خطاب الصراع والإقصاء في الإعلام العربيّ يُنذر بهدم المجتمع
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

تحذيرات من تعزيز ثقافة الكراهية الطائفيّة بعد ثورات "الربيع"

خطاب الصراع والإقصاء في الإعلام العربيّ يُنذر بهدم المجتمع

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - خطاب الصراع والإقصاء في الإعلام العربيّ يُنذر بهدم المجتمع

خطاب الصراع والإقصاء في الإعلام العربي ينذر بهدم المجتمع
عمان ـ إيمان أبو قاعود

أكّد محللون، أن ارتفاع مستوى خطاب الكراهية في وسائل الإعلام العربيّة، خلال السنوات الأخيرة، وتحديدًا بعد ثورات "الربيع العربيّ"، بمثابة ناقوس خطر يدقّ ويُدلّل على وجود انقسام واستقطاب، قد ينتج عنه هدم في المجتمع العربيّ ما لم يتم معالجته بشكل فوريّ.
واعتبر الكاتب والمحلل السياسيّ وليد حسني، أن خطاب الكراهية في الإعلام الأردنيّ بعد "الربيع العربيّ" أصبح منتشرًا، لا سيما في وسائل الإعلام الإلكترونيّة، وبشكل أكثر وضوحًا في وسائل التواصل الاجتماعيّ، وأن المجتمع الأردنيّ لا يستطيع نكران وجود خطاب الكراهية، لأنه بدأ يظهر بوضوح بعد أحداث 30 حزيران/يونيو 2013، وتفاقم الأزمة السوريّة وتحوّلها إلى صراعات وثورة كبيرة"، مشيرًا إلى أن "خطاب الكراهية يتجلى بشكله السياسيّ والدينيّ الطائفيّ، ويجب أن تتوافر الجرأة الكافية لتصدير خطاب الكراهية".
ورأى رئيس مركز "الأهرام" في مصر الدكتور وحيد عبدالمجيد، أن "الرببع العربيّ" خلق حالة عداء وصراع منذ القدم، لم تظهر في وقت مبكر من تاريخ الإعلام الذي بدأ مطبوعًا، وعزّزه ظهور الإعلام الإلكترونيّ، وأن خطاب الكراهية يقوم على قاعدة إنكار وجود الآخر وإنسانيته، ويؤسّس إلى احتكار الوطنية والقومية واتهام الطرف الآخر بالخيانة والعمالة، وأن هذا الخطاب لا يرتبط فقط بمناخ الاستقطاب، حيث كانت هناك سلطات حاكمة تبث خطاب الكراهية ضد من يُعارضها، أما الآن اختلفت طبيعة الإعلام، وخصوصًا بعد انتقال الإعلام إلى عالم الفضاء الإلكترونيّ.
وشدّد عبدالمجيد، على أن خطورة خطاب الكراهية تكمن في أثره على المجتمع، فهو يُدمّر المجتمعات أينما كان، ويعمل على  تفكيك الديمقراطية لأنه يقوم على فكرة بسيطة إلى حدّ السذاجة، وهو أحادي لا يقبل التعدّد والتنوّع.
وعن الوضع في الساحة التونسيّة، أشار عضو المكتب السياسيّ لحركة "النهضة" محمد الغربيإن، إلى أن الاستقطاب يتم بين مشورعين للمجتمع التونسيّ، وكل يريد تنفيذ مشروعه، مؤكّدًا أن هناك درجة كبيرة من انعدام الثقة بين الشعوب، وبالتالي الأطراف تسعى إلى تخوين بعضها البعضا تصل إلى حدّ الرغبة في استئصال الآخر من المشهد.
وأفادت المسؤولة الإعلاميّة في الأمم المتحدة جيسي شاهين، أن خطاب الكراهية ليس محصورًا في منطقة جغرافيّة أو شعوب معينة، فالخطاب موجود حتى في الدول الديمقراطيّة كما هو موجود في الدول الديكتاتوريّة وغيرها، وأن بعض البلدان تشمل جرائم التحريض على الأمور الدينيّة في خطاب الكراهية، وبعض البلدان تجرّم التحريض على المسائل العنصريّة أو العرقيّة ويختلف التجريم من بلد لآخر، وأن هناك دولاً تُحرّض على خطاب الكراهية استنادًا على أسس أخرى خارجة عن القوانين الدوليّة، مضيفة "هناك فروق بين أحكام القانون المدنيّ والجنائيّ في ما يخص خطاب الكراهية، ففي بلدان يعتبر جريمة يُعاقب عليه، وفي بعض الدول الأخرى يكون مرتبطًا بقوانين جنائيّة أو مدنيّة معًا أو منفردًا".
وكشف الكاتب والمحلل السياسيّ محمد أبو رمان، أن التمييز بين خطاب الكراهية والخطاب المتطرّف أصبح أكثر صعوبة، لأن الخطاب الدينيّ هو إعلام لكن لا توجد مؤسّسة إعلاميّة تستند عليها بالضرورة، لذلك فإن حالة التزاوج اليوم هي أخطر شيء (بين الكراهية والمتطرف).
ولا يربط أبو رمان بين خطاب الكراهية وهامش الحرية، وذلك لأن الحرية مرتبطة بالمهنية والاستقلالية، أما الكراهية فهي مناقضه لذلك، موضحًا أن هناك رافدين أساسيّين في خطاب الكراهية، الأول السُلطة والمال، أما الرافد الثاني فيعكس انهيار المجتمع والسلطة الأخلاقيّة في المجتمعات العربيّة.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطاب الصراع والإقصاء في الإعلام العربيّ يُنذر بهدم المجتمع خطاب الصراع والإقصاء في الإعلام العربيّ يُنذر بهدم المجتمع



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia