مشاركة حزب الله في الحرب الأهلية السورية مغامرة محفوفة بالمخاطر
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

انتصاره سيجعل منه قوة عسكرية مهابة وهزيمته قد تنهي وجوده

مشاركة "حزب الله" في الحرب الأهلية السورية مغامرة محفوفة بالمخاطر

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مشاركة "حزب الله" في الحرب الأهلية السورية مغامرة محفوفة بالمخاطر

أنصار جماعة حزب الله وأقارب المقاتل صالح أحمد صباغ يشاركون في جنازته في صيدا في لبنان

واشنطن - يوسف مكي لم يكن القتال في حرب استباقية ضد الأجانب الذين يرفعون شعار الجهاد في سورية هو المهمة المعتادة لـ "حزب الله" اللبناني المعروف بتحديه لإسرائيل، ولهذا فإنه وعندما قام زعيم الحزب السيد حسن نصر الله بتوضيح الأسباب وراء إرسال مقاتليه إلى سورية، فإنه كان يحذر ويذكر أتباعه بأنهم "لا يعيشون في جيبوتي"، وإنما هم على حدود دولة ينظر "حزب الله" إلى انتفاضتها التي استمرت عامين باعتبارها تهديدًا لكيانه ووجوده.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إلى أن "حزب الله" بقرار المشاركة في الحرب الأهلية السورية إنما ينتقل بمقاتليه إلى اتجاه غير معتاد لهم، وذلك في إطار مغامرة يمكن أن تساعد في إنقاذه من ذلك التهديد، والحصول بذلك على مصدر قوة وثقة جديدة، كما يمكن أن ينتهي به المطاف إلى هزيمة تأتي بنتائج عكسية على نطاق واسع.
ويراهن حزب الله بهذه الخطوة التي تهدف إلى سحق المقاومة السورية التي يكرهها المسلمون الشيعة، وتحظى بشعبية لدى منافسي "حزب الله" في لبنان، وقطاع عريض من المسلمين السنة في العالم العربي، يراهن على هيبته وتأثيره وأمنه.
وأكدت الصحيفة أن الرهان الأكبر الذي يصارع من أجله "حزب الله" هو نفسه رهان بشار الأسد وهو: الصراع من أجل البقاء.
وتعتمد جماعة "حزب الله" على سورية في الحصول على الأسلحة من راعيها الرئيسي وهو إيران، كما أن مسألة الحفاظ على تدفق الأسلحة إنما هو مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى "حزب الله"، وهو ما يؤكده زعماء الحزب صراحة.
وظهر تورط "حزب الله" في الحرب السورية علانية مع تصاعد خسائر الحزب البشرية، وخلال الشهر الماضي بدأ الحزب في مساعدة جيش النظام السوري في احتياح القرى المحيطة ببلدة القصير الإستراتيجية، في محاولة لربط دمشق بمعاقلها الحكومية على الساحل، وقد لقي 141 من مقاتليه حتفهم، وذلك وفقًا لتقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مركزًا له، وقيل إن 79 من هؤلاء القتلى لقوا حتفهم خلال الأيام العشرة الأخيرة، وهو رقم يتوافق، كما تقول الصحيفة، مع إحصاءات عدد من الباحثين الذين يتعقبون مواقع "حزب الله" على شبكة الإنترنت.
وفي محاولة لتبرير تلك التضحيات غير المتوقعة أمام أنصاره، يصف الحزب تدخله في سورية بأنه عملية وقائية من أجل مهمته العلنية والصريحة والمتمثلة في تحدي إسرائيل، وتمكين المجتمع الشيعي وحمايته في لبنان.
ولكن الصحيفة تقول إن كل تلك الأهداف يمكن أن يكون في مهب الريح وعرضة للخاطر إذا ما كانت تقديرات حزب الله خاطئة، الأمر الذي سيضعف من شأن الجماعة، ويقطع الجسور التي تربطها بالداخل والخارجـ وسط مخاوف من نشوب حرب إقليمية طائفية بين المسلمين السنة والمسلمين الشيعة.
وبدأ في منطقة الضاحية معقل "حزب الله" في الضواحي الجنوبية للعاصمة بيروت قدر من الإحساس بالعزلة والقلق يختمر في أوساط الموالين لـ "حزب الله".
وفي هذا السياق تتساءل أم حسن عن الملاذ الذي يمكن أن تلجأ إليه في حالة تعرض "حزب الله" من جديد لهجمات من إسرائيل، وفي المرة السابقة العام 2006 لجأ الآلاف من "حزب الله" إلى سورية.
وتقول "إنه لا يوجد يمكن أن يختبأ فيه شيعة لبنان"، مضيفة أنه "حتى ولو انتصر النظام في سورية فإن سورية لن تكون بمثابة الملاذ الآمن للشيعة، لأنهم إن لم يُقتلوا على يد الإسرائيليين فسوف يقتلون على يد الغاضبين في سورية".
ويُعَد أول اختبار في هذا الشأن هو معركة القصير التي تقع بالقرب من الحدود اللبنانية، وعلى الرغم من توقعات "حزب الله" والحكومة السورية بتحقيق انتصار سريع إلا أنه مر أكثر من أسبوع ولم يتحقق الانتصار السريع، في ظل تماسك المقاومة المسلحة تسليحًا جيدًا حتى الآن.
ولو نجح "حزب الله" في قيادة الجيش السوري نحو تحقيق انتصار في القصير فإن الجماعة التي برزت كقوة مقاومة بارزة ضد الاحتلال الإسرائيلي يمكن أن تضفي مصداقية على قدرتها على التهديد بغزو شمال إسرائيل في صراعات مستقبلية.
ولكنها لو خسرت أو فشلت في تحقيق نصر سريع وحاسم فإنه يمكن أن يكون بمثابة صدمة لبريقها العسكري.
ويقول المحلل العسكري في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية إميل هوكايم "إنه كلما طال أمد المعركة تآكلت هيبة حزب الله وصورته العسكرية، ولو سقط الأسد أو ضعف وضعه على نحو خطير فإن جماعة حزب الله سوف تجد نفسها معزولها في الداخل وفي العالم العربي، حيث كان ينظر إليها الشارع العربي باعتبارها المؤسسة السياسية الأكثر احترامًا، كما تقول استطلاعات الرأي".
وانضمت البحرين إلى الولايات المتحدة وإسرائيل في وصف "حزب الله" بالمنظمة الإرهابية، كما ذهب قائد المقاومة السورية الجنرال سليم إدريس الذي تتعرض منطقته لهجوم من مقاتلي حزب الله، إلى أبعد من ذلك، حيث طلب من الولايات المتحدة قصف جماعة "حزب الله" في لبنان.
ويبدو أن طول أمد قتال "حزب الله" في سوري يمكن أن يعرض مناطق الحزب في لبنان لهجمات من المقاومة السورية، وقد سقط بالفعل صاروخان على ضواحي منطقة الضاحية، السبت الماضي، على الرغم من عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن ذلك الهجوم. كما يمكن أن يدفع ذلك بالمليشيات السنية في لبنان إلى التجرؤ على الحزب في حال إذا ما رأى أن تدخل "حزب الله" يضر باستقرار لبنان، وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى الإضرار بالتحالف السياسي مع المسيحيين وغيرهم من القوى التي تساعد في جعل "حزب الله" أقوى كتلة سياسية في لبنان.
وتبدو جماعة "حزب الله" كقوة عسكرية فعالة أقوى من الجيش اللبناني، وبالتالي فمن غير المرجح أن يتعرض لمواجهة عسكرية مباشرة، ولكن تسلل المقاومة السنية عبر الحدود اللبنانية يمكن أن يعرض الحزب لهجمات مزعجة.
وهدد بالفعل أحد قادة المقاومة السورية بمهاجمة الجيش اللبناني ما لم يمنع مقاتلي "حزب الله" من عبور الحدود إلى سورية في الوقت الذي لا يسمح فيه للمليشيات السنية في لبنان بالتدخل لمساعدة المقاومة.
وقال إن لديه 500 مقاتل "على أهبة الاستعداد للتحرك"، وأضاف أنه "ينبغي على الحكومة اللبنانية أن تأخذ موقفًا واضحًا لأن السكوت في هذه الحالة هو علامة الرضا".
أما انتصار "حزب الله" فهو يعني انتصار التحالف الثلاثي بين إيران وسورية و"حزب الله"، ومن شأن ذلك أن يزيد من هيمنته داخل لبنان، ومع ذلك وكما يقول محللون فإنه من المرجح ألا يستعيد الشعبية التي كان ينعم بها في العالم العربي قبل انحيازه لنظام الأسد، ولكنه قد يلقى الثناء والمديح لانتصاره على الجماعات المتطرفة داخل المقاومة السورية، والتي تثير قلق الغرب والعلمانيين العرب والمسلمين الشيعة في العالم أجمع.
ويقول أحد المحللين في مركز الدراسات الإستراتيجية الأميركية في بيروت "إن حزب الله يعتقد بأن الفشل في التصرف أخطر من المشاركة في القتال في سورية، كما أنهم يعتقدون بأن النصر من عند الله، والخسارة أيضًا من عند الله".
وكان حسن نصر الله قال أما أنصاره، السبت الماضي، "إن الحزب سوف يمضي في هذا الطريق إلى نهايته، وإنه سوف يواصل تقديم التضحيات وتحمل مسؤولياته".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشاركة حزب الله في الحرب الأهلية السورية مغامرة محفوفة بالمخاطر مشاركة حزب الله في الحرب الأهلية السورية مغامرة محفوفة بالمخاطر



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia