الصورة الأيقونة في بروكسل هزَّت مشاعر العالم وجسدت معاني الرعب
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

نشر صور البعض وضعهم على أعتاب المسؤولية للدفاع عن الإنسانية

الصورة الأيقونة في بروكسل هزَّت مشاعر العالم وجسدت معاني الرعب

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الصورة الأيقونة في بروكسل هزَّت مشاعر العالم وجسدت معاني الرعب

السيدة نيدى شابهيكار أحد ضحايا هجمات بروكسل
بروكسل - سمير اليحياوي

تجلب الأحداث المروعة عادة صور تجسد معنى الرعب وهذا ما حدث في تفجيرات بروكسل, حيث نشرت جريدة الجارديان صورة لإمرأة شابة وجهها ملطخ بالدماء وقدميها عارية وملابسها الممزقة تكشف عن حمالة صدر سوداء ومعدة عارية، ولكن يصبح السؤال هل هذه الصورة مناسبة؟ أم أنها تكثف الرعب والصدمة والمعاناة؟، ويتردد نفس السؤال في إطار التصوير الصحفي الحديث, فيما يتعلق بكيفية تحقيق التوازن في الصور دون الإساءة إلى الضحايا، ويواجه مصورو الحرب نفس السؤال, وإذا ما فكرنا في صورة دون ماكولين, أحد جنود البحرية الذي أصيب بقذيفة في فيتنام أو الصورة المفجعة للفتاة الفيتنامية نيك أوت, وهى تبكى عارية هاربة من هجوم النابالم, الذي حرق جلدها وقتل إثنين من أبناء عمومتها نجد أن كل صورة منهم تجسد الرعب في الحرب، واقتحمت كل صورة الصدمة النفسية للضحية وتحولت هذه الصور إلى صور عالمية جسدت مشاد مرعبة في حد ذاتها، وبالنسبة للفتاة الفيتنامية كيم فوك ساعدت صورتها في تغيير حياتها حيث أصبحت سفيرة للسلام، وأنشأت مؤسسة كيم فوك التي تقدم المساعدة الطبية والنفسية للأطفال ضحايا الحرب، بينما ظل ماكولين جندي مجهول لكنه أصبح رمزًا.

وكشف أحد مصوري هذه الصور الأيقونية, أنها أحيانا ما تطارد صاحبها، مضيفًا, " في بعض الأحيان شعرت وكأنني أحمل قطع من أجسام أصحاب الصور معي, وليس مجرد صور، الأمر كما لو أنك تحمل معاناة الناس الذين قمت بتصويرهم".

الصورة الأيقونة في بروكسل هزَّت مشاعر العالم وجسدت معاني الرعب

وبدت مارسي بوردر العاملة في أحد البنوك, وكأنها شبح في إحدى الصور الأيقونية بملابسها الأنيقة المغطاة بالغبار بسبب حطام مركز التجارة العالمي، وأصبحت بوردر رمزًا عامًا وناطقة رسمية باسم ضحايا هجمات 11 أيلول/سبتمبر حتى وفاتها العام الماضي، وتجسد نظرة بوردر في الصورة نوع من الذهول وعدم تصديق ما يحدث، إلا أن مظهرها كان مشجع لأي مصور صحفي لتصوير مثل تلك الصورة الأيقونية أكثر من مساعدتها.

وفي عصر الهاتف الذكي يسهل علينا الوقوع في بعض الثغرات الأخلاقية إلى حد ما، ويجسد ذلك لقطات وفاة ندا أغان سلطان على يد ميليشيا إيرانية لأنها خرجت من سيارتها في طهران في حزيزان/يونيو 2009، وانتشرت صور وفاتها على نطاق واسع باستخدام كاميرات أحد الهواتف في غضون دقائق، ولكن ما هو ثمن كرامتها كإنسانة أو معاناة أقاربها للتعرض لمثل هذ اللقطات في لحظاتها الأخيرة؟، وتتواجد على الإنترنت صور مروعة لعمليات الإعدام وقطع الرؤوس التي يرتكبها المتطرفون لمن يرغبون في الحصول عليها، ولكن هل نحتاج إلى النظر إلى مثل هذه الصور لفهم مدى العرب بها؟.

وتعتقد الكاتبة سوزان سونتاغ أنه لا يجب التعرض لمثل هذه الصور المرعبة في كتابها "فيما يتعلق بآلام الأخرين"، وتقول في كتابها " هناك نوع من العار والصدمة عند النظر عن قرب في مشاهد الرعب الحقيقي، وربما يكون الأشخاص الوحيدين الذين يمكنهم النظر في هذ الصور هم من يستطيعون فعل شيء لتخفيف المعاناة أو من يتعلمون من هذه الصور، أما بقيتنا فنختلس النظر لهذه الصور في حين أنه لا يحق لنا فعل ذلك".

الصورة الأيقونة في بروكسل هزَّت مشاعر العالم وجسدت معاني الرعب

ويتردد السؤال عن أحقية النظر إلى مثل هذه الصور عندما يتعلق الأمر بالأطفال أيضا، ولعل الصورة التي لا تنس العام الماضي والأكثر إثارة للمشاعر صورة جثة الطفل آلان الكردي البالغ من العمر ثلاث سنوات والذي طفت جثته على شاطئ على حافة أوروبا، فين حين قال رئيس الكومنولث إبراهام ميرفيس عن هذ الصورة " كنا نعتقد أن الأفراد الذين يعانون يعيشون في كوكب المريخ ولكن بفضل تلك الصورة المحزنة المأساوية تحركت قلوبنا بفضل صورة ذلك الصبى وأيقننا أنه علينا الاستجابة بطريقة مناسبة".

وتتمثل حدة الأمر في صورة السيدة المصابة في هجمات بروكسل في أنه لم يكن لديها أي رأي في إستخدام صورتها، وعرف الآن, أن السيدة تدعى نيدى شابهيكار وهى مضيفة جوية في شركة طيران هندية، ولكن هل نشر صورتها يعيد لها كرامة بأثر رجعي؟ وفي مثل هذه الحالات الحرجة تتجاوز الحاجة إلى تجسيد مدى الرعب كرامة الضحايا، وبدلا من النظر بعيدا ينبغي أن نعلم أن القوة الحقيقية لمثل هذه الصورة تكمن في إثارتنا لاتخاذ رد فعل معين أو أن تجذبنا إلى ما و أبعد من المظهر السلبي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصورة الأيقونة في بروكسل هزَّت مشاعر العالم وجسدت معاني الرعب الصورة الأيقونة في بروكسل هزَّت مشاعر العالم وجسدت معاني الرعب



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia