الإعلان التليفزيونيّ في الشاشات العربية ضائع بين إثارة الغرائز وغياب الفكرة
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

العاملون فيه يجب أن يتمتَّعوا بصفات مُعيَّنة وفكر إبداعيٍّ خاصٍّ لتنفيذه

الإعلان التليفزيونيّ في الشاشات العربية ضائع بين إثارة الغرائز وغياب الفكرة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الإعلان التليفزيونيّ في الشاشات العربية ضائع بين إثارة الغرائز وغياب الفكرة

الإعلانات العربية بالمجانية والمبالغة والبعد عن الإبداع والإثارة
بيروت - غيث حمّور

وهذا ما كرّس الإعلان التليفزيوني كفن مستقل بذاته يجب على العاملين فيه أن يتمتعوا بصفات خاصة وفكر إبداعي خاص لتنفيذه.
وفي ظل الفضاء المفتوح والأقمار الصناعية أصبح الإعلان عابراً للقارات، وأضحى المشاهد أمام كم هائل من المضامين الإعلانية التي تبث له على مدار اليوم، وتحول الإعلان إلى علم قائم بحد ذاته، ولم يقف عند هذا الحد بل امتد ليصبح مادة أساسية في قنوات فضائية خصصت تحديداً للإعلانات التليفزيونية لترويج السلع المنزلية والخدمية وغيرها.
وتختلف سوية الإعلانات التليفزيونية التي تبث على شاشات الفضائيات العربية من إعلان إلى آخر بشكل واضح، وهذا الاختلاف يكرس في الجهة المنتجة لهذا الإعلان، فمعظم الإعلانات التليفزيونية المنتجة من قبل جهات أجنبية وخاصة إعلانات الشركات الدولية كـ(كوكا كولا، بيبسي، وغيرها) والتي تحمل تفرداً واضحاً في شكلها الفني والإخراجي، وحتى على صعيد الفكرة المستخدمة وطرق توظيفها، وتنفيذها بطريقة احترافية عالية على مختلف الأصعدة، كما تستخدم معظمها نجوم التمثيل والغناء العالميين والعرب كـ(تشارليز ثيرون، هيفاء وهبي، عمرو دياب، نانسي عجرم، منى زكي، وغيرهم)، وفي المقابل نجد أن معظم الإعلانات المنتجة من قبل جهات عربية تفتقر للحس الإبداعي كما تفتقر لعنصر الإثارة والتشويق، وتحمل طابع الهواية.
ولا تبدو الإعلانات التي يقدمها التليفزيون السوري منذ أكثر من عقد من الزمن خاصةً خلال فترة المواسم (رمضان، الأعياد، وغيرها) أنها اطلعت على طرق الإعلان الحديثة والجاذبة، بما تحويه من سطحية من جهة، وغياب الفكر الاحترافي من جهة أخرى، خاصةً في إعلانات (المحارم، والعلكة، والشكولا)، فضلاً عن استخدام الإعلانات ذاتها لأكثر من عشر سنوات مما حولها إلى سلعة مستهلكة، فبعض الإعلانات السورية تعمد إلى استنساخ الإعلانات الأجنبية ولكن بطريقة مشوهة، وبعضها الآخر يقتبس لحناً لأحد الأغاني الشهيرة ويضيف إليها بعض الكلمات الساذجة.
ويعود انخفاض السوية الفنية للإعلان في سورية إلى أسباب عدة، من أهمها غياب التخصص في المجال الإعلاني من قِبل الشركات التي تقوم بإنتاجها من جهة، ولغياب ثقافة الإعلان لدى المعلن من جهة أخرى، حيث يؤدي تدخل الجهة المعلنة في شكل الإعلان في معظم الأحيان إلى تشويه الفكرة وعدم ظهورها بشكل لائق، خاصة أن هذا التدخل يكون من قبل صاحب الشركة بشكل شخصي، والذي هو بطبيعة الحال لا يملك قسماً خاصاً في شركته للإعلان، فيفرض مثلاً الموسيقا الصاخبة أو الكلمات التي يريدها من دون إقامة أية اعتبارات للتخصص.
ودفَعَ الشكل الذي ظهرت به الإعلانات التلفزيونية في السنوات الماضية الشركات المنتجة للإعلان والشركات المعلنة إلى استخدام عنصر إثارة الغرائز لجذب المشاهد ودفعه إلى عملية الشراء، من خلال استخدام الرقص المثير أو استخدام المرأة للترويج للمنتجات، ورغم أن هذا النوع من الإعلانات قد يكون لافتاً للنظر ولكنه لا يخدم المنتج إن لم يكن موظفاً، فمثلاً لو كان الإعلان يتعلق بالترويج لنوع من الأحذية أو الملابس فمن الممكن استخدام الرقص، ولكنه بالمقابل ما المبرر لاستخدام الرقص في إعلان لبراد أو غسالة.
ويتم تكامل العملية الإعلانية بالرضى من قبل الأطراف الثلاثة للعملية الإعلانية (القناة، المعلن، المتلقي)، والمتحكم الأساسي في هذه العملية هو سوية الإعلان وحجم الإثارة والإبداع الموجود فيه، خاصة أن المتلقي العربي في الوقت الجاري يتذمر بشكل كبير من الحجم الإعلاني الذي تبثه القنوات الفضائية، والسبب الرئيس لهذا التذمر هو سوية الإعلان، فلو كانت سوية الإعلان جيدة لاعتبرها المتلقي أحد وسائله لعملية الشراء، ولكنه لا يعتبرها كذلك مما يدخل في نفسه الملل والرفض لهذه الطريقة من الترويج، وهذا بطبيعة الحال ما ينعكس واضحاً على القناة التي قد ينفض عنها المشاهد، كما سينعكس أيضاً على المعلن الذي لن يصل للهدف الذي وضعه عبر لجوئه للإعلان التلفزيوني، وهنا يمكن أن يلعب الإعلان دوراً معاكساً فيجعل المستهلك نافراً من المنتج، في الوقت ذاته الذي يعتقد صاحب المنتج أنه يقوم بالترويج لمنتجه..

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلان التليفزيونيّ في الشاشات العربية ضائع بين إثارة الغرائز وغياب الفكرة الإعلان التليفزيونيّ في الشاشات العربية ضائع بين إثارة الغرائز وغياب الفكرة



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia