قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية الجديد يحمل أنباء سارة للفلسطينيين مشوبة بالحذر
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

يحدد الجرائم المتنامية في المجتمع مثل تزوير البيانات والسيطرة على الحسابات

قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية الجديد يحمل أنباء سارة للفلسطينيين مشوبة بالحذر

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية الجديد يحمل أنباء سارة للفلسطينيين مشوبة بالحذر

مكافحة الجريمة الإلكترونية
رام الله - ناصر الأسعد

حمل قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية الجديد أنباء سارة للفلسطينيين، لكنه حمل لهم أيضاً أنباء مقلقة. فمن جهة، يُعرّف القانون ويحدد الجرائم الإلكترونية المتنامية في المجتمع الفلسطيني، مثل تزوير البيانات، والسيطرة على الحسابات الإلكترونية والابتزاز وتعطيل الشبكات والحسابات والمواقع الإلكترونية وغيرها، ويضع عقوبات رادعة لها، شأنه في ذلك شأن المجتمعات الأخرى التي تنتشر فيها المعاملات الإلكترونية على نطاق واسع. ومن جهة ثانية، يفتح الباب واسعاً أمام الاعتقالات السياسية بعدما وضع تعريفات عامة لبعض الجرائم الإلكترونية، مثل الإساءة إلى الوحدة الوطنية أو تهديد السلم الاجتماعي وغيرهما.

وأجمعت منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية على رفض البنود العامة في القانون، وطالبت بتعديلها، فيما شرع عدد من الصحافيين بجمع مئات التواقيع على عريضة تطالب السلطة بإلغاء هذه المواد. وقال المدير العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان (ديوان المظالم) عمار دويك، إن اعتقال 6 صحافيين نهاية الأسبوع الماضي على أساس هذا القانون أظهر أن الهدف من المواد المشار إليها في القانون هو شرعنة الاعتقال على خلفية سياسية أو على خلفية الرأي. وأضاف: رحبنا بالقانون، وهناك ضرورة لوجوده، لكن المواد التي اتسمت بالعمومية أثارت قلقنا منذ اليوم الأول لأنها تفتح الطريق أمام اعتقال أي شخص على خلفية كتاباته على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال عصام عابدين من مؤسسة "الحق" إنه تم إقرار القانون من دون أي نقاش عام، وهذا مبعث قلق كبير... وعادة ما يبدأ تطبيق القوانين بعد 6 أشهر من نشرها في الجريدة الرسمية، لكن هذا القانون دخل حيز التطبيق منذ اليوم الأول من نشره (في الجرائد في 9 الشهر الماضي)، ما يثير المزيد من القلق.

وتعرّض الموظف برتبة مدير في وزارة الصحة عماد المصري للمحاكمة بعد 4 أيام من سريان مفعول القانون بعد أن ادعى عليه زميلان له في العمل بالتشهير بهما عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك". وحكم القاضي عليه بالسجن عامين بموجب المادة الرقم 20 من قانون الجرائم الإلكترونية. وبعدما تنازل المشتكيان عن الحق الشخصي، خفض القاضي الحكم إلى 3 أشهر يحق للمدان استبدالها بغرامة مالية قدرها 130 دولاراً. وقال المصري إن السبب الرئيس لاعتقاله هو انتقاده الدائم لسوء الإدارة والفساد ومواقف عدد من المسؤولين، معتبراً أن محاكمته وسيلة لإسكات صوته الناقد.

ودافعت النيابة العامة بشدة عن القانون، وقال مسؤول وحدة الجرائم الإلكترونية في مكتب النائب العام الأستاذ إبراهيم حمودة، إنه واحد من أكثر القوانين تطوراً في العالم، ويستند إلى المعاهدات والاتفاقات الدولية والمعايير الموضوعة من الجامعة العربية. وعن العبارات العامة لبعض الجرائم الإلكترونية، قال: لا يمكن لقانون الجرائم الإلكترونية تقديم تعريف تفصيلي لكل جريمة فهي مفصلة في القوانين الأخرى، مثل قانوني العقوبات والمطبوعات والنشر وغيرهما.

وشكّلت نقابة الصحافيين و ديوان المظالم، إحدى مؤسسات الدولة، لجنة مشتركة لاقتراح بنود بديلة لما يرد في القانون، وتقديمها إلى مكتب الرئيس محمود عباس الذي أصدر القانون بقرار رئاسي نتيجة غياب البرلمان. لكن أوساطاً قانونية تتوقع عدم تغيير القانون، مشيرة إلى أن البنود المشار إليها تعكس توجهات سلطوية متنامية لدى النظام السياسي الفلسطيني. وقال المدير العام لمؤسسة "الحق" شعوان جبارين: "يتعزز في الأراضي الفلسطينية نظام حكم فردي يقوم على تمركز السلطات في يد السلطة التنفيذية". وأضاف: "هناك صلاحيات واسعة متنامية لأجهزة الأمن في كل ما يتعلق بالشأن العام، من تمويل المنظمات الحكومية إلى تسجيل الأراضي، من دون وجود أي رقابة برلمانية". وأكد أن مؤشرات حقوق الإنسان تتراجع بصورة لافتة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية الجديد يحمل أنباء سارة للفلسطينيين مشوبة بالحذر قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية الجديد يحمل أنباء سارة للفلسطينيين مشوبة بالحذر



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"

GMT 08:32 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاقم عجز الميزانية التونسية بنسبة 28 في المائة

GMT 06:18 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

بقلم : أسامة حجاج

GMT 23:32 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

فوائد جمة لاستخدام قناع الخيار لصاحبات البشرة الدهنية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia