كابل - أعظم خان
أدان الرئيس الأفغاني أشرف غني، مقتل الصحافي والمصور ومحرر الفيديو في الإذاعة الوطنية العامة (NPR) ديفيد غيلكي والصحفي الأفغاني ذبيح الله تمنى. وقُتل الرجلان في كمين نصبه مسلحون الأحد أثناء مهمة لهما في جنوب أفغانستان، وقالت المتحدثة باسم الإذاعة إيزابيل لارا أن الصحافيين سافرا مع الجيش الأفغاني قرب مرجة في ولاية هلمند بعد ظهر الأحد عندما تعرضت القافلة لإطلاق النيران وتم ضرب سيارتهم، وكان اثنان أخران من الإذاعة الوطنية هما توم براون والمنتجة مونيكا إيفيستاتيفا مسافرين معهم لكنهم لم يصابا بأذى، ووصف الرئيس الأفغاني الهجوم بالجبان وأنه ضد كافة المبادئ والقيم الإسلامية والإنسانية وضد كل القوانين الدولية.
وأوضح الرئيس غني في بيان صادر من القصر الرئاسي أن حركة طالبان لا تميز بين الجيش والمدنيين والصحفيين، وأنهم قتلوا الصحفيين غيلكي وتمني أثناء تغطية الحرب. وقدم التعازي لأسرتي الصحفيين.
وفي وقت لاحق الإثنين سافر غني إلى هلمند لتقييم الوضع الأمني في منطقة حقل الخشخاش والتي تعطي العالم الهيروين والتي تسيطر عليها حركة "طالبان"، وقدم للسفارة الأميركية في كابول والجنرال دبليو نيكلسون قائد بعثة الولايات المتحدة والناتو في أفغانستان التعازي، وأضاف نكلسون " ديفيد وذبيح الله قضيا سنوات في أفغانستان ساعين دون كلل لتوضيح قصة الشعب الأفغاني، لدينا كل التقدير والاحترام لعملهما وغيرهما من الجهات التي تحمل المشاق والمصاعب التي تأتي من مناطق الصراع".
ووصف جون كيري وزير الخارجية الأميركية مقتل غيلكي وتمني بأنه "تذكرة قاتمة للخطر الذي لا يزال يواجهه الشعب الأفغاني وتفاني قوات الأمن الوطنية لتأمين بلادهم وشجاعة الصحفيين ومترجميهم الذين حاولوا نقل القصة المهمة للعالم"، وذكر نائب المتحدث باسم الجيش 215th في جنوب أفغانستان اللواء عبد القادر لوكالة اسوشيتدبرس أن السيارة التي استقلها غيلكي وتمني تعرضت لهجوم طالبان المستمر بالقرب من القاعدة العسكرية الرئيسية في مرجة على بعد فقط 300 أو 400 متر، وأصيبت سيارتهما الهامر بقذيفة صاروخية وكان بداخلها 5 أشخاص هما غليكي وتمني ومشغل مدفع رشاش ثقيل على سطح السيارة وجندي أفغاني والسائق، وأفاد قادر أن السائق ومشغل المدفع قٌتلوا أيضا، واستمر الهجوم حوالي 30 أو 40 دقيقة حيث تم استدعاء مروحيات الجيش لتقديم الدعم الجوي.
وتابع قادر " تم نقل الجثث إلى قاعد الجيش مباشرة بعد الهجوم ثم نقلوا بعدها بالطائرة الهليكوبتر إلى سلاح المشاة، واخذات جثة غليكي وتمني إلى "باستيون كامب" القاعدة الرئيسية للجيش في هلمند والتي كانت تحت قيادة مشاة البحرية الأميركية سابقا". وأوضح مايكل اورسكس نائب رئيس التحرير في الإذاعة الوطنية في بيان له أن غليكي غطى النزاعات والحروب في أفغانستان والعراق من هجمات 11 سبتمبر/ أيلول في واشنطن ونيويورك وساعد العامة لمشاهدة الحروب والناس المحاصرين، مضيفا " كرجل وكمصور صحفي جلب ديفيد الإنسانية في كل ما حوله، لقد سمح لنا برؤية العالم من خلال عيونه".
وذكرت لارا في رسالة إلكترونية أن تمني (37 عاما) كان صحفيا مستقلا يعمل كمترجم للإذاعة الوطنية، ولديه الكثير من سنوات الخبرة للعمل كمراسل ورجل كاميرا ومصور للمنظمات الإخبارية المحلية والدولية في أفغانستان، حيث عمل في كابول كمصور لوكالة شينخوا الصينية ومراسل لوكالة الأناضول التركية، وترك وراءه زوجة وثلاثة أطفال ولدين وبنت، ووصفته لجنة حماية الصحفين الأفغانية بأنه واحد من الصحفيين الأكثر خبرة في البلاد، وحصل على شهادة في القانون والعلوم السياسية من جامعة كابول وبجانب عمله في الصحف اليومية عمل كمستشار قانوني لاستشارات وسائل الاعلام المحلية.
وبين المراسل المخضرم فيليب ريفيز الذي وظف تمني لدى الشبكة، أنه كان زميلا رائعا، وأضاف " كان رجلا محبوبا ويضع نصب عينه القصص المهمة والعميقة عن بلده، وكان محبا لعائلته بوضوح"، بينما غطى غليكي الأخبار الوطنية والدولية لشبكة الراديو وموقعها الإلكتروني وقام بالعديد من الرحلات إلى أفغانستان والعراق، وتم تقدير عمله من خلال العديد من الجوائز ومنها جائزة جورج بولك وجائزة إيمي الوطنية، كما اختارت جمعية مصوري البيت الأبيض غليكي للقب المصور الفوتوغرافي للعام في 2011، وفي عام 2015 أصبح أول صحفي وسائط متعدد يحصل على جائزة إدوارد أر مورو لتغطيته الأخبار الدولية العاجلة والنزاعات العسكرية والكوارث الطبيعية.
وقُتل 27 صحفيا في أفغانستان منذ عام 1992 وفقا للجنة حماية الصحفيين فضلا عن غليكي وتمني، وعالميا قُتل نحو 1200 صحفيا منذ عام 1992 وفقا لموقع لجنة حماية الصحفيين، وبالإضافة إلى العراق وأفغانستان غطي غليكي الصراع بين إسرائيل وحماس في غزة والزلزال المدمر الذي هز هايتي عام 2010 وسقوط نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا والمجاعة في الصومال والحرب في روندا والبلقان، وقال غليكي عن عمله " هناك أشياء مدهشة للقيام بها وأماكن ملحمية لرؤيتها ولكن الناس هم من يجعلونها تستحق كل هذا الجهد"، وكانت أول وظيفة صحفية لغليكي لدي Boulder Daily Camera في كولورادو حيث غطى أحداثا محلية للجريدة، وقام بمهام خارجية ل Knight Ridder وفقا لشبكة الإذاعة الوطنية ثم انضم فيما بعد ل Detroit Free Press حتى بدأ العمل لدى الإذاعة الوطنية عام 2007.
أرسل تعليقك