الجزائر ـ ربيعة خريس
لم يمر عام 2016 بردًا وسلامًا على الساحة الإعلامية في الجزائر، وواجه الإعلاميين الجزائريين عدد من الأزمات، هزت عرش الإعلام الجزائري، وأخذت الساحة الإعلامية نصيبها من العزاء، وفقدت عدد من الوجوه الإعلامية المخضرمة، أفنت حياتها في خدمة الرأي العام، رحلت ونقشت بصمتها في المشهد الإعلامي، وفجعت الساحة برحيلهم تباعًا.
وألقت الأزمة المالية والاقتصادية التي تمر بها الجزائر، بسبب تهاوي أسعار النفط في الأسواق العالمية، بظلالها على قطاع الإعلام الجزائري الذي يعيش أزمة مالية خانقة، وما زاد الأمور تعقيدًا غياب الإرادة الحكومية لدعم القطاع، وكذلك سياسة توزيع الإعلانات المنحازة إلى الصحف الموالية للسلطة، وتعيش معظم الصحف الصادرة في الجزائر أوضاعًا مالية غير مريحة بسبب شح الإشهار العمومي، وانعكست هذه الأوضاع سلبًا على الصحافيين بسبب تأخر دفع رواتبهم، بينما اتجه عدد من مدراء الجرائد إلى تسريح جماعي للعمال والتوقف عن الطباعة.
وخلال 2016، توقفت عشرات العناوين السحب، نظرًا لعدم تلقيها حصتها من الإشهار العمومي، وقامت أخرى بتقليص سحبها في الأيام التي تتلقى فيها الإشهار، ويتوقع متتبعون وناشطون في المجال الإعلامي، أن تشهد 2017، غلق العديد من الصحف المحلية بسبب نقص مداخيلها من الإعلان، وغادرت عدد من الوجوه، الساحة الإعلامية، في صمت تاركة ورائها إرثًا إعلاميًا ثقيلًا.
وفي 23 نوفمبر\تشرين الثاني الماضي، توفي الإعلامي المخضرم، بشير حمادي، عن عمر ناهز الـ65 عامًا، إثر أزمة قلبية أصابته، وعمل في عدد من الجرائد منها يوميتا الشعب والمساء، قبل أن يشارك في تأسيس العديد من الصحف آخرها يومية الحقائق التي كان مديرًا لها، وصنع بشير حمادي، لنفسه مكانًا هامًا، بسبب ثقافته الواسعة وإتقانه للغتين العربية والفرنسية، وكون المئات من الإعلاميين والإعلاميات الجزائريات.
وبتاريخ 27 سبتمبر\أيلول 2016، فقدت الساحة الإعلامية المدير الأسبق لوكالة الأنباء الجزائرية العيد بسي، الذي وفاته المنية عن عمر ناهز 72 عامًا، والتحق بوكالة الأنباء الجزائرية وعمره لم يتجاوز 17 عامًا، حيث كان يعمل ويواصل دراسته الجامعية في آن واحد.
شغل منصب مديرًا للوكالة مرتين في بداية التسعينات بعد أن شغل منصب مدير إعلام وقبلها رئيس تحرير عدة أقسام في الوكالة بالإضافة إلى مدير مكتب الوكالة بالكويت ومدير مصلحة الإعلام في المجلس الشعبي الوطني، ولم يتوقف الفقيد عن الممارسة الصحافية وشغل منصب مدير عام ومسؤول النشر يومية الأحداث التي كان له عمود يومي بها.
وفي 28 أكتوبر\تشرين الأول الماضي، توفي، مدير ومؤسس وكالة نيو برس، وهاب هابت، عن عمر يناهز 55 عامًا، بعد تعرضه لأزمة قلبية، ويعتبر وهاب هابت من أفضل الإعلاميين الجزائريين، اشتغل في عدة جرائد محلية.
أرسل تعليقك