(اليمين) جمال بن عمر و(اليسار) عبدربه منصور هادي
(اليمين) جمال بن عمر و(اليسار) عبدربه منصور هادي
صنعاء ـ علي ربيع
وصل مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن، جمال بن عمر إلى العاصمة اليمنية صنعاء، الاثنين، لمواصلة جهوده في الإشراف الأممي على تنفيذ خطة انتقال السلطة في اليمن، وفي سياق التحضير لانعقاد اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الدولي تستضيفه صنعاء خلال الأيام القادمة، دعماً لمسار التسوية السياسية
في اليمن والتي ترعاها دول المجلس بالإضافة إلى دول الخليج والاتحاد الأوروبي، وبإشراف أممي، في حين أجرى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الاثنين، مشاورات مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني، على هامش مشاركته في قمة التنمية العربية التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض، بخصوص إنجاح الفترة الانتقالية في بلاده، والبحث عن وسائل ضغط لإقناع قيادات في المعارضة الجنوبية المطالبة بالانفصال عن شمال اليمن، للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي تعد له صنعاء، في سياق الخطة التي قدمتها دول الخليج لنقل السلطة في اليمن، والتي تخلي بموجبها الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح عن السلطة في شباط/فبراير2012.
وفي حين أكدت المصادر الرسمية اليمنية، وصول المبعوث الأممي جمال بن عمر، إلى صنعاء، الاثنين، قالت إنه سيلتقي في زيارته بالمسؤولين في الدولة ومختلف الأحزاب والقوى والتنظيمات السياسية بهدف متابعة تنفيذ المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية"، فيما أوضحت مصادر في مكتب بنعمر في صنعاء لـ"العرب اليوم" أن زيارته الحالية لليمن تأتي في سياق الإعداد والتحضير للاجتماع الاستثنائي لمجلس الأمن الدولي الذي من المتوقع أن ينعقد في صنعاء خلال الأيام القادمة، بالتزامن مع عودة الرئيس اليمني من الرياض، لإصدار قرارات رئاسية جديدة تتعلق بهيكلة وزارة الداخلية اليمنية والأجهزة الأمنية التابعة لها، بالإضافة إلى قرارات هامة تتعلق بتنفيذ هيكلة الجيش التي كان هادي قد أقرها في كانون الأول/ديسمبر الماضي، حيث من المتوقع، بحسب المصادر، أن تطيح هذه القرارات بقيادات عسكرية كبيرة، في سياق إنهاء انقسام الجيش وتوحيده تحت قيادة واحدة لاعلاقة لها بالولاءات السياسية والحزبية.
وكان المبعوث الأممي، قد غادر صنعاء، في كانون الأول/ديسمبر الماضي، ليقدم تقريره لمجلس الأمن الدولي بشأن تطورات التسوية في اليمن،وذلك في أعقاب قرارات للرئيس اليمني كانت قضت بهيكلة الجيش وإقالة أقارب صالح من مناصبهم العسكرية، وسط تخوفات كانت سائدة، بعدم انصياعهم لهذه القرارات.
وفيما تعد هذه الزيارة للمسؤول الأممي إلى اليمن هي الثامنة عشرة منذ اندلاع الأزمة اليمنية وتعقد الأوضاع إثر موجة الاحتجاجات التي خرجت ضد نظام صالح في 2011، كان بنعمر قد أكد في حديث سابق لـ"العرب اليوم" أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن سينعقد في وقت قريب، بمشاركة كل الأطراف اليمنية، داعياً إلى تجنب المعارك الجانبية والتركيز للبدء في الحوار، مؤكداً في الوقت نفسه،حرص مجلس الأمن الدولي على إنجاح تجربة نقل السلطة في اليمن سلمياً، وتلويحه بإجراءات عقابية في حق الأفراد أو الجماعات السياسية التي تعمل على عرقلة التسوية السياسية، وترفض الانصياع لقرارات الرئيس هادي.
في غضون ذلك، يرى المراقبون السياسيون أن زيارة بنعمر والانعقاد المرتقب لاجتماع مجلس الأمن الدولي في العاصمة صنعاء، رسالة واضحة من المجتمع الدولي لكل الأطراف اليمنية، بما فيها القوى الجنوبية الساعية للانفصال عن شمال اليمن، بضرورة إنجاح مسار الفترة الانتقالية والبدء بالحوار الوطني، تحت سقف الوحدة اليمنية، للوصول إلى صيغة مثالية يقرها المتحاورون بشأن شكل الدولة الجيدة في اليمن، ونظام الحكم، بالإضافة إلى إعطاء الرئيس اليمني دفعة معنوية للمضي في قيادة المرحلة الانتقالية في بلاده وصولاً إلى انتخابات شاملة وفقاً للدستور الجديد، في أوائل 2014" بالرغم من المخاوف من عدم إنجاز الحوار الوطني وما سيترتب عليه من إصلاحات خلال الفترة الزمنية المتبقية".
في هذه الأثناء، أكدت مصادر في اللجنة التحضيرية للحوار اليمني، عدم تقديم القوى والأحزاب الرئيسية قوائم ممثليها الذين سيشاركون في مؤتمر الحوار، حتى الآن، رغم انقضاء المهلة التي حددتها لهم اللجنة، الاثنين، فيما ينتظر قادة المعارضة الجنوبية في الخارج انعقاد مؤتمر جنوبي، لم يحدد مكانه ولا وقته، برعاية خليجية، للبحث في ضمانات تكفل لهم المشاركة في الحوار الوطني، مع احتفاظهم بحقهم في التمسك بمطلب استعادة دولتهم الجنوبية، إذا لم يؤدي الحوار إلى نتائج ترضي طلعاتهم في شكل الدولة الجديدة في اليمن.
في السياق نفسه، عقد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الاثنين، جلسة مباحثات مع الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي، الدكتور عبد اللطيف الزياني، على هامش قمة التنمية العربية التي تستضيفها الرياض، أطلعه الأخير، خلالها عن نتائج لقاءاته السابقة التي عقدها مع قيادات الحراك الجنوبي في الخارج، في سياق جهود الخليجيين، لإقناعهم بالمشاركة في الحوار الوطني، وتخليهم عن مطلب الانفصال عن شمال اليمن، وقالت مصادر مطلعة لـ"العرب اليوم" "إن الرئيس هادي أكد للزياني أنه لن يرضخ لابتزاز هذه القيادات التي تسعى لإفشال رئاسته للفترة الانتقالية في اليمن"، و"أن صبره في انتظار قبولهم المشاركة في الحوار سينفد"، وأضافت المصادر، "أن هادي قلل في حديثه مع الزياني من حجم هذه القيادات في الشارع الجنوبي، بالمقارنة مع فصائل جنوبية أخرى وقوى وأحزاب سياسية وافقت على دخول الحوار الوطني، لبحث حلول مرضية وعادلة للقضية الجنوبية، في سياق الوحدة الوطنية لليمن".
من جهتها أشارت المصادر الرسمية اليمنية إلى لقاء هادي مع الزياني، وأكدت أنه تطرق لبحث "التطورات والمستجدات على صعيد التسوية السياسية في اليمن بمقتضيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن رقم 2014 و2051"، وقالت إن الزياني" أعرب عن تهانيه للرئيس هادي ومباركة دول مجلس التعاون الخليجي على القرارات التي اتخذت مؤخرا، وعلى كل الإجراءات والخطوات التي يتخذها، والتي كان آخرها قرار إعادة هيكلة القوات المسلحة، بالإضافة إلى قراراته المنتظرة لهيكلة وزارة الداخلية وأجهزة الأمن".
أرسل تعليقك