنني في الكلية، وجدت من الصعب استخدام التقنيات الخاصة بهم".

وتلفت خليلي، إلى أنَّ "أصغر" يدرس العلوم في إحدى الكليات في هردسفيلد، كما أنَّه اعترف بأنَّ الدردشة عبر الإنترنت أسهل بالنسبة إليه، قائلة: إنَّه حين جلس معي شعر بالخجل ولم يستطع استخدام التقنيات بشكل صحيح.

ويبيّن أصغر، أنَّ لديه تلعثم طوال الوقت منذ أن كان طفلًا، فقد لاحظ والداه أنَّه في عمر الثلاث سنوات وفي أعقاب أزمة الربو أصيب بالتلعثم.

ويؤكد أنَّ أسوأ لحظة مرَّ بها، عندما وصل إلى المدرسة الثانوية ووجد نفسه هدفًا لعصابة تكبره سنًا، والتي جعلته يشعر وكأنَّه ليس إنسانًا مع مراقبة الجميع له، وطلب ترك المدرسة، ولكنَّه يؤكد أنَّ الشدائد جعلت منه شخصًا أقوى، وأنَّه سعيد بأنَّ لديه تلعثم.

وفي الوقت الحالي، يحرص أصغر، على تحسين الوعي بشأن مرض التلعثم، فهو يعتقد أنَّ على الحكومة دعم أشخاص مثله، حيث يشعر أنَّه مصدر إلهام حين يرى العديد من الناس ينظرون إليه، بالإضافة إلى الاتصالات من الفتيات والرجال لشكره.

وحين الحديث حول سفر الشباب البريطاني المسلم إلى سوريا للانضمام إلى "داعش"، خصوصًا من الجالية الباكستانية كونها كانت محط اهتمام بسبب فضيحة الاعتداء في روثرهام، والآن شخص باكستاني مسلم متمثل في أصغر، يعتبره البريطانيون قدوة، بدأ شعوره بالخجل يتلاشى ومسك دفتر ملاحظاته للخروج بأفكار في أسرع وقت ممكن، قائلًا "هدفي ليس فقط إظهار أنَّ الباكستانيين البريطانيين أناس طيبون، ولكن إظهار أيضًا من هم المسلمين، أنا لست هنا لأحكم على أي شخص، ولكن فقط لتوضيح إننا جميعًا يمكننا العيش في سلام، أعلم أنَّ الكلام سهل، ولكنني مستعد لإثبات أنَّ ليس كل المسلمين سيئين".

ويضيف أنَّه ورفاقه على وعي كامل بـ"الإسلاموفوبيا" الخوف من الإسلام، ودائمًا يكون محل شك حين يرتدي الزي الإسلامي، موضحًا "أنا لا أهتم، أنا ممتن لكل ما لدي".

ويرى أصغر أنَّ هؤلاء الشباب المسافرين إلى سوريا ربما يريدون المساعدة ولكنّهم أخطؤوا في الحكم على الوضع، موضحًا "أنا لن أذهب، ماذا سأقدّم، لا أستطيع إيقاف الحرب، الشباب في عمري يتحدثون عن محاولات فعل شيء، ولكن لأكون صادقًا لن يحدثوا تغييرًا".

أصغر، على وعي كامل بطرق استخدام الدين للضغط والسيطرة، مبينًا أنَّه منذ ظهوره على شاشة التلفزيون، ينتقده بعض الشباب لكونه غير مثقف دينيًا بشكل كاف، ولكنَّه يرى أنَّ هذا النوع من الناس دائمًا موجود في الشوارع وليس في المساجد، وقد تعلّم أنَّ رأسه يجب أن تبقى مرفوعة ويواصل المضي قدمًا.

لعّل قصة أشرف أصغر لا تبتعد كثيرًا عن سيناريو الفيلم الشهير "اسمي خان، "My name is khan، غير أنَّ أصغر في الواقع وخان في السينما، وبينهما بُعدٌ مشترك كلاهما يحاول إيصال رسالة تفيد أنَّ " ليس كل المسلمين سيئين".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشرف أصغر تحدّى الإعاقة وأثبت للجميع أنَّه مسلم غير متطرف مشرف أصغر تحدّى الإعاقة وأثبت للجميع أنَّه مسلم غير متطرف



GMT 10:53 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يوضح سوء التغذية يهدد عشرات آلاف التلاميذ في تونس

GMT 10:49 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

التغييرات الجديدة في رزنامة العطل المدرسية في تونس

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 23:18 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

«مو ضروري» لـ ماجد المهندس تحصد 35.2 مليون مشاهدة

GMT 06:41 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

السير المعوج

GMT 02:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

يسرا تكشف سبب اعتذارها عن مسلسل "الزيبق"

GMT 12:07 2020 الأحد ,20 أيلول / سبتمبر

وفاة نائب رئيس حكومة أوزبكستان بفيروس كورونا

GMT 00:31 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكد أن الكلاب لا تفهم البشر جيدًا

GMT 13:32 2014 الإثنين ,03 شباط / فبراير

إغلاق بورصة الأردن على تراجع بنسبة 0.18%
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia