استضاف معرض الشارقة الدولي للكتاب، أمس الجمعة، الإعلامي المصري عمرو أديب، في ندوة تحدَّث فيها عن دور الإعلام العربي في حماية أركان الدولة العصرية، بحضور عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
وأكد القاسمي في مداخلة له أثناء الندوة "إنَّ علاقتنا مع الإعلامي عمرو أديب هي علاقة المشاهد بالتلفزيون، نجلس أنا وقرينتي الشيخة جواهر، إلى آخر كلمة تنتهي من البرنامج".
وأضاف "كثير من الناس يتلفظون بما لا يليق وتفلت منهم الكلمات والأخطاء الكثيرة، لكن عمرو أديب يرتفع صوته في الكلام والتعليق من دون شتيمة أو خطأ، أو ما يعيب"، لافتًا إلى أنَّ من تفلت منه الكلمات ليس بالإنسان المتمكن من نفسه.
وأوضح القاسمي "إن الإعلامي أديب متمكن من نفسه، ويعرف القيم، ويعرف كيف يتعامل، ونشكره، ونتمنى أن يثبت في مكانه، فنحن لا نملك الاستمرار في البحث عن القنوات والمحطات، شكرًا له ولوقوفه في هذا المكان".
ومن جانبه تقدَّم أديب بخالص الشكر والتقدير إلى حاكم الشارقة، وأبلغه حب وتقدير كل المصريين له، قائلًا "كل بيت مصري يعرف مكانة ودور حاكم الشارقة، وما قدمه لمصر والمصريين، فقد تحرك للحفاظ على المجمع العلمي والمخطوطات، وجميعنا يعرف أنَّ القاسمي مصري مصري مصري، وأنا أحببت مصر أكثر عندما التقيته".
وأكد أديب أنَّ الإعلام بات من القوى المؤثرة في المشهد المجتمعي والسياسي على المستوى العالمي، وفي العالم العربي تتفاوت مستويات الخطاب الإعلامي وتتطور بما يتوافق مع حاجات المجتمعات، ويسهم بطريقة أو بأخرى في تثبيت أركان الدول العصرية، حيث يخوض الإعلام العربي في مسيرته الواعية نحو تشييد بناء جاد وراسخ قادر على مواجهة المخاطر، إلى جانب قدرته على الارتقاء بالوعي الجمعي.
وأشار إلى أنَّ هناك فروق كبيرة بين النظام والحكومة والدولة، ومهمة الجميع الحفاظ على الدولة، بينما يمكن توجيه سهام النقد والتعليق والإشارة إلى الحكومة وأدائها والمشاكل التي تواجهها، من دون المس بهيبة وكرامة ومكانة الدولة، فلا يجوز تدميرها، لافتًا إلى أنَّ الشعب المصري كان مع الدولة، وتجلّى ذلك بوضوح أكثر في ثورة 30 يونيو، عندما حاول تنظيم "الإخوان" أن يخطف الدولة، ويهدمها ويحولها إلى دولة التنظيم، قائلًا "نحن اليوم مع الرئيس السيسي، ومع الدولة، وهناك فرق كبير بين من يريد نقد الحكومة وهدم الدولة".
وحذَّر كثيرًا من الإشاعة ودورها التحريضي الهدام، موضحًا أنَّ الكلمة "نور وصدقة، ولفت إلى أنَّنا نستقي الأخبار من دولتنا لكن ذلك لا يعني أننا صوت واحد".
وأكد على أهمية ودور الإعلام في الحد من الأمية، وفي توضيح الحقائق والابتعاد عن الإشاعة والتضليل والكذب، كي لا تساهم في هدم الدولة، "فالدولة هي الإطار الذي يجمعنا ويحضننا كلنا، وبالتالي يجب أن نحافظ على الدولة، وقد تعلمنا هذا الدرس في 30 يونيو"، ولفت إلى أننا سنحافظ على دولتنا ولا نقبل بتمزيقها وتفتيتها وتحولها إلى بضعة دول.
وقال أديب "إنَّ الإعلام المصري اليوم يمارس دور الرقابة والمساءلة، وعندما يأتي البرلمان الجديد سيقوم بهذه المهمة بالتأكيد، من أجل أن نعمل معًا للدولة العادلة"، موجهًا الشكر والتقدير إلى دولة الإمارات وقادتها ومؤسسها الذين يعرفون معنى الدولة، ولذلك كانوا في 30 يونيو، ورفعوا الصوت عاليًا في مختلف المحافل الدولية قائلين "إلا دولة مصر".
وأشار إلى أنَّ الإمارات والسعودية ساهمتا في الحفاظ على الدولة المصرية، فلو سقطت الدولة لتجزأت وتفتت، لافتًا إلى بعض الأمثلة من السودان وفلسطين واليمن وليبيا.
واختتم أديب "اليوم مصر قوية وهي بخير، وتختلف عن تلك الأيام التي سبقت 30 يونيو، تقدم وتطور في كل شيء"، وأشار إلى أنَّ أكثر سياح مصر اليوم هم من الإمارات، قائلًا "لن ننسى من وقف معنا، ولن ننسى من وقف ضدنا، تعيش دولة الإمارات، تحيا مصر".
أرسل تعليقك