كوبنهاغن - وليد محسن
حصل لاجئون ممن يواجهون الصحافة والساسة العدائيين على فرصة للعمل في واحدة من الصحف الدنمركية اليومية وذلك عن يوم واحد، من أجل تقديم صورة مختلفة جذريًا للآلاف من طالبي اللجوء الذين يطرقون أبواب أوروبا، حيث ينظر الساسة إلى اللاجئين باعتبارهم أزمة ولابد من إيجاد حل لها في أسرع وقت ممكن، ويفضل أغلبهم القيام بذلك دون النظر إليهم بشكل مباشر.
واختارت إحدى الصحف اليومية الليبرالية المستقلة "داغبلاديت إنفورميشن"، أن تمنح لهؤلاء اللاجئين الفرصة للحديث عن أنفسهم، وذلك عن طريق اختيار العشرات منهم ومعظمهم من الوافدين مؤخرًا إلى الدنمرك للمساعدة في البحث والاستقصاء وترجمة الأحاديث، ومن ثم إظهار صورة مختلفة عن اللاجئين بعد اقتراح الحكومة هذا الأسبوع بفرض قيود جديدة صارمة عليهم.
ومنذ انفجار أزمة اللاجئين في أوروبا، كانت العديد من الصحف الأوروبية تولي اهتمامًا خاصًا بهؤلاء، ولكن هذه المبادرة الدنمركية تسمح للاجئين أنفسهم بكتابة كل كلمة.
وفي الصفحة الأولي للعدد الصادر عن الصحيفة الجمعة، كتب محتواها أحد الصحافيين من إقليم كردستان العراق، وأوضح خلالها حجم المعاناة للرجال القادمين إلى أوروبا من البلاد التي مزقتها الحروب، فضلًا عن المأساة التي تمر بها النساء هناك.
وفي السياق ذاته تناولت 48 صفحة من الجريدة أوضاع اللاجئين داخل المخيمات الدنمركية، مع التطرق إلى ثلاثة حكايات تكشف عن الأزمة الحقيقية وكتابة تقارير توضح نهب تنظيم "داعش" للتاريخ في سورية.
وذكر لوت فولك كارشولم وهو محرر في الصحيفة، بأن ما وصل إليهم من اللاجئين يختلف بشكل جذري عن ما يناقشه السياسيون.
وأوضح كارشولم وهو ابن الصحافية الأفغانية زينب أوزباك التي تم قتلها انتقامًا لعملها، أن بعض صحافيي الجريدة دفعوا ثمنًا باهظًا نظير عملهم في مهنة الصحافة حيث تعرضوا للسجن والتعذيب.
وكانت صحيفة "داغبلاديت إنفورميشن" بدأت عملها في الصحافة كمعارضة غير شرعية في الدنمرك، وذلك خلال الحرب العالمية الثانية، وفي مبادرتها الأخيرة أرادت إيصال رسالة للقراء بأن اللاجئين لا يعدوا خطرًا على المجتمع الدنمركي.
أرسل تعليقك