الدوحة - سناء سعداوي
تعرض الموقع الإلكتروني للبنك الأكبر في قطر إلى الإختراق من قبل قراصنة قاموا بنشر تفاصيل بيانات لمئات العملاء من بينهم العائلة الحاكمة ومسؤولين في الإستخبارات وكذلك صحفيين في قناة "الجزيرة". وذكر "بنك قطر الوطني" بأنه يجري التحقيقات بشأن واقعة " خرق البيانات المزعومة " في أعقاب تداول رواد مواقع الإنترنت ملفاً يحتوي على معلومات لحساب.
وتم تقسيم البيانات التي تأتي بمساحة 1,4 غيغابايت على تسعة مجلدات تحمل أسماء الجزيرة Al Jazeera والشرطة والأمن و الدفاع وغيرها فضلاً عن المخابرات Mukhabarat وهو الإسم باللغة العربية لجهاز الإستخبارات. كما تضمنت أيضاً مجلدا يحمل إسم آل ثاني Al Thani وهو إسم العائلة الحاكمة في قطر.
وأكد أربعة أشخاص ممن وردت أسماؤهم في البيانات المسربة صحة ما تم نشره، فيما لم تكن الملفات على شاكلة واحدة، وإنما تضمنت في كثيرٍ من الحالات تسجيلات دخول إلى حسابات مصرفية وكلمات مرور، وأسئلة وإجابات تتعلق بالتأمين، وكذلك أرقام بطاقات الهوية القطرية، وأرقام لهواتف ورسائل البريد الإلكتروني.
ووصف جوردون هيكي الذي إعتاد العمل لصالح قناة الجزيرة Al Jazeera ويعمل في الوقت الحالي من أيرلندا كموظف حر، بأن ذلك التسريب مروع ويمثل إنتهاكا كاملا للحسابات الشخصية، مؤكداً على صحة ما جاء في هذه التسريبات.
وأصدرت قناة "الجزيرة" على الإنترنت عبر قسم الأمن الخاص بها بيانـاً شددت فيه على فريق العمل بضرورة توخي الحذر، وقيام أولئك المتعاملين مع بنك قطر الوطني بتغيير كلمات المرور والإبلاغ عن أي نشاطات مريبة. مؤكدةً على أنه لم يتم المساس بالشبكات الداخلية الخاصة بها.
وذكر أحد الضحايا ويدعى أوليفر هوكستر بأنه تلقى قبل ثلاثة أسابيع رسالة مشبوهة تحتوي على تفاصيل الخدمات المصرفية الخاصة، الأمر الذي دفعه إلى تغيير كلمة المرور وتفاصيل أخرى تتعلق بالأمن منذ ذلك الوقت. ولكنه أشار إلى فقدان الثقة حالياً في بنك قطر الوطني بعد سنوات من التعامل معه، معرباً عن خوفه من إختراق حسابه والإطلاع على بياناته.
أما البنك فقد خرج ببيان أوضح فيه بأنه يجري التنسيق مع جميع الأطراف المعنية للتحقيق بشأن المسألة، مع تأكيده على عدم وجود أي تأثير مالي لعملائها أو البنك. وأضاف البيان بأن مجموعة بنك قطر الوطني تعطي أولوية قصوى لأمن البيانات ونشر أقوى التدابير الممكنة لضمان سلامة بيانات العملاء.
وتعد QNB واحدة من أكثر العلامات التجارية البارزة في قطر، حيث الدولة الصغيرة الغنية بالطاقة الواقعة قبالة الجانب الشرقي من شبه الجزيرة العربية والتي سوف تستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022. وللبنك الذي يمتلك نصف أسهمه صندوق الإستثمارات الحكومية فروعاً في 27 دولة في ثلاث قارات.
أرسل تعليقك