الإعلام السوريّ الرسميّ بشقَّيْه ينتهج سياسة إهمال مشاكل المواطن العاديِّ وهمومه
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

إعلام المعارضة يخطِّط لإيجاد هويَّته وإعلام النظام يعتمد نهج المراجعة لسياساته

الإعلام السوريّ الرسميّ بشقَّيْه ينتهج سياسة إهمال مشاكل المواطن العاديِّ وهمومه

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الإعلام السوريّ الرسميّ بشقَّيْه ينتهج سياسة إهمال مشاكل المواطن العاديِّ وهمومه

الإعلام السوريّ الرسميّ بشقَّيْه ينتهج سياسة إهمال مشاكل المواطن العاديِّ وهمومه
دمشق ـ جورج الشامي

والتكفيريين والدول الداعمة لهم، والممانعة والمقاومة"، وغيرها من القضايا التي أصبحت أساس كل التغطيات والمتابعات والبرامج. وضمن هذه الظروف تلوح في الأفق ملامح تغيير، قد تحمل الجديد في تعاطي الإعلام الرسمي السوري مع الأحداث الجارية ومع مشاكل المجتمع وتطلعاته وحاجاته، وذلك وفقًا للمعطيات الموجودة، وإن كان الحكم على ذلك مبكرًا. وقد يكون لقناة "العروبة" الفضائية التابعة للهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون التي بدأ بثها أخيرًا دور في ذلك، أو على الأقل هذا ما يأمل به المشاهد السوري، فالقناة الوليدة التي أعلن عنها بداية العام، لم تنطلق إلا قبل أيام في بثها التجريبي، وسيكون مطلع 2014 بداية انطلاقتها الفعلية في الفضاء العربي، ووفق العاملين فيها، فإن القناة تسعى لتقديم "صورة جديدة للإعلام السوري، حيث تحل مكان الفضائية السورية، وتكون صوت المواطن السوري ونصيره".
وعلى الرغم من أن هذا التوصيف هو المطلوب يبقى الأداء على أرض الواقع هو الأساس، لذلك يصعب الحكم من الآن على هذه القناة.
ولكن في الشكل العام فإن الإعلام الرسمي السوري بما فيه من قنوات (الفضائية والإخبارية وسما) في حاجة إلى إعادة نظر حقيقية، ووقفة مطوَّلة، للأداء المتواضع، ليس فقط خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ولكن لأكثر من عقد من الزمن، وما زال المواطن السوري حتى الآن يتندر بمقولة "كيف نصدق هذا الإعلام الذي يكذب حتى في النشرة الجوية".
وفي المقابل، فإن حال إعلام المعارضة ليس بأفضل من نظيره الحكومي، وإن كان هذا الإعلام وليد السنوات الثلاث الماضية، فإنه إلى الآن لم يجد هوية خاصة به، ويتخبّط بين الأيديولوجيات والأفكار والاتجاهات، وضاعت هويته التي لم تصل الى طور النشوء بعد.
وفي العام 2013 لم تكن المحاولات الفردية لهذا الإعلام "المعارض" بالكافية، وإذا كان تليفزيون "أورينت" الأفضل على مستوى التغطية وعدم الانحياز، فإن القنوات الأخرى مثل "سورية الغد" و "السوري الحر" و "دير الزور"، وغيرها من القنوات المعارضة التي تكاثرت في شكل كبير أخيراً، تاهت بين تقديم أفكارها وطروحاتها، وبين غياب التمويل ونقص القدرات الفنية والتقنية، وبالمحصلة مازالت الهوية الخاصة بهذا الإعلام مفقودة. وهنا جوهر القضية، ذلك ان امتلاك هوية خاصة للقناة التلفزيونية كما يحدث مع القنوات العربية والعالمية الكبيرة، يساهم في ترسيخ جمهور نوعي ومتابع دائم، ويعطي الفضائية دورًا إيجابيًا في نشر ثقافة ما أو فكر ما، وهو ما بدأ بعض هذه الفضائيات في الانتباه إليه، كما حدث أخيرًا مع قناة "سورية الغد" التي بدأت تبحث عن هويتها، والأمر ينطبق على قناة "سورية 18 آذار"، وقد يحمل عام 2014 الجديد على هذا المستوى، فالمشاهد السوري الذي يتابع الإعلام المعارض لم يستطع الانتماء إلى أي من هذه القنوات، بل تحول في غالبيته إلى قنوات "الجزيرة" أو "العربية" أو "بي بي سي" أو غيرها من القنوات العربية والعالمية، لمتابعة أحداث سورية السياسية والاجتماعية والثقافية وحتى الفنية، في حين ترك هذا المشاهد قنوات المعارضة تسبح وحدها من دون هوية أو فكر يقودها.
ولم تحمل القنوات الفضائية الرسمية والمعارضة «السورية" في عام مضى الجديد، ولكن قـد يحمل العــام المقبـل تحولاً إيجابيًا على المستوى الإعلامي والفــــــكري، فهل ستتحقــق التوقعات، أم أنّ الحال ستبقى، وسيبقى كل من الإعلامَيْن يسبح في فلكه الخاص، من دون أن يقترب من المشاهد ويحاكي تطلعاته وطموحاته وحاجاته؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام السوريّ الرسميّ بشقَّيْه ينتهج سياسة إهمال مشاكل المواطن العاديِّ وهمومه الإعلام السوريّ الرسميّ بشقَّيْه ينتهج سياسة إهمال مشاكل المواطن العاديِّ وهمومه



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia