اهتمت الصحف السعودية بالعديد من القضايا والملفات الراهنة في الشأن المحلي والعربي والإقليمي والدولي.
وتحدثت صحيفة "عكاظ" تحت عنوان "بربرية ووحشية داعشية .. كفى" عن أن بربرية تنظيم داعش بلغت ذروتها بإحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حتى الموت في مشهد وحشي بشع غير إنساني لا يمت للدين الإسلامي بأي صلة، لأن الدين الإسلامي هو دين السماحة واليسر ويرفض الإرهاب والتشدد.
وكما رفض المجتمع العربي والإسلامي والعالمي هذه البربرية وحدث اصطفاف كامل حيال هذا العمل، مؤكدة ضرورة أن يعيد التحالف الدولي المشكل لمكافحة الإرهاب النظر في استراتيجية ضرب "داعش" في سورية والعراق.
وأوضحت الصحيفة أن الضربات الجوية التي تشنها قوات التحالف الدولي ضد "داعش" لم تحقق الأهداف المرجوة منها حتى الآن، فالتنظيم لا يزال قادرًا على ممارسة القتل والحرق والتحرك بحرية في المدن التي يسيطر عليها.
وبدا أن الحرب الجوية ضده حققت بعض أهدافها إلا أنها لم تؤثر كثيرًا في قدرات وإمكانات التنظيم الذي لا يزال يعيث في الأرض فسادًا وطغيانًا.
وتابعت عكاظ: لعل هذا الأمر هو ما دفع رئيس أركان الدفاع السابق والجنرال في القوات المسلحة البريطانية ديفد ريتشاردز إلى القول: "إن هذه ليست عملية مكافحة إرهاب، هذه حرب تقليدية ضد عدو يمتلك مدرعات ودبابات ومدفعية، وهو غني ويسيطر على أراض وينوي الدفاع عنها، ولذلك يجب علينا النظر لهذه الحرب على أنها حملة عسكرية تقليدية"..
و"تحت عنوان داعش.. بين التوحش وبث ثقافة الكراهية"، بينت صحيفة "اليوم"، أن الجميع يعرف أن هذا التنظيم الذي لفظه العالم كله، ولفظته الفطرة الإنسانية، وإن كان يجد من يتعاون معه أو يستخدمه ويوظفه لأغراضه ومصالحه، أراد من هذه الأساليب الهمجية، وبصورة بلغت ذروة الوحشية أن يزرع الخوف في قلوب خصومه، وأن يعوّض فاقد القوة، وفاقد الشرعية عنده ببث الرعب منه ومن منهجه، إمعانًا في طلب الإذعان له ولسيادته على المواقع التي تسلل إليها.
وأشارت إلى أن السعودية التي طالما حذرت من تفشي التطرف، ودعت العالم للوقوف صفًا واحدًا في مواجهته، وأعلت فتح صندوق أممي لهذه الغاية كانت هي أول المتبرعين له، ونبهت إلى تغوله في كل المجتمعات، وتبديل جلده بشكل حربائي.
وظلت المملكة السعودية ولا تزال ومن واقع التجربة تحث كل القوى الدولية على تجاوز كل الخلافات والتوجهات السياسية، والتصدي لهذه التنظيمات الخارجة عن الإنسانية قبل الأديان وقطع دابرها، ولتؤكد للجميع أنه لن يكون هنالك أحد بمنأى عن مخاطره وشروره، لأنها تعي أن الطريق المظلم الذي سلكه سيؤدي حتمًا إلى هذا المستنقع الآسن الذي يسوّق الحقد والكراهية لكل ما هو إسلامي.
وفي نفس الملف، جاء رأي صحيفة "المدينة" بعنوان "الإرهاب فصيل واحد" مبينة أن الذرائع التي استند عليها تنظيم "داعش" في إحراق الطيار الأردني الشهيد الكساسبة لا تستقيم بميزان الشرع ولا تسندها قواعد إسلامنا السمح ولا يمكن تسويقها من قبل التكفيريين والإرهابيين لبشاعتها.
وأوضحت الصحيفة لقد سدر الدواعش في غيهم وإفكهم وضلالهم وظنوا أن تشددهم سوف يخيف الآخرين ويكسر إرادة المسلمين والعالم في التصدي لهم ودحرهم ولكن خابت ظنونهم فها هي البشمركة الكردية تشتت فلولهم في ضواحي "كوباني".
