هولاند يعترف بآلام الجزائريين جراء الاستعمار ويصفه بـالعنيف وغير العادل
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

اختتم زيارته بتلمسان فيما رأى مدلسي أن خطابه لم يُغفل الماضي

هولاند يعترف بآلام الجزائريين جراء الاستعمار ويصفه بـ"العنيف وغير العادل"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - هولاند يعترف بآلام الجزائريين جراء الاستعمار ويصفه بـ"العنيف وغير العادل"

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في ساحة موريس اودين في الجزائر

الجزائر ـ حسين بوصالح   اعتمد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في خطابه أمام البرلمان الجزائري، الخميس، خطابًا وسطيًا في ملف الذاكرة، واختار الاعتراف بدل "الندم أو الاعتذار" عن جرائم فرنسا إبان حقبتها الاستعمارية، واصفًا إياه "بالاستعمار غير العادل والعنيف"، مشددًا على ضرورة بناء شراكة إستراتيجية تخدم مصلحة البلدين، فيما أشاد بمواقف الجزائر من أزمة الساحل الأفريقي، التي تعمل على إقامة وحدة ترابية لدولة مالي، في حين حل رئيس الجمهورية الفرنسية، ظهر الخميس، في ولاية تلمسان، كآخر محطة له في زيارته إلى الجزائر، وكان في استقبال الرئيس الفرنسي في مطار "مصالي الحاج" رئيس الجمهورية الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة، بينما أوضح وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أن خطاب الرئيس الفرنسي الذي ألقاه، الخميس، في قصر الأمم (الجزائر) أمام غرفتي البرلمان "لم يغفل لا الماضي ولا المستقبل".
وانتقد هولاند الاستعمار الفرنسي، ووصفه بـ "غير العادل والعنيف"، حيث اعترف بأن "آلامًا عميقة خلفها هذا الاستعمار على الشعب الجزائري، امتدت إلى 50 سنة من استقلال الجزائر"، وتحدث عن مجازر 8 أيار/ مايو 1945، قائلاً إنه "لا يمكن المرور على التاريخ بسهولة، وأن آلام الجزائريين يجب الاعتراف بها".
ويرى الناطق الرسمي باسم حركة "النهضة" محمد حديبي، في تعليقه على خطوة الرئيس الفرنسي بـ"الاعتراف بالآلام"، أن "هولاند تهرب عن المطلب الرئيسي والمتمثل في ندم فرنسا واعتذارها بشكل رسمي وفق بروتوكولات معيّنة، وأن انتقاء هولاند لكلماته هي مراوغة ذكية، لكسب وربح الوقت لتحقيق أهدافه الحقيقية من الزيارة، وهي تجسيد أكبر عدد من المشاريع الاقتصادية لإنعاش الاقتصاد الفرنسي، وكذا جرّ الجزائر نحو حرب الساحل لنهب ثروات المنطقة".
وأشار هولاند في خطابه أمام المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة، إلى أن "زيارته ترتكز على أربعة محاور كبرى، هي التعاون الاقتصادي، الشباب، تحدي التنقل بين البلدين، والسلام والاستقرار العالمي"، مؤكدًا أنه "لم يأت لبيع صفقات وإنما لفتح مشاريع مشتركة، وتطوير المبادلات التجارية، ونقل التكنولوجيا التي وصلت إليها فرنسا، وبخاصة في الجانب الصناعي"، فيما تحدث عن افتتاح مصنع "رونو" في الجزائر، فقال إن "فرنسا تعد أول مستثمر في الجزائر، لكنها ترغب في تحسين وضعيتها خدمة للمصالح المشتركة للبلدين".
وتطرق الرئيس الفرنسي، إلى أن "زيارته جاءت من أجل شباب الجزائر وفرنسا، وأنه تمّ الاتفاق على إنشاء 4 مراكز تدريب تعد مراجع في الجزائر تساعد الشباب على تحصيل مهارات دخول سوق العمل، وأن الشباب لا يمكن اعتباره مجرد طاقة مهمة فقط، إنما يعد موردًا ذا أهمية لأي دولة متطورة"، مشيرًا إلى أن "الحديث عن معاهدة صداقة لا بد أن تخدم شباب البلدين بصفة خاصة"، موضحًا أن "تحدي التنقل يعتبر أحد المحاور المهمة التي تشغل البلدين، لاعتبارات تاريخية واقتصادية، وأن فرنسا حريصة على تسهيل عملية الحصول على التأشيرة، حتى نضمن تنقل الطلبة والأسر والفنانين"، وعاد للحديث عن اتفاق 1968، واصفًا ملف التأشيرات والتنقل "مسألة احترام"، وبالمقابل دعا الجزائر كذلك إلى تسهيل تنقل الفرنسيين في إطار المشاريع الاقتصادية أو العلاقات بالعائلية.
وأشاد هولاند بمواقف الجزائر تجاه الأزمات الدولية، مشيرًا إلى أن "للبلدين المبادئ نفسها بشأن احترام الشعوب، وتتعرض للتهديدات ذاتها"، متحدثًا عن تهديد آفة الإرهاب، مضيفًا أن "الأزمة المالية تعتبر مثالاً حيًا لتهديد الدولتين والسلم في المنطقة، وأثق في الجزائر التي تدعم كل مساعي التفاوض، بالتعاون مع فرنسا".
وعلى الصعيد ذاته، رافق هولاند وفد يضم وزير الخارجية لوران فابيوس، ووزير الداخلية مانوال فال، ووزير الدفاع جان إيف لو دريان، ووزيرة التجارة الخارجية السيدة نيكول بريك، إلى جانب رئيس الأركان الخاص لهولاند الجنرال بونوا بوغا، وبرلمانيون من الغرفتين (الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ).
وسيلقي الرئيس الفرنسي خطابًا في جامعة "أبو بكر بلقايد"، التي ستمنحه دكتوراه فخرية، قبل أن يلتقي مع الطلبة، فيما ستكون وجهة الرئيس الفرنسي بعد الخطاب عددًا من المواقع والمعالم التاريخية لعاصمة الزيانيين، على غرار ضريح سيدي بومدين، والقصر الملكي للمشور، ومتحف سيدي بلحسن.
كما سينشط الرئيس الفرنسي ندوة صحافية، قبل حضور مأدبة عشاء رسمية يقيمها على شرفه والي تلمسان.
وكان هولاند قد توّجه إلى مقام الشهيد، ووقف وقفة إجلال أمام النصب التذكاري المخلد لشهداء الثورة التحريرية المجيدة، وكان مرافقًا من الوزير الأول، عبد المالك سلال، وقام بوضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري للشهداء، ووقف دقيقة صمت على أرواح شهداء الثورة التحريرية.
وتنقل بعدها الرئيس الفرنسي إلى ساحة موريس أودان في وسط العاصمة، حيث وقف وقفة ترحم تخليدًا لروح هذا الشاب المناضل من أجل استقلال الجزائر، الذي تم توقيفه من قبل المظليين خلال معركة الجزائر، ومات تحت التعذيب في حزيران/ يونيو 1957.
 ومن جهة أخرى، صرح مدلسي لوكالة الأنباء الجزائرية أنه "خطاب لم يغفل لا الماضي ولا المستقبل، حيث إن هولاند قد ركز في خطابه على عدم عدالة النظام الاستعماري، والمعاناة الكبيرة للشعب الجزائري" خلال الاستعمار الفرنسي.
كما أبرز الوزير أن خطاب رئيس الدولة الفرنسي يؤكد على مضمون إعلان الجزائر بشأن الصداقة والتعاون بين البلدين، الذي وقعه الرئيسان بوتفليقة وهولاند، الأربعاء.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هولاند يعترف بآلام الجزائريين جراء الاستعمار ويصفه بـالعنيف وغير العادل هولاند يعترف بآلام الجزائريين جراء الاستعمار ويصفه بـالعنيف وغير العادل



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia