وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ خلال مقابلته مع "بي بي سي"
لندن ـ سليم كرم
اكد وزير الخارجية البريطانية ويليام هيغ أن بلاده لا يمكنها منع الإرهاب في أفريقيا، لكن يمكنها أن تفكر في نموذج إعادة البناء في الصومال كمثال لطريقة تقديم المساعدة للبلدان التي تفتقد إلى مقومات الدولة وعناصرها.
واضاف هيغ في المقابلة التي أجراها مع برنامج توداي في إذاعة
الـ"بي بي سي"، ردا على الانتقادات التي تقول بأن بريطانيا هي من ساعدت على نشوب الحرب الأهلية في مالي من خلال السماح بدخول الأسلحة اليها من ليبيا، ان تدخل الغرب في ليبيا قد "خفف من حدة" الأزمة في مالي من تقصير أمد الصراع في ليبيا، لافتا الى أن انتشار الأسلحة والتطرف كان يمكن أن يكون أسوأ في حال استمرار نظام القذافي لفترة أطول.
تأتي هذه التصريحات قبل البيان الذي من المنتظر أن يلقيه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مساء اليوم الاثنين بشأن الأزمة في مالي والجزائر.
واوضح هيغ أنه من المؤكد أن الأسلحة وخروج الطوارق من ليبيا قد ساهم في وصول الأزمة إلى الدرجة التي استطاع تنظيم القاعدة في المغرب أن يستغلها لصالحه، مشيرا الى ان بريطانيا "شاركت في إنقاذ حياة الكثيرين في ليبيا واعتقد أننا لو لم نقم بتقصير أمد الصراع في ليبيا لكانت هذه المشاكل أكثر خطورة".
وأضاف وزير الخارجية البريطانية أنه لو كان الصراع في ليبيا امتد إلى فترة أطول لكان هناك المزيد من تدفق الأسلحة ولكانت فرصة المتطرفين أكبر في السيطرة على ليبيا ذاتها. وقال انه في الوقت الذي قد يكون الموقف في ليبيا قد ساهم فيما يحدث في مالي ، فإنه يعتقد بان ما قام به العالم الغربي في ليبيا قد خفف في واقع الأمر من حدة ذلك.
واشار هيغ إلى الصومال باعتباره نموذج لصناع السياسة في الغرب مؤكدا على تحقيق تقدم ملموس في الصومال نحو الاستقرار خلال العام الماضي. كما أشار إلى مؤتمر لندن الذي أسفر عن تشكيل حكومة شرعية وارسال قوات أفريقية قوية لمكافحة الإرهاب. معتبرا أن هذه القوات التي يمولها الغرب تتلقى دعما دبلوماسيا وإنسانيا قويا من بقية بلدان العالم بما فيهم الأمم المتحدة.
ولفت هيغ "إن ما نريده في بلدان مثل مالي هو ألا تظل تلك البلدان لمدة عشرين سنة بلا مقومات وعناصر الدولة كما حدث في الصومال" . وأن الجانب الخطير والحساس في قضية الصومال كان يتمثل في إقامة وتطوير حكومة شرعية ودائمة وليس مجرد حكومة انتقالية مفروضة من الخارج.
واضاف أنه ينبغي أن يكون هناك استعداد مشابه للتفاوض داخل مالي بين الشمال والجنوب. كما أثنى على جهود مجلس الأمن الدولي الرامية لتشجيع الحلول الناجحة في مالي، مشيرا إلى أن حشد قوات غرب أفريقيا استغرق وقتا طويلا لأنه من الخطأ الفادح أن تقوم بإرسال قوات بدون التدريب الكافي وتوفير الخدمات اللوجيستية في هذه المنطقة الوحشية غير المضيافة.
كما قلل هيغ من أهمية الدور الذي تلعبه بريطانيا في غرب أفريقيا وقال "لدينا وجود عسكري دبلوماسي محدود في هذه البلدان الناطقة بالفرنسية ، ومن الوهم الاعتقاد بأننا أصحاب نفوذ وقدرة هناك".
أرسل تعليقك