رئيس مجلس إدارته مديره العام طلال المقدسي
، طلال المقدسي، أم أن ما تبقى من إدارات الدولة المهترئة المنغمسة في انقساماتها السياسية قد يتجاوب قبل فوات الأوان ليؤازر الجهود المبذولة لإنعاش تلفزيون "ذكريات اللبنانيين" فيواكب مستقبلهم وينهض من كبوته المزمنة واضعا حدا لشلال هدر المال العام؟
وقالت المصادر إن وراء نبأ اعتكاف المقدسي وغيابه عن مكتبه في التلفزيون اعتبارا من الأربعاء أسوأ وقع على اللبنانيين عموما وموظفي المحطة بشكل خاص، بعدما تلمسوا آمالا واسعة بإمكان إحداث النقلة النوعية المرجوة لا سيما أن رئيس مجلس الإدارة بدأ منذ تعيينه ورشة إصلاحية في مجالات تطوير الاستديوهات والمعدات وتدريب الموظفين وإخضاع المذيعات والمذيعين لدورات مكثفة تؤهلهم لمواكبة الانتقال إلى مرحلة التطور النوعي ودخول مجال منافسة المحطات الخاصة.
ومع أن المقدسي أكد أن أي مبالغ تصرف كاستثمار في التلفزيون هي واجب إلا أنه رفض الاستمرار في سياسة مزراب هدر المال العام، مدرجا إبقاء التلفزيون في وضعه الحالي من دون تطوير في سياق أوسع عمليات الهدر. إلا أن مصادر واسعة الإطلاع قالت إن المقدسي بدأ يصرف من جيبه الخاص على التلفزيون لتحديثه وتعزيز قدرات المذيعات والمذيعين وضخ دم جديد في المؤسسة.
وأوضح المقدسي أنه ماض في اعتكافه إلى حين إقدام المسؤولين المعنيين في الدولة ليس على إصدار القرار فحسب، بل على الخطوات التنفيذية المطلوبة، عازيا أسباب اعتكافه إلى عدم تجاوب الحكومة مع الحد الأدنى من الدعم المالي الواجب لإنقاذ التلفزيون بما يكفل عودته إلى احتلال الموقع المفترض أن يكون فيه واستمراره على الساحة الإعلامية في ضوء انخراط تلفزيونات العالم كلها في منظومة البث الرقمي اعتبارا من العام 2015 في حين يبقى تلفزيون لبنان على بث الـAnalogue بما يهدد ديمومته.
وكان المقدسي أرسل أكثر من كتاب إلى المسؤولين أعلمهم فيه بعدم قدرته على الاستمرار في دوره الإنقاذي إذا لم تتجاوب معه الدولة قبل 10 أيلول/سبتمبر، إلا أن إدارة التلفزيون لم تتلق أي مبلغ كانت وعدت به، على رغم التجاوب الكبير الذي أبداه وزير الإعلام وليد الداعوق وتفهمه الواسع لأحقية المطالب وسعيه الدؤوب لمؤازرة جهود المقدسي.
أرسل تعليقك