وتقصفهم طائرات التحالف الدولي في جحورهم وتقضي عليهم في الأنبار فيما أصلاهم الطيران الحربي الأردني بصواريخه في الرقة ثأرًا للكساسبة، وفروا مذعورين يلاحقهم الذل والعار.
وأبرزت: وقناعتنا تقول: إن الإرهاب فصيل وشكل واحد بسوء هويته، وهو في منتهاه يسيء إلى إسلامنا السمح الذي يمنع السحل والحرق والاغتصاب وترويع الآمنين والمستأمنين.
وإذا كانت داعش ترتكب جرائمها بشروحات لا تمت للإسلام بصلة فهناك فرق ضالة أخرى ترتكب ذات الفظائع وإن اختلفت الأسماء والعناوين ومن يقفون وراءها..
فالقاعدة هي وجه لداعش، والحوثيون وجه آخر للاثنين وكلها تحاول اختطاف ديننا السمح لتنفذ أجندة ومطامع سياسية بغيضة وتحاول تمرير ذلك تحت لافتات زائفة سرعان ما تكشف عن نفسها.
أما صحيفة "الوطن" فعلقت في مقال لها بعنوان "داعش.. الثقافة قبل التنظيم" بالقول إنه بعد جرائم القتل المتنوعة وألوان وطرائق التعذيب والإرهاب الوحشي التي "لن" يكون آخرها حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
تتوالد أسئلة الجدل بخصوص التطرف والإرهاب وثقافة العنف: هل استوعبت -حقًا- جميع الأنظمة والمجتمعات العربية خطر "داعش" وكل التنظيمات الإرهابية المماثلة له؟ أو بصيغة أكثر واقعية، وأكثر عمقًا: هل استوعبت الأنظمة والمجتمعات العربية خطر "التطرف" باسم الدين؟".
وكتبت "الوطن": جذور الإرهاب لا تزال عميقة في بيئاتنا الثقافية من المحيط إلى الخليج. في المدرسة والمسجد والجامعة.
وهناك قصور واضح فاضح في نهج استئصال هذه الثقافة من جذورها. فالإسلام في خطر، والإنسانية في خطر، والأوطان في خطر، ما دامت أفكار الطائفية وأدبيات التكفير والإقصاء تتصدر ثقافة المجتمعات المسلمة.
وألمحت إلى أن النخب الدينية اقتصر دورها على استنكار الجرائم الوحشية لـ"داعش" والبراءة منها، غير أن هناك تقصيرًا في البحث عن أسباب التطرف والتكفير والطائفية والإقصاء.
هذه الإشكالات الكبرى التي تعد أبوابًا مشرعة للدخول في تنظيمات ثقافة الموت، فقط تم تشذيبها وتعديلها، وفقدت الإرادة القوية لاستئصال تلك الإشكالات الثقافية التي أنتجت جيلًا كجيل "داعش" وقبله "القاعدة"، والله يعلم أي أجيال أخرى وأي تنظيمات أخرى يخبئها لنا مستقبلنا العربي باسم الإسلام!
ورأت الصحيفة أنه إذا لم تتفق كل النخب والأنظمة على ضرورة مواجهة الثقافة الداعشية قبل التنظيم، فإن مواجهة الإرهاب ستطول أكثر مما نتصور، والخاسر الأول هو الأوطان العربية.
فيما تناولت صحيفة "الشرق" موضوع الحوثيين تحت عنوان "دستور الحوثيين يعقِّد الأزمة ولا ينهيها".
شرعَ الحوثيون الجمعة انقلابهم على الدولة اليمنية ومؤسساتها الشرعية بإعلانهم عن دستورٍ مقتضب ومؤقت يقود بموجبه مجلس رئاسي ينتخبه آخر وطني انتقالي هذا البلد الذي يعاني أزمات طاحنة اقتصاديًا وفلتانًا أمنيًا وتحركات مقلقة من قِبَل متطرفين.
ورغم أن ما أعلنه المتمردون كان متوقعًا، إلا أنهم زادوا بالكشف عن حلّ البرلمان وإسناد مهامه لما يسمى بالمجلس الوطني الذي سيضم في عضويته أكثر من 500 اسم، ولعل هذه القرارات صنعت مجتمعةً حالةً من الذهول لدى مكونات الشعب اليمني التي عبّرت فورًا عن رفضها هذه المستجدات عبر مسيرات وبيانات غاضبة.
وقالت: هدف هذه الخطوة هو إضفاء مظلة من الشرعية على الإجراءات الانقلابية للحوثيين بدايةً من اجتياح صنعاء في سبتمبر الماضي مرورًا بالسيطرة على المؤسسات الأمنية والعسكرية وصولًا إلى دخول قصر الرئاسة وتحديد إقامة الرئيس في يناير الماضي.
وعلقت الشرق قائلة إن إعلان الحوثيين الذي يصفه قطاعٌ واسع من اليمنيين بـ "غير الدستوري" لا ينهي الأزمة بل يصعِّدها، لأنه يضرب بمبدأ التوافق بين الأطراف السياسية عرض الحائط.
كما يتجاوز نهائيًا المؤسسات الشرعية، ويطيل أمد المرحلة الانتقالية، ويضع ما تسمَّى اللجان الثورية والقيادة الثورية فوق الدولة وفوق مخرجات الحوار الوطني.
كما تطرقت صحيفة "الرياض" في شأن آخر تحت عنوان نختلف مع بريطانيا ولا نقاطعها فقالت "الأيام الماضية طرح في البرلمان البريطاني "مجلس العموم" انتقادات للمملكة وتساؤلات لماذا ينكس العلم في "وايتهول" حدادًا على الملك عبدالله.
وفيما يشبه المحاكمة لرئيس الوزراء "ديفيد كامرون" الذي رد بأن معلومات استخبارية وردت من المملكة العربية السعودية، أنقذت المئات في بريطانيا، ونحن لا نربط هذه الحوارات بما يناقضها، فهي دولة مؤسسات تطرح الآراء بحرية تامة حتى ما يخص الشأن الداخلي، والسعودية لم تطلب أن ينكس العلم أو يعلن الحزن حين جاء بمبادرة من الحكومة البريطانية، لكنها إشارة لتطابق المصالح، وليس بالضرورة توافق السياسات..
وبينت الرياض أن المملكة لها نظامها ونهجها وليس من المنطق تطبيق فلسفة الحكم في بريطنيا على السعودية لاختلافات في طبيعة المجتمع ومكوناته ومعتقداته تمامًا كما هي علاقات دول تشابه النظام البريطاني في بلدان مثل الصين ودول أخرى لا تأخذ بنفس فلسفة الحكم والأنظمة في أوروبا، ومع ذلك نجد أن جملة غايات تجدد تلك العلاقات، وحتى في أوروبا نفسها لا نجد أن تلك الأنظمة نسخة واحدة، أو يوجد تجانس بين شعوبها، رغم وحدتها وبرلمانها..
وأضافت: قد لا يكون مهمًا ما طرح في البرلمان البريطاني لولا أنه حدث في مناسبة انتقال ملك إلى جوار ربه كان نموذجًا للرجل الحازم والصادق في سياسة بلده، ليخلفه آخر آخذ بنفس الأهداف لبلده وتميز علاقاتها الدولية بالواقعية حتى لو تعارضت الأفكار.
ولذلك فحاجة البلدين لتخطي هوامش المواقف للتركيز على الاستراتيجيات طويلة المدى، هدف التقت عليه معظم السياسات في التعاون في ضبط إيقاع الأوضاع الساخنة في المنطقة والبحث عن استقرارها، وأيضًا مكافحة الإرهاب.
وأشارت إلى أن بريطانيا عاصرت وعملت مع المملكة منذ تأسيسها وإلى اليوم، وكأي روابط تحكمها فترات خلافات وتتغير إلى حسمها بالتوافق والتراضي، فإن احترام هذه المواقف سهّل مهمات البلدين حتى في أقسى الظروف، ومنطق اليوم غير الأمس، ومع ذلك هناك جامع مشترك يجعلهما على صلة بتعزيز دور كل منهما والإبقاء على التعاون ساريًا وفعالًا وخاصة في منطقة تعصف بها كل الرياح.
أرسل تعليقك