مسؤولو الـ سي آي إيه  أكدوا تخلص صدام حسين من أسلحة الدمار الشامل
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الإدارة الأميركية تجاهلت الموقف عن عمد وساندتها بريطانيا حتى النهاية

مسؤولو الـ "سي آي إيه" أكدوا تخلص صدام حسين من أسلحة الدمار الشامل

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مسؤولو الـ "سي آي إيه"  أكدوا تخلص صدام حسين من أسلحة الدمار الشامل

صورة  من الارشيف لغارة جوية على بغداد في 21 آذار/ مارس 2003

صورة  من الارشيف لغارة جوية على بغداد في 21 آذار/ مارس 2003  واشنطن ـ يوسف مكي  أكد بعض المسؤولين السابقين في الـ "سي آي إيه" أن "المعلومات الاستخباراتية التي سبقت على الحرب على العراق، تشير إلى أن صدام قد قام بالفعل بالتخلص من ترسانة أسلحة الدمار الشامل، وأن الإدارة الأميركية تجاهلت ذلك عن عمد". إلا أن المقربين من الرئيس الأميركي يقولون إن "هذه الاتهامات مرفوضة تمامًا". فيما كشف كبار مساعدي الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش عن أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير لم يضع شروطًا بشأن المساعدة البريطانية لغزو العراق وإسقاط نظام صدام حسين، كما رفضوا المزاعم التي تؤكد أن المعلومات الاستخباراتية بشأن امتلاك صدام، كانت محددة وموحدة عن عمد.
 والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق، هو مدى العلاقة التي كانت تربط توني بلير بجورج بوش، وما هي التعهدات التي قطعها بلير على نفسه أمام بوش بشأن الدعم البريطاني لغزو أميركا للعراق، بهدف إسقاط نظام صدام حسين ؟.
من غير المتوقع أن يصدر تقرير لجنة تحقيق شيلكوت البريطانية التي تحقق في كيفية قيام بلير بجر بريطانيا للحرب في العراق والأسباب وراء ذلك، قبل الخريف المقبل. ولكن صحيفة "صنداي تليغراف البريطانية" تستطيع اليوم أن تلقي أضواء جديدة جديرة بالملاحظة على العد التنازلي لذلك الصراع.
 ففي عالم لايزال يترنح من آثار هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر العام 2001 على الولايات المتحدة، كان المبرر الأساسي لإسقاط نظام صدام حسين، هو المزاعم الاستخباراتية التي كانت تعدد مخاطر مخزون الأسلحة الكيماوية والبيولوجية التي قيل إنه "كان يحتفظ بها بعد حرب الخليج الأولى العام 1991".
 ومن أجل الحصول على دعم الرأي العام للحرب على العراق، كشفت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا عن المزيد من المعلومات الاستخباراتية المروعة في أواخر العام 2002 وأوائل العام 2003.
 وفيما كان يسمى بملف أيلول/ سبتمبر للحكومة البريطانية، قام توني بلير في جرأة بوضع ما أصبح يعرف فيما بعد باسم مزاعم الخمسة والأربعين دقيقة، والتي تؤكد أن "صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل، وأنها كانت جاهزة للاستخدام في غضون 45 دقيقة من صدور قرار باستخدامها.
 لكن بلير قام أيضًا بإقناع بوش بالعمل داخل الأمم المتحدة من أجل عودة مفتشي الأسلحة إلى العراق، وهو ما كان يرفضه الصقور داخل الإدارة الأميركية، كما حاول بلير تكوين تحالف دولي للرد على انتقادات قيادات حزب العمال.  
 وقد سمح العراق آنذاك كرهًا على عودة فريق المفتشين في أيلول/ سبتمبر العام 2002 بقيادة هانز بليكس. ولكن، وفي آذار/ مارس 2003، وحتى مع إعلان هانز بليكس أن فريقه يحتاج إلى مزيد من القوت لاستكمال مهمته، وعلى الرغم من إعلان كل من فرنسا وروسيا داخل مجلس الأمن الدولي، بأنهما سيستخدمان حق النقض ضد صدور قرار من المجلس يسمح بالقيام بعمل عسكري، إلا أن كلًا من الولايات المتحدة وبريطانيا كانا قد انتهيا من استعداداتهما لإسقاط صدام حسين بالقوة.
 والسؤال هو، ما هي تفاصيل الحكاية وراء شن الحرب؟ لقد أشارت تقارير خلال الأسبوع الماضي تؤكد أن "لجنة تحقيق شيلكوت ستتحدى الرواية الرسمية لتسلسل الأحداث التي أدت في نهاية المطاف إلى غزو العراق، وأن فريق التحقيق قد استطاع أن يطلع على تفاصيل اتصالات سرية رئيسية جرت بين كل من بلير وبوش".
 ومازالت تلك الوثائق سرية ومحظور الكشف عنها في ظل إصرار وإلحاح المسؤولين في الحكومة البريطانية والإدارة الأميركية على أن ذلك لأسباب أمنية.
 إلا أنه وعلى مدار الأشهر الأخيرة ، تحدثت صحيفة "صنداي تلغراف البريطانية" إلى مصادر رفيعة المستوي عليمة ببواطن الأمور في إدارة بوش، وحصلت الصحيفة من هؤلاء على رؤية غير مسبوقة بشأن القرارات التي أدت بالعالم إلى الحرب.
 والسؤال الأكثر إلحاحًا عند الكثيرين في بريطانيا، يركز على الفترة التي تعهد فيها بلير بإرسال قوات بريطانية لدعم العملية العسكرية بقيادة أميركية، وبشأن ما إذا كان بلير قد وضع أي شروط لهذا التعهد.
 ويبدو أن العامل المحوري في حل هذا اللغز، يتمثل في الاتصالات التي دارت بين بلير وبوش على مدار ليلتين أمضياها في مزرعة الرئيس الأميركي في كراوفورد في تكساس في نيسان/ أبريل 2002 ، أي قبل ما يقرب من 12 شهرًا قبل غزو العراق.
 وجاء في مذكرة لاحقة للحكومة البريطانية أن بلير قال إنه "سيدعم عملًا عسكريًا "شريطة