أطلت كبيرة مستشاري الرئيس السوري بثينة شعبان عبر" سكايب" لتتحدث في مؤتمر استضافه "نادي الصحافة الوطني" في واشنطن، ونظمته مؤسسة "غافنا" بحجة أنه جهد جديد لإنشاء تحالف دولي لهزيمة تنظيمي "داعش" و"القاعدة".
واستغلت شعبان المناسبة لشن هجوم جديد على الغرب وتركيا ودول الخليج، قبل أن يصرخ أحد الحاضرين في القاعة:" أنتم تقتلون المدنيين". وساد الجلسة التي استمرت ساعتين ونصف ساعة هرجاً ومرجاً خصوصاً بعدما سألها أحدهم عن تورطها في الجريمة المتهم بها الوزير السابق ميشال سماحة، الأمر الذي اضطر المعقب الى استدعاء الأمن.
وعند شيوع خبر المؤتمر في واشنطن، علق الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي بغضب على مشاركة شعبان، قائلاً بأنها "بوق دعائي" لحكومة الأسد التي قال الرئيس الأميركي إن عليها الرحيل.
ورفض مسؤولون أميركيون القول ما اذا كانت إطلالتها تشكل خرقاً لقانون العقوبات الأميركي كون اسمها مدرجاً على اللائحة السوداء لوزارة الخزانة الأميركية.
ومع ذلك، أتت إطلالة شعبان في وقت حساس جداً مع انهيار وقف النار وتعثر محادثات السلام وتزايد الغضب حيال النظام بعد عرقلته إنزال مساعدات إنسانية للمناطق المناطق المحاصرة.
وتحدت شعبان التي ظهرت صورتها على شاشتين كبيرتين، أميركا في عقر دارها، مؤكدة أن لا معارضة معتدلة في سورية ولا جائعين في داريا ولا براميل متفجرة تلقى على المدنيين. وانتقدت الإدارة الأميركية لعدم التزامها الكافي محاربة "داعش" واتهمت وسائل الإعلام الغربية بنشرها ما سمته " معلومات كاذبة" عن سورية وحكومة الأسد. وتساءلت عن سبب رفض أميركا التعاون مع روسيا في مكافحة الإرهاب في سورية.
ورفضت اتهامات أميركية للحكومة السورية، بما فيها اتهام وزير الخارجية جون كيري بعلاقة تكافلية مالية مع داعش، قائلة: "لا شك في أن الحكومة السورية لا تشتري أبداً نفطاً من الإرهابيين".
وتجنبت مراراً أسئلة عن تقارير تفيد أن الحكومة السورية منعت وصول مواد غذائية ومساعدات أخرى إلى آلاف المدنيين اليائسين، بمن فيهم سكان داريا المحاصرة منذ 2012. ففي رأيها أن "لا أحد يموت جوعاً في داريا...داريا هي سلة الغذاء لدمشق". وذهبت إلى القول إن السوريين معتادون على أكل الخضر والفواكه الطازجة، ولا يتحملون الأطعمة المعلبة والمعكرونة التي ترسلها إليهم وكالات الإغاثة...الشعب السوري قادر على إطعام نفسه".
وسادت المؤتمر حالة هرج ومرج حين سألها صحافي عن العلاقة مع وزير الإعلام اللبناني السابق ميشال سماحة المدان بالتورط في مؤامرة لقتل زعماء سياسيين ورجال دين لبنانيين. وردت شعبان: "أتمنى أن تكون بناء... تعتقد أن كل ما تقوله يحرجني، ولكن لا شيء محرج لي".
وعندها صرخ شخص في القاعة: "أنتم تقتلون أشخاصاً أبرياء"، وسادت القاعة فوضى فيما طلب المعقب رجال الأمن، إلا أنه لم يتم اعتقال أحد.
واستضافت المؤتمر مجموعة غير ربحية تسمى "التحالف الدولي للقضاء على القاعدة وداعش" (غافتا) أسسها أحمد مكي كبة، وهو أميركي من أًصل عراقي يحاول الضغط على إدارة أوباما للتحالف مع الأسد لإلحاق الهزيمة بداعش.
واتهم منتقدون لنظام الأسد "غافتا" بتوفير منصة دعائية لمسؤولة في نظام الأسد، في انتهاك لروح العقوبات الأميركية، إن لم يكن للعقوبات نفسها.
وحمل الباحث جوزف باحوط على "غافتا" لتقويضها عملية السلام التي تتزعمها الأمم المتحدة بمنحها الناطقة باسم الأسد خطاً مباشراً مع الجمهور الاميركي. وقال لموقع "هافينغتون بوست" إنها " الشخص الذي يدافع دورياً عن النظام لطالما نفت استخدام اسلحة كيميائية وحصول مذابح".
ورفض باحوط حجة "غافتا" بأن الاستماع الى النظام السوري يندرج في إطار جهد لحل أزمة الحرب الأهلية، قائلاً "إنه الهراء التقليدي الذي يستخدم في كل مرة يريد شخص ما فتح قناة مع النظام. إذا كنتم تريدون التفاوض مع النظام ثمة قنوات مناسبة في جنيف"، في إشارة الى المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة.
أرسل تعليقك