الانتهاكات الفلسطينية والإسرائيلية بحق الصحافيين
المحتلة. كما شهدت الضفة الغربية وقطاع غزة ارتفاعاً ملحوظًا في الانتهاكات بحق الصحافيين من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، الأمر الذي أدى إلى تدهور مستوى الحريات الإعلامية، ورصد أكثر من 15 حالة، تمثلت باعتقال صحافيين والاعتداء عليهم ومصادرة كاميراتهم ومسح المواد المسجلة إلى جانب تواصل حالات الاستدعاء والتهديد ومنع من التغطية.
وأكد التجمع الإعلامي الشابي الفلسطيني، أن الانتهاكات المتواصلة بحق الإعلاميين لا تزال متواصلة، وهو ما يستشف من تقرير الحريات الذي أعده التجمع عن شهر آب/أغسطس الماضي.
وقال أنه في ما يتعلق بـانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحافيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة، اعتدى الاحتلال بالضرب على 5 صحافيين ومصورين فلسطينيين على حاجز حزما العسكري الإسرائيلي، الفاصل بين رام الله والقدس، أثناء تغطيتهم محاولة عشرات المواطنين الفلسطينيين قطع الحاجز للوصول إلى النقب، من أجل المشاركة في الفعاليات الاحتجاجية ضد مخطط "برافر" الاستيطاني، واستهدفهم الجنود بالقنابل الصوتية والغازية، واعتدى عليهم بالضرب، ما نجم عنه إصابة كلٍ من مصور الوكالة الصينية "شينخوا" فادي العاروري، ومصور "الحياة الجديدة" عصام الريماوي، ومصور وكالة "الاناضول" التركية معاذ مشعل، ومراسل "بال ميديا Pal Media" صلاح زياد، ومراسل إذاعة راديو "إف.أم" شادي حاتم بجروح طفيفة.
كما اعتقلت شرطة الاحتلال الفنان وسيم خير والشاعر والباحث علي مواسي مع متظاهرين آخرين، خلال تظاهرة سلمية نُظمت في وادي عارة، شارك فيها المئات تنديداً بمخطط "برافر"، واستهدفت الشرطة المتظاهرين بقنابل الغاز والصوت، ما أدى إلى إصابة العشرات بجروح.
وكشفت مؤسسة "هموكيد" الحقوقية الإسرائيلية، لعائلة الصحافي أحمد العاروري، أن الاحتلال نقل ابنها إلى مركز تحقيق المسكوبية، الخميس 1 آب/أغسطس 2013، ومُدّد التحقيق معه 11 يوماً. واعتقلت القوات الإسرائيلية العاروري فجر الأحد 28 تموز/يوليو 2013، من بيته في قرية عارورة شمال مدينة رام لله.
وأفرجت سلطات الاحتلال عن الصحافي عامر أبو عرفة، بعد قضائه في المعتقلات الإسرائيلية. جُدِد خلالهما الاعتقال الإداري بحق أبو عرفة 4 مرات، كان آخرها في آذار/مارس 2013.
وفي المشهد الفلسطيني الداخلي، اعتقل جهاز الأمن الوقائي في رام الله المصور الصحافي مصعب سعيد، أثناء مشاركته في مسيرة انطلقت وسط المدينة للتضامن مع الأسير المضرب عن الطعام في السجون الإسرائيلية عبد الله البرغوثي، واستدعى جهاز المخابرات الفلسطيني سعيد للمقابلة، الخميس 11 تموز/يوليو 2013، وعندما رفض الاستجابة تم طلبه مرة ثانية بعد ثلاثة، لكنه أصرّ على موقفه الرافض للاستدعاء. يُذكر أن سعيد طالب في كلية الصحافة والإعلام في جامعة القدس، وكان يعمل في التصوير الصحافي لصالح مكتب صحافة يقدم خدماته إلى السفارة الإماراتية في مدينة رام الله.
وذكر مدير راديو "بيت لحم 2000" الصحافي جورج قنواتي أن محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، أقدم على شتمه، بعد أن أمر مرافقيه بإخراج قنواتي من المكان، وذلك خلال وجودهما في مهرجان "ليالي برك سليمان" في مدينة بيت لحم. واتهم الكاتب والطبيب طلال الشريف، النيابة العامة الفلسطينية التابعة للحكومة في غزة، باستدعائه والتحقيق معه مرتين، على خلفيّة مقال كتبه عام 2011، تحت عنوان "اتهام شقيقي ضابط المخابرات بمحاولة تهريب أبو مازن عبر نفق"، تتهمه فيه النيابة بالإساءة لحركة "حماس" ووزير الداخلية.
واحتجز جهاز المباحث التابع للحكومة المقالة في غزة، مراسل قناة "كربلاء" العراقية أمجد ياغي، ومراسل "الشبكة الفلسطينية" للإعلام عبد الله عبيد، أثناء مشاركتهما في اعتصام في ساحة الجندي المجهول في وسط مدينة غزة، تنديداً بقانون "برافر" القاضي بتهجير أهالي صحراء النقب.
ورصد التقرير اعتداء الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة على عدد من الصحافيين والمصورين، عُرف منهم، مراسل فضائية "القدس" أكرم النتشة، ومصوّر وكالة "رويترز" محمد أبو غنية، ومصور وكالة "بال ميديا Pal Media" عامر عابدين، ومصور قناة "الأقصى" أسيد عمارنة، ومصور وكالة الأنباء الفرنسية "AFP" حازم بدران، ومصور وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية عياد سعيد، ومنعتهم من تغطية مسيرة نظمها أنصار حركة "حماس" استنكاراً للأحداث الجارية في مصر، وسط مدينة الخليل.
واتهمت الصحافية نائلة خليل، من وصفتها بالجهات المجهولة بملاحقتها وتهديدها في مدينة رام الله على خلفية عملها الصحافي، وكتبت عبر صفحتها على الـ"فيس بوك" عن التضييق والملاحقات التي تعرضت لها بالقول "لما أكون في مطعم برام الله ويقرب رجال على طاولتي ويحكيلي بصوت واطي، يعني متى بدك تبطلي تكتبي عن العقيد سعيد أحمد، كلمه "يتبع"، شو أخرتها معك، بكفي".
وعن حادثة أخرى تعرضت لها الصحافية، خليل، قالت "لما أكون مع أختي في محل بنشتري أغراض وأتركها لشغل طارئ، ويقرب منها رجال ويحكيليها، احكي لأختك تنضب وبكفي تحكي عن السلطة والأمن"، متسائلةً عن سقف حرية الرأي والتعبير، والعمل الصحافي.
أرسل تعليقك