قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية الجديد يحمل أنباء سارة للفلسطينيين مشوبة بالحذر
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

يحدد الجرائم المتنامية في المجتمع مثل تزوير البيانات والسيطرة على الحسابات

قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية الجديد يحمل أنباء سارة للفلسطينيين مشوبة بالحذر

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية الجديد يحمل أنباء سارة للفلسطينيين مشوبة بالحذر

مكافحة الجريمة الإلكترونية
رام الله - ناصر الأسعد

حمل قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية الجديد أنباء سارة للفلسطينيين، لكنه حمل لهم أيضاً أنباء مقلقة. فمن جهة، يُعرّف القانون ويحدد الجرائم الإلكترونية المتنامية في المجتمع الفلسطيني، مثل تزوير البيانات، والسيطرة على الحسابات الإلكترونية والابتزاز وتعطيل الشبكات والحسابات والمواقع الإلكترونية وغيرها، ويضع عقوبات رادعة لها، شأنه في ذلك شأن المجتمعات الأخرى التي تنتشر فيها المعاملات الإلكترونية على نطاق واسع. ومن جهة ثانية، يفتح الباب واسعاً أمام الاعتقالات السياسية بعدما وضع تعريفات عامة لبعض الجرائم الإلكترونية، مثل الإساءة إلى الوحدة الوطنية أو تهديد السلم الاجتماعي وغيرهما.

وأجمعت منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية على رفض البنود العامة في القانون، وطالبت بتعديلها، فيما شرع عدد من الصحافيين بجمع مئات التواقيع على عريضة تطالب السلطة بإلغاء هذه المواد. وقال المدير العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان (ديوان المظالم) عمار دويك، إن اعتقال 6 صحافيين نهاية الأسبوع الماضي على أساس هذا القانون أظهر أن الهدف من المواد المشار إليها في القانون هو شرعنة الاعتقال على خلفية سياسية أو على خلفية الرأي. وأضاف: رحبنا بالقانون، وهناك ضرورة لوجوده، لكن المواد التي اتسمت بالعمومية أثارت قلقنا منذ اليوم الأول لأنها تفتح الطريق أمام اعتقال أي شخص على خلفية كتاباته على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال عصام عابدين من مؤسسة "الحق" إنه تم إقرار القانون من دون أي نقاش عام، وهذا مبعث قلق كبير... وعادة ما يبدأ تطبيق القوانين بعد 6 أشهر من نشرها في الجريدة الرسمية، لكن هذا القانون دخل حيز التطبيق منذ اليوم الأول من نشره (في الجرائد في 9 الشهر الماضي)، ما يثير المزيد من القلق.

وتعرّض الموظف برتبة مدير في وزارة الصحة عماد المصري للمحاكمة بعد 4 أيام من سريان مفعول القانون بعد أن ادعى عليه زميلان له في العمل بالتشهير بهما عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك". وحكم القاضي عليه بالسجن عامين بموجب المادة الرقم 20 من قانون الجرائم الإلكترونية. وبعدما تنازل المشتكيان عن الحق الشخصي، خفض القاضي الحكم إلى 3 أشهر يحق للمدان استبدالها بغرامة مالية قدرها 130 دولاراً. وقال المصري إن السبب الرئيس لاعتقاله هو انتقاده الدائم لسوء الإدارة والفساد ومواقف عدد من المسؤولين، معتبراً أن محاكمته وسيلة لإسكات صوته الناقد.

ودافعت النيابة العامة بشدة عن القانون، وقال مسؤول وحدة الجرائم الإلكترونية في مكتب النائب العام الأستاذ إبراهيم حمودة، إنه واحد من أكثر القوانين تطوراً في العالم، ويستند إلى المعاهدات والاتفاقات الدولية والمعايير الموضوعة من الجامعة العربية. وعن العبارات العامة لبعض الجرائم الإلكترونية، قال: لا يمكن لقانون الجرائم الإلكترونية تقديم تعريف تفصيلي لكل جريمة فهي مفصلة في القوانين الأخرى، مثل قانوني العقوبات والمطبوعات والنشر وغيرهما.

وشكّلت نقابة الصحافيين و ديوان المظالم، إحدى مؤسسات الدولة، لجنة مشتركة لاقتراح بنود بديلة لما يرد في القانون، وتقديمها إلى مكتب الرئيس محمود عباس الذي أصدر القانون بقرار رئاسي نتيجة غياب البرلمان. لكن أوساطاً قانونية تتوقع عدم تغيير القانون، مشيرة إلى أن البنود المشار إليها تعكس توجهات سلطوية متنامية لدى النظام السياسي الفلسطيني. وقال المدير العام لمؤسسة "الحق" شعوان جبارين: "يتعزز في الأراضي الفلسطينية نظام حكم فردي يقوم على تمركز السلطات في يد السلطة التنفيذية". وأضاف: "هناك صلاحيات واسعة متنامية لأجهزة الأمن في كل ما يتعلق بالشأن العام، من تمويل المنظمات الحكومية إلى تسجيل الأراضي، من دون وجود أي رقابة برلمانية". وأكد أن مؤشرات حقوق الإنسان تتراجع بصورة لافتة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية الجديد يحمل أنباء سارة للفلسطينيين مشوبة بالحذر قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية الجديد يحمل أنباء سارة للفلسطينيين مشوبة بالحذر



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 04:19 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

تشيزاري برانديلي يستقيل من تدريب "فالنسيا"

GMT 17:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

4 طرق تمكنك لربح المال من الإنترنت

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:40 2013 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

"طاقة" ستعتمد نهجًا تدريجيًا لتطوير حقل "أتروش"

GMT 08:43 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

روسيا تزود تونس بدفعة أولى من اللقاح في نهاية شهر

GMT 08:23 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديتوكس العلاقات

GMT 08:22 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

ملابس وأكسسوارات من إصدارات ربيع وصيف 2019

GMT 10:48 2021 الأحد ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجبس في ديكورات الأسقف يعكس الفخامة والكلاسيكيّة

GMT 09:12 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

أجمل الأماكن السياحية بمدينة "سيدي بو سعيد" في تونس

GMT 10:43 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

وليد العوض يعلق على تأجيل إعلان صفقة القرن

GMT 16:45 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

أتلتيكو مدريد يعلن إصابة نجميه بفيروس كورونا
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia