صرخات من سورية أبرز الأفلام التي صوّرت من أخطر مكان على الأرض
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

ضمن الأعمال المميّزة التي عُرضت في مهرجان "صندانس" الشهر الماضي

"صرخات من سورية" أبرز الأفلام التي صوّرت من أخطر مكان على الأرض

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "صرخات من سورية" أبرز الأفلام التي صوّرت من أخطر مكان على الأرض

المتطوع السوري خالد خطاب يعمل في التصوير في حلب
دمشق -نورا خوام

أظهرت الحرب السورية مستوى جديدًا من تغطية الصراعات، حيث سمحت الهواتف الذكية بتهريب صور الموت والدمار في البلاد، كما نشر تنظيم "داعش" مقاطع فيديو وصور لقطع الرؤوس ما أتاح إلى خصومه الاستفادة من نشر تلك الصور لجذب الاهتمام العالمي لقضية البلاد التي دمرتها الحرب، وتعد القصص الإخبارية بمثابة تاريخ موجز معاصر للموت والدمار أما الأفلام الوثائقية التي تتطلب المزيد من المشاركة فتجعل المشاهد يفهم لماذا يتقاتل الناس، وتحدد طبيعة الحرب، وهو ما يقدم نظرة ثاقبة في ظل فوضى القتال ويجسّد معاناة الضحايا.

وعُرضت 3 أفلام وثائقية الشهر الماضي في مهرجان "صندانس" حول سورية حيث تباينت المواقف تجاهها ووصل بعضها إلى حد العداء، ولكن في تجسيد الحرب نكون ما بين الذوق السليم والواقع ويجب أن نقف بجانب الواقع، وأفضل الأفلام الوثائقية هي التي تخبرنا ما يجب أن نعرفه ولماذا يجب أن نعرفه، ويُعرض الفيلم الوثائقي "صرخات من سورية" على "HBO" وهو من أعمال "إفغيني أفينفيسكي" والذي قدم أسوأ الصور الصادمة من سورية، بينما قدم ماثيو هينمان نهجًا أكثر دقة في الفيلم الوثائقي الذي جسّد حياة المواطنين الصحافيين من جماعة "الرقة تذبح في صمت" والذين خاطروا بحياتهم لنشر صور مدينتهم المنكوبة من قبل "داعش".

وحاول فيلم "Orlando von Einsiedel" الذي استغرق 40 دقيقة ونُشر على "نيتفليكس" العام الماضي تجسيد جهود مجموعة من رجال الإنقاذ المتطوعين محاولين إنقاذ الأرواح عقب الغارات الجوية الروسية والسورية، وتم ترشيح الفيلم إلى الأوسكار عن فئة الأفلام القصيرة، وفاز فيلم "آخر الرجال في حلب" للمخرج المولود في سورية والمقيم في كوبنهاغن فراس فياض والذي ظهر في مهرجان "صندانس" بجائزة لجنة التحكيم كفيلم وثائقي عالمي، وركز الفيلم على 4 رجال محاصرين في حلب فيما نجح رجال الإنقاذ  من قوات الدفاع المدني في سحب الجثث من الحطام، وضم العمل العديد من المشاهد المروّعة التي عُرضت بشكل رائع من خلال المخرج الدنماركي المساعد ستيفن يوهانسن، الذي أصيب بعيار ناري أثناء التصوير.

صرخات من سورية أبرز الأفلام التي صوّرت من أخطر مكان على الأرض

وأكّد فراس فياض أنه "درست الفن وصناعة السنيما في باريس وبعد 3 سنوات من العمل في الدراما التليفزيونية كرهت التواصل مع الحياة الوهمية واردت القيام بشيء يتصل بالواقع مع أناس حقيقيين، وبدأت البحث عن قصص وتنفيذ أفلام وثائقية ولكن كان الأمر صعب في بلد ديكتاتورية، فكان لزاما عليك أن تخبر قصتك بشكل أكثر رمزية، وجاءت مرحلة الثورة عام 2011 وبدأ الصحافيون المواطنون باستخدام هواتهم النقالة لتوثيق كل شيء ورواية القصص بطريقة بسيطة ومباشرة، في ذلك الوقت تم اعتقالي وأجبرت على مغادرة سورية إلى الأردن ثم تركيا حيث بدأت العمل على الفيلم الوثائقي عن ذوي الخوذات البيضاء، وبدأت الفكرة عام 2013 وقمنا بالتصوير في 2014 و2015، ولكن في التحرير قرّرنا بدء الفيلم منذ دخول روسيا إلى سورية عام 2015، ومن هذه النقطة تطوّرت الأحداث وكانت القصص قريبة من الواقع البشري، كان العمل في حلب يفوق المستحيل، يوميا كان هناك 15 أو 20 انفجارًا، ولا تعرف كيف ستتعامل مع ذلك، ولكن كان لدينا هدف لتصوير القصة وإخراجها للنور، وحتى إن قُتلنا كان يجب إخراج هذه القصة، أحيانا الغضب هو ما يجعلك تستمر، وكان من أهم التحديات التي واجهتنا كيفية الحفاظ على الأمل والتفاؤل في ظل اقتراب الموت منا، خسرنا العديد من الأصدقاء، وكان صنع الفيلم دراما في حد ذاته، وكاد بعض السينمائيين مثل فادي الحلبي وطاهر محمد وحسن قطان أن يفقدوا حياتهم، لكنهم كانوا يعلمون قوة هذه القصة وما يمكن أن تنقله عن الصراع في بلدنا، وقدم العديد من المخرجين غير السوريين أفلامًا عن سورية، ولكن باعتباري سوري يمكنني معرفة ما هو حقيقي وما هو مجرد تمثيل أمام الكاميرا، وأساءت بعض الأفلام فهم ذلك، ولكن هناك بعض الأفلام الجيدة التي صنعها موهوبون بحثوا عن التفاصيل الصغيرة ما كشف عن تفهمهم لنا كبشر، وكان واحد من الآمال الكبيرة لدينا التواصل مع الجمهور لمعرفة القصص وراء صناعة الفيلم، ولكن قرار ترامب بحظر السفر أوقف ذلك، ورسالتي إلى ترامب أن الحظر لن يساعد لكنه سيخلق المزيد من الكراهية والانقسام والانفصال، وفي المهرجانات التقيا لعديد من الناس الذين شاهدوا الفيلم وأرادوا التعرف علي من أجل المساعدة، من العار أن حظر السفر سيمنع هذا النوع من الاتصال البشري بين بلدي وأميركا".

صرخات من سورية أبرز الأفلام التي صوّرت من أخطر مكان على الأرض

وقدّم المخرج ماثيو هينمان فيلم "مدينة الأشباح" الذي اشترته أمازون بعد عرضه في مهرجان "صندانس" ويركز الفيلم على قصة مجموعة الصحافيين المواطنين الذين خاطروا بحياتهم لكشف عن حقيقة الوضع في سورية تحت حكم "داعش"، وأوضح هينمان أن "الفيلم يدور حول مجموعة من الأصدقاء الذين اجتمعوا بعد اجتياح" داعش" للبلاد وقرروا فضح ما يحدث وقتل بعضهم أثناء العمل، لقد قضيت نحو عام أتابعهم وخرج بعضهم من سورية إلى تركيا وإلى أوروبا، وكنت أتواصل معهم ذهابا وإيابا للحصول على صور مذهلة عن الرقة، ولم أكن لدي فكرة عن كيفية تجسيد القصة، ولكن ما بدأ كفيلم عن حرب المعلومات مع "داعش" تحوّل في النهاية إلى قصة مهاجر حاول الحفاظ على هويته بعيدا عن وطنه وعن الآثار التراكمية للصدمة فضلا عن مفاجآت أخرى مثل ارتفاع القومية في أوروبا، واستخدمت "داعش" الدعاية لنشر الخوف في جميع أنحاء العالم، وكنت أعلم أن قيم الإنتاج لدى مقاطع فيديو "داعش" حاول جعل الأفلام تبدو وكأنها أفلام أكشن أو ألعاب فيديو، إنهم مجردون من الإنسانية بطبيعتهم لذلك كان مهم بالنسبة لي جعلهم بشر والتركيز على كونهم أشخاص حقيقيين وأن هذا دم حقيقي، فحرصنا على إظهار ما يحدث من وحشية وتكريم الأشخاص الذين خاطروا بحياتهم لإخراج هذه القصص، وكل شخص في جماعة "الرقة تذبح في صمت" كان لديه دوافع مختلفة حيث سعى بعضهم للتأكد من أن أصدقائه لم يموتوا عبثا، بالإضافة إلى حب الوطن والناس ورغبة في أن تكون بلادهم يوما ما ديمقراطية سالمة للعودة إليها مرة أخرى، وكان رد الفعل في مهرجان صندانس غير عادي، وكان هناك حفاوة بالغة بالرجال المشاركين، وكان أخر تصوير صباح يوم الإعلان عن حظر المسلمين، وكان الأمر صادم، فالعديد ممن شاركوا في فيلمي هم حلفاء في الحرب ضد الإرهاب، وخاطروا بحياتهم وفقدوا أصدقائهم وأفراد عائلتهم، وقرار منعهم من دخول أميركا صدمة رهيبة فضلا عن آلاف اللاجئين الذين يهربون من الموت والاضطهاد، وفي ظل تعرض الصحف إلى تخفيض نفقاتها يمكن للأفلام الوثائقية ملء هذه الفجوة، حيث تتيح الأفلام الوثائقية التعايش مع الشخصيات، لم أصنع الفيلم لدفع أجندة بعينها لكني أردت التركيز على الجانب الإنساني للأشخاص الذين اضطروا إلى الهرب من سورية، ولذلك أنا متحمس لنشر هذه التجربة أمام العالم".

ونجح المخرج البريطاني أورلاندو فون إنسيدل في فيلمه "الخوذات البيضاء" تجسيد مجموعة من رجال الإنقاذ السوريين المتطوعين، والذين نجحوا في إنقاذ أكثر من 60 ألف مواطن منذ بدء الصراع، ورشح العمل إلى جائزة أفضل فيلم قصير ومدته 40 دقيقة، ويستخدمه النجم جورج كلوني كمصدر لفيلم روائي طويل عن ذوي الخوذات البيضاء، ويقول أورلاندو إن "فكرة الفيلم جاءتني عندما عرض بعض الأصدقاء علي والمنتجة جوانا ناتسيغارا فيديو لطفل حديث الولادة في سورية يتم إنقاذه من انهيار مبنى من 3 طوابق بعد انفجار قنبلة، ويظهر هذا المقطع في نهاية فيلمنا ، ولكن ما أدهشنا بالفعل رجال الإنقاذ المدنيين الذين تكاتفوا معا لإنقاذ حياة الغرباء، وبعدها قررنا صنع فيلم مع هذه المجموعة من شرق حلب والذين تولّوا مسؤولية إنقاذ الطفل، وكان من الانتحار ذهابنا إلى سورية بأنفسنا ولذلك تعاونا مع ذوي الخوذات البيضاء، وبدأ التصوير العام الماضي ووجدنا أنفسنا في بلدة حدودية في تركيا حيث تواجد 30 متطوعًا يتلقّون تدريبات يومية، ويعودون يوميا إلى هواتفهم بعد التدريب ويتواصلون مع العائلات بشكل مكثف ما جعلهم يمرون بأسوأ التجارب في حياتهم، ونشأت بيننا صداقة حقيقية".

وأردف أورلاندو أنه "بالنسبة للقطات من داخل سورية عملنا مع رجل إنقاذ عمره 17 عاما يدعى خالد الخطيب الذي كان يصور الحرب ويضع الفيديوهات عبر الإنترنت ويعطي صوره إلى الجميع بداية من نيويورك تايمز حتى الغارديان، وانضم إليها في تركيا وساعدناه في تحسين تقنيات التصوير الوثائقي الخاصة به، وعندما عاد الجميع إلى سورية استمر في التصوير وتبادل اللقطات معنا، وحصلنا على المزيد من ردود الفعل الإيجابية على تويتر مثل: نتمنى أن يشاهد ترامب الفيلم وأن يكون هناك فهم لسبب فرار اللاجئين من بلادهم، ولكن كانت أقوى استجابة في مهرجان تورنتو للأفلام من خلال اثنين من المراهقين  في كندا حيث بدأوا في مناقشة الفيلم والكيفية التي جعلهم يرون بها السوريين وأنهم يهتمون بنفس الأشياء التي تهتم بها الأسرة الكندية، من أكثر اللحظات توترًا في حياتي المهنية أثناء العمل في هذا الفيلم خوفي يوميا من تلقي خبر وفاة أو إصابة أحد الرجال أو ما هو أسوأ، ما يحدث في سورية مأساوي للغاية، فمن السهل أن تفقد الثقة في الإنسانية ولكن فيلم الخوذات البيضاء جعلني أتذكر أن البشر يمكن أن يكونوا عظماء بشكل لا يصدق وهذا ما جعلني أشعر بالأمل في المستقبل".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صرخات من سورية أبرز الأفلام التي صوّرت من أخطر مكان على الأرض صرخات من سورية أبرز الأفلام التي صوّرت من أخطر مكان على الأرض



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 04:19 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

تشيزاري برانديلي يستقيل من تدريب "فالنسيا"

GMT 17:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

4 طرق تمكنك لربح المال من الإنترنت

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:40 2013 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

"طاقة" ستعتمد نهجًا تدريجيًا لتطوير حقل "أتروش"

GMT 08:43 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

روسيا تزود تونس بدفعة أولى من اللقاح في نهاية شهر

GMT 08:23 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديتوكس العلاقات

GMT 08:22 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

ملابس وأكسسوارات من إصدارات ربيع وصيف 2019

GMT 10:48 2021 الأحد ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجبس في ديكورات الأسقف يعكس الفخامة والكلاسيكيّة

GMT 09:12 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

أجمل الأماكن السياحية بمدينة "سيدي بو سعيد" في تونس

GMT 10:43 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

وليد العوض يعلق على تأجيل إعلان صفقة القرن

GMT 16:45 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

أتلتيكو مدريد يعلن إصابة نجميه بفيروس كورونا
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia