دمشق - جورج الشامي
بدءاً من توزيع المنشورات قرب مقراته الأمنية في دمشق، وليس انتهاءً بالتضامن مع المعتقلين، وتنظيم المظاهرات الطيارة، وتأمين الإغاثة للمناطق المنكوبة، وشد أزر أهالي المعتقلين، والاهتمام بالنازحين واللاجئين، والقيام بعمليات رش الحيطان بشعارات الثورة، كلما مسحتها الأجهزة الأمنية".
وعن مدى فعالية هذا الأمر، بعد أن استولت العسكرة على كل شيء، تقول إحدى العاملات في الموقع، وتدعى سماهر، "على العكس يبدو الأمر اليوم أكثر أهمية، لأن وسائل الإعلام، لاسيما الغربية منها، تؤطر الانتفاضة على أنها مجرد حرب أهلية، أو صراع سُني/علوي، أو بين متشددين ونظام، لهذا يعمل موقعنا بنسخته الإنجليزية على تقديم رؤية مغايرة لهذا الأمر، عبر نقل قصص السوريين التي لم ترو، من فم أصحابها، لنؤكد لهم أن ثمة ثورة ضد الظلم، والطغيان، والاستبداد، دون أن ننفي مظاهر الصراع الأخرى، التي ظهرت بسبب تعقد المسألة السورية داخليًا وخارجيًا"، وأوضحت "نريد أن نقول أن الجوهري في الأمر هو ثورة ضد النظام المستبد، في حين تغدو كل الأشياء الأخرى ثانوية"، مشيرة إلى أنه "في الموقع نلاحظ تركيزًا على القصص الخاصة، التي لا يسلط الإعلام الضوء عليها عادة، لأن الهدف هو رواية حكاية السوريين، ومقاومتهم اليومية للاستبداد، بدءًا من مقاومة صعوبة الحياة، وليس انتهاء بمقاومة الاستبداد والسلطات البديلة، التي تعمل على وراثة الاستبداد (داعش وغيرها)، وكيفية عمل الناشطين في ضوء الأوضاع الأمنية الصعبة، بدءًا من كيفية التخطيط لمظاهرة أو فعالية، وليس انتهاء بكيفية تنفيذها واختيار المكان لها، أي نحاول أن ندخل إلى مطبخ النشاط السلمي السوري، لنعرف كيف تطبخ المؤامرة (يضحك الناشط ساخرًا من رواية النظام) ضد النظام".
ويعطي الموقع للجانب الإبداعي في الثورة السورية حيزه الخاص في بوابة "مبدعون سوريون"، والتي تسلط الضوء على النشاطات الإبداعية كافة (موسيقى، سينما، غناء، رسوم، كاريكاتير، وغيرها) وأصحابها، الذين وضعوا فنونهم في خدمة الثورة، لتبيان طبيعة المقاومة الإبداعية من جهة، ولأرشفة هذه المقاومة الإبداعية من جهة أخرى، حيث يقوم الموقع، فضلاً عن كتابة نص تعريفي عن كل مبدع، بجمع كل لوحاته أو قصائده أو أغانيه الخاصة بالانتفاضة، وكذلك الأمر بالنسبة لمجموعات العمل الثورية الفاعلة على الأرض، حيث يمكن لمتصفح الموقع أن يتعرف على كل مجموعة، بدءًا من لحظة تأسيسها، مروراً بنشاطاتها والفعاليات التي قامت بها، دون أن ينسى تسليط الضوء على آخر الأخبار التي يتفاعل معها السوريون على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث يرصد ردود فعل المثقفين والناشطين والناس العاديين بشأن كل شيء، بدءًا من موضوع الضربة الأميركية وليس انتهاء بالنقد الذي يتواجه به السوريون على ساحات "فيس بوك" على سبيل المثال لا الحصر، حيث يتم رصد الآراء السورية في تلاوينها كافة، وقساوتها أحيانًا، ليكون الموقع عينًا نقدية، إلى جانب مواجع وآهات وأحلام السوريين.
ويروي الناشط باسم الموسى، عن مدى التعاون الذي لمسه من قبل أسرة الموقع، أثناء تنظيمهم لحملة بعنوان "من فضلك"، حين دعوا خلالها للتظاهر في كل أنحاء العالم، تضامناً مع مأساة الشعب السوري .
ويقول المسؤول عن الموقع في الداخل السوري أن موقع "Syria untold" (سورية حكاية ما انحكت)، هو مقاومة عبر الإعلام، بغية نقل الحقيقة السورية، في تنوعاتها كافة، يقوم بها ناشطون وإعلاميون، يصرون على استقلاليتهم الإعلامية، وإن كانوا لا يخفون تحيزهم الواضح للثورة ضد النظام.
أرسل تعليقك