اتهمت اللجنة الأوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب، صحيفتي "ذا صن"، و"الديلي ميل" ببث خطاب الكراهية والتمييز في بريطانيا، منتقدة استخدام "المصطلحات الهجومية، والتمييز الاستفزازي".
وذّكر التقرير أن خطاب الكراهية يعدّ مشكلة خطيرة، والذي يصدر ضد الغجر والمسافرين، فضلًا عن كتابة الصحافة لتقارير عديمة الضمير والتي تستهدف مجتمع المثليين. وأشار إلى أنه في مارس/آذار 2013، انتحر معلم في أحد المدارس بعد كتابة تقرير عنه في صحيفة "ديلي ميل".
وأكد الباحثون في التقرير في إشارة إلى وفاة لوسي ميدوز، أنه على الرغم من أنه لم يشر إلى تدخل الصحافة في حياته في جواب تركه إلى ذويه قبل وفاته، ولكن عانى مما تم وصفه في اللجنة الأوروبية لتقييم الإعلام، من "كم كبير من الوحشية والمضايقات". وأضافوا "العنصرية والعنف والتعصب وخطاب الكراهية" ارتفع في بريطانيا.
وكان مقال نشر في صحيفة "ديلي ميل"، استخدم صور المعلم ميدوز قبل وفاته تحت عنوان "أنه ليس فقط في الجسم الخطأ ... أنه في وظيفة خاطئة". وقال مايكل سينغلتون، الطبيب الشرعي المسؤول عن التحقيق في القضية في أيار/مايو 2013 أن المعلم اشتكى إلى المحققين من التحرش ومحاصرة المصورين لها في البيت والمدرسة، وانتقد "التغطية الصحافية المثيرة والعاهرة" لقصته. وخلص تقرير اللجنة الأوروبية إلى أن بعض التقارير بشأن الهجرة والإرهاب وأزمة اللاجئين تساهم في خلق جو من العداء والرفض لهم.
وشبهت الصحفية كاتي هوبكنز في عمودها في صحيفة "ذا صن" اللاجئين بـ "الصراصير"، الأمر الذي أثار ردًا عنيفًا من المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وكشف زيف إدعاء نفس الصحيفة على أن 1 من كل 5 بريطانيين مسلمين يتعاطفون مع الجهاديين. وطالبت اللجنة الأوروبية وسائل الإعلام بالالتزام بالمسؤولية في التقارير التي تنشرها، ليس فقط لتجنب استمرار التمييز والمعلومات المتحيزة، ولكن أيضا لتجنب إلحاق الأذى بأشخاص محددين أو المجموعات الضعيفة".
واعتبرت اللجنة الأوروبية أنه في ضوء حقيقة أن المسلمين أصبحوا على نحو متزايد تحت الأضواء نتيجة الأعمال الإرهابية الأخيرة المتعلقة بتنظيم "داعش" في جميع أنحاء العالم، مما يغذي التحيز ضد المسلمين، والاستهتار في تناول قضاياهم لا تهدد فقط كرامة الغالبية العظمى من المسلمين في بريطانيا، ولكن أيضا سلامتهم. ودعا تقرير اللجنة الأوروبية إلى إنشاء هيئة للرقابة على الصحافة وفقا للتوصيات الواردة في التقرير، قائلًا "الهيئتين المتنافستين المعمول بهما حاليًا غير كافيتين"، وأوصت أيضا بتقديم تدريب أخلاقي أكثر صرامة للصحافيين.
وتختبر اللجنة الأوروبية، وهي مجلس هيئة حقوق الإنسان الأول في أوروبا، كافة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشكل دوري، وأصدرت تقريرها في بريطانيا الأسبوع الماضي، وقدمت 23 توصية من أجل التغيير.
وأسمت اللجنة أيضا ديفيد كاميرون ونايجل فراج، من ضمن الساسة والمؤسسات البريطانية التي تساهم بتأجيج الكراهية ضد الأجانب في بريطانيا واستمرار النقاش محتدمًا على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتي يعرف باسم Brexit، إلى جانب أزمة اللاجئين والإرهاب.
وأظهرت إحصاءات الشرطة ارتفاع حاد في الهجمات المعادية للمسلمين، وكراهية الأجانب خلال العام الماضي، وسط تزايد التوترات في بريطانيا ومختلف أنحاء أوروبا. وكذلك الهجمات على المباني الدينية، والمهاجرين من أوروبا الشرقية والتي استهدفت منذ الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك طالب تم طعنه في الرقبة بسبب تحدثه للبولندية في تيلفورد، كما قتل رجل بولندي في هارلو.
وأضاف كريستين اولاند رئيس اللجنة الأوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب، أن ليس من قبيل المصادفة أن العنف العنصري آخذ في الارتفاع في بريطانيا في نفس الوقت مع ارتفاع خطاب الكراهية في الصحف وعلى الانترنت وحتى بين السياسيين". وتابع "يبدو أن الاستفتاء Brexit أدت إلى مزيد من الارتفاع في هذه المشاعر المعادية للأجانب، مما يجعلها اتخاذ السلطات البريطانية للخطوات الموضحة في تقريرنا أمر ذات أولوية".
وفي ردها على التقرير، قالت الحكومة إنها تكره الجريمة والكراهية ضد المسلمين، ولكنها بالوقت نفسه لن ترضخ لدعوات التصديق على بروتوكول مكافحة التمييز ضمن الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. ولم تستجب صحيفتي "ذا صن" و"ديلي ميل" لطلب اللجنة الأوروبية للتعليق على التقرير.
أرسل تعليقك