تدخل خطة عملاق التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، التي لاحقتها الإشاعات حيز التنفيذ الأربعاء، عقب أشهر من المفاوضات الحساسة مع مختلف وسائل الإعلام ووكالات الأنباء، للتوصل إلى اتفاق لنشر مقالات هذه الجهات بشكل مباشر، حيث تتطلع إلى الوصول إلى جمهوره الضخم؛ في الوقت الذي تخشى فيه قوته المتنامية.ووافقت تسعة من مختلف وسائل الإعلام البريطانية والأميركية، بما في ذلك "بي سي نيوز" وصحيفة "نيويورك تايمز" على الاتفاق بالرغم من مخاوفها من أن تقوض مشاركتهم أعمالهم الخاصة في نهاية المطاف.
وسيبدأ البرنامج الجديد بعدد قليل من المقالات، التي ستنمو بسرعة وفقًا للتوقعات، وسيتاح لمستخدمين الـ"آي فون" رؤية مقاطع الفيديو الخاصة بالأنباء والصور المرفقة بإحداثيات الخريطة، فضلًا عن إتاحة التحميل الفوري للمقالات بطريقة أسرع 10 مرات، من قراءة المقالات من خلال إتباع الرابط على "فيسبوك" إلى موقع آخر.
وربما كسر "فيسبوك" كل الحدود الطبيعية، لكسب ود ناشري الأخبار المشاركين في المشروع، من خلال بعض التفاصيل التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" وصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركيتين.
ويمكن للناشرين إما بيع أو تضمين الإعلانات ضمن المقالات، والاحتفاظ بكل الإيرادات، أو السماح لـ"فيسبوك" ببيع الإعلانات، التي سيحصل على 30 % فقط من العائدات، كما سيتيح أيضًا "فيسبوك" لشركات الأخبار إمكانية جمع البيانات عن قراء المقالات، بالطرق نفسها التي يستخدمونها لتتبع زوار المواقع الخاصة بهم.
وتشكل مبادرة "فيسبوك" الجديدة بالنسبة إلى ناشري الأخبار، الخطوة الأحدث في سلسلة نشاطات موقع التواصل الاجتماعي لتعزيز وجوده وانتشاره، وتحقيق التوازن المناسب لانتشار مواقع الأخبار الأخرى.
وتتمتع الشبكة الاجتماعية بأكثر من 1.4 مليار مستخدم نشط في جميع أنحاء العالم، كما يستحوذ أيضًا على اهتمام مستخدمي الهواتف الحديثة، ويضخ الكثير من الزيارات لمواقع الأخبار المختلفة، أكثر من أي خدمة أخرى.
وصرَّح المدير التنفيذي السابق في شبكة "NBC" الإخبارية وصحيفة "نيويورك تايمز" وموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، فيفيان شيلر، الذي يقدم المشورة الآن لشركات الإعلام والعلامات التجارية: "ليس أمام الناشرين سوى خيارات قليلة للتعاون مع الفيسبوك، ولكننا لا يمكن تجاهل جمهوره الضخم".
ويهدد دور "فيسبوك" كموزع قوي للأخبار، الكثير من وسائل الإعلام ووكالات الأنباء بعدم الاستقرار، خصوصًا بعد أن يتحول إلى مقصد رئيسي للقراء، أفضل من مواقعهم الخاصة التي ينتجونها، ما قد يتسبب في عزوف القراء والإعلانات عن هذه المواقع.
وأوضح رئيس تحرير مجلة "الأطلسي"، جيمس بينيت، وهي أحد الناشرين الأوائل المشاركين في المشروع ، أنَّ نشر المقالات الفورية عبر "فيسبوك" يعني فقدان السيطرة على وسائل التوزيع، وأضاف: "لكننا من ناحية أخرى نسعى إلى نشر أكبر كم من المقالات لأكبر عدد ممكن من الناس في الوقت نفسه، حتى نتمكن من جمهور متواصل ومخلص ومتحمس لقراءة مقالاتنا".
ويتمتع "فيسبوك" بتاريخ طويل من تغيير إجراءاته وقوانينه الخاصة لتحديد ما يراه الناس على صفحاتهم الخاصة، فعلى سبيل المثال خسرت شركة الألعاب المحمولة "زينغا"، التي تبني أعمالها على "فيسبوك" الكثير من زوارها، عندما تغيرت قواعد اللعبة، ليصبح نشاط المستخدم على اللعبة أقل وضوحا للأصدقاء.
وفي العام الماضي، قرَّر "فيسبوك" الحد من أهمية مقاطع الفيديو ذات المحتويات الفيروسية، وتعزيز المحتوى الإخباري ذات الجودة العالية، وقبل شهر، غيَّر مساره مرة أخرى لتسليط الضوء على المشاركات الشخصية من قبل أهل وأصدقاء المستخدمين.
وكان مدير الإنتاج لشركة "فيسبوك"، كريس كوكس، قد اعتذر عن قوانين الشبكة الاجتماعية التي تغيرت، وقال في لقاء في مقر الشركة في وادي السليكون إنَّ مهمة "فيسبوك" تتمثل في إعطاء مستخدميه أكثر الإمكانات التي يريدونها.
أرسل تعليقك