الخسائر العاطفية لأزمة اللاجئين تفاجئ وكالات الأنباء العالمية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

من خلال مواجهتهم بعض الأخطار التي يواجهها الناس

الخسائر العاطفية لأزمة اللاجئين تفاجئ وكالات الأنباء العالمية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الخسائر العاطفية لأزمة اللاجئين تفاجئ وكالات الأنباء العالمية

صبي يرتدي بطانية الطوارئ لتدفئة نفسه مع وصول لاجئين الى ليسبوس
لندن - ماريا طبراني

تؤثر التقارير المروعة من خط المواجهة في أزمة اللاجئين والتي تبث على أجهزة التلفزيون والصحف المطبوعة عاطفيا بشدة على الكثير من الناس الامنة في منازلها، ولكن المنظمات التي تغطي الازمة فوجئت أكثر بالخسائر العاطفية التي يأخذها الصحافيون على عاتقهم لمحاولة تغطية القصص.

ويصعب على الكثير من الصحافيين الذي شهدوا الكثير من الصراعات التعامل مع تغطية هذه الازمة، فصرح المحرر العام لوكالة فرانس برس فيل تشيتويند " بالنسبة حتى للقدامى، أعتقد أن الكثيرين منهم تأثر بالأزمة بشكل خاص، هناك هذا الشعور عندما يكون الصحفي يغطي هذا النوع من القصص في منطقة الحروب، وهو يواجه بعض الأخطار التي يواجهها الناس من حوله، فبالرغم من غياب الخطر عنه الا أنه يشاهد القوارب وهي تنقلب والناس وهي تغرق ويغطي قصصهم."

وعادت مراسلة بي بي سي كارولين هولي التي تغطي أخبار الشرق الأوسط من الجزيرة اليونانية ليسبوس مؤخرا حيث استشعرت قلق زملائها وتقول " عندما يذهب الصحفي الى منطقة الصراع، يستعد من خلال أخذ سترة واقية من الرصاص، ولكن عندما يذهب الى منطقة الحرب فهو يضع حواجز نفسية ايضا."

وتتطلب مناطق الحرب نوعا معينا من التفكير ونوعا معينا من التحضير ولكن على نطاق أزمة اللاجئين فان المؤسسات الصحفية مثل البي بي  سي أرسلت خليط من المراسلين المخضرمين والجدد، وأشار المحرر في الهيئة جوناثان باترسون " بسبب كبر الأزمة وخليط الناس فمن المستحيل تحديد نوع المخاطر التي يصادفها الصحفي، أو الصدمات التي سيواجهها، وبالرغم من أن الصحفيين يعرفون ما الذي سيواجههم في مناطق الحروب ولكن هذه الأزمة لم يسبق لها مثيل."

وأصبح باتريك كينفسلي أول مراسل للهجرة للغارديان، وكان يشعر بالتفاؤل بعد الفترة التي قضاها في القاهرة، ويشير " كان هناك شيء من التعويض في رحلة الأمل التي كان الناس يخوضوها." وكان يأمل في ذلك الوقت في ان دوره كمراسل سيحدث فرقا، ولكن بحلول نهاية العام كان قد سافر الى 20 بلدا ووجد نفسه يشكك في قيمة عمله، وتابع " مع مرور الوقت كنت اتعامل مرارا وتكرارا مع نفس الحالة البائسة، سواء في تغطية حطام السفن او رؤية الناس يتعرضون للضرب في المجر، كنت أرى نفس ردود الفعل الغبية من الاتحاد الاوروبي ونفس السياسيات الغير منطقية والتي ليس لها علاقة بما يحدث للناس."

وأضاف فيل " واحدا من النقاط في عملنا كمدراء وصحفيين هي ضرورة استمرارنا في تغطينا لنفس القصص، فقد رأينا العواقب ولكن علينا ان نستمر في تغطيتنا، وأن نعطي الناس الذي يغطون هذه القصص المزيد من القصص كي يغطوها، كونها جزء من تغطية أخرى، وإعطائهم راحة من هذا النوع من القصص المكثفة، ولكن يصعب علينا فعل هذا في مجال صناعتنا في هذا الوقت."

وتصعب المحرمات المحيطة بالحالة العقلية للصحافيين هذه القرارات أيضا، بالرغم من حقيقة انه ليس كل الصحفيين الذين غطوا أزمة اللاجئين شعروا بخسارة عاطفية فان القضية تبدو أكبر من أن يعترف بها البعض، وعلى الرغم من أن الصدمة تؤثر على الجميع بشكل مختلف الا انها تؤثر عليهم جميعا، ويسترسل باترسون " أعتقد أن القصص حول الأطفال مؤثرة بشكل خاص بالنسبة للكثير من الناس لان الكثير منهم اباء، ويجدون صعوبة في التعامل مع هذه القصص، ليس لأننا لا نرى الحروب والزلازل في بلادنا، ولكن عدم توقعنا رؤية الكثير من الناس يمشون مشوار طويل ويعبرون الحدود تاركين كل شيء ورائهم، من بينها أشياء مألوفة بالنسبة لنا."

وكان التضارب بين ما هو مألوف وغير مألوف تحديا من نوع خاص لصحفي فرانس بريس في أثنيا ويل فازيلوبولوس فمنذ نيسان/أبريل 2015 زار يسبوس أكثر من اثنتي عشر مرة، وكان أصعب الأشياء عليه هو الانتقال بين عالم العمل وعالم الأسرة، ويبين " من المؤكد أنه تحدي، ليس هناك أي شيء في ذلك، ولكنه لا يغير الصحفي كوالد، الكثير من زملائي تأثروا بشكل مختلف، اما بالنسبة لي فكان أكثر تأثري بسبب قصص الأطفال، واذا كان علي أن احدد أي الأمور كان أصعب في هذه الازمة فهي تصوير القتلى أو الاموات، او الذهاب في مهمة طويلة ثم العودة الى المنزل كأب أو كزوج، انا أعتقد ان هذه هي الامور الأكثر تحديا."

وأخذ ويل عائلته الى مخيم اديموني كي تفهم زوجته عمله بشكل أفضل وحاجته الى تفريغ الضغط عند العودة الى المنزل، ويدرك الصحافيون أن تغطية قصص اللاجئين لا يقارن مع عيش القصة نفسها، ويؤكد كينغسلي " مع انها مهنة صعبة إلا انه من السهل الوصول الى مخيم اللاجئين على متن الطائرة كصحافيين مقارنة باللاجئين الذين وصلوها على متن قارب للصيد." ولكن التأثير لا يزال طويل الامد خاصة مثل أول مرة رأي ويل طفل أفغاني في يسبوس فيصف " منذ ذلك الحين رأيت الكثير من الأطفال، ولكن تلك الصورة المحددة للطفل الاول الذي رأيته يتجمد من البرد لن أنساها أبدا."

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخسائر العاطفية لأزمة اللاجئين تفاجئ وكالات الأنباء العالمية الخسائر العاطفية لأزمة اللاجئين تفاجئ وكالات الأنباء العالمية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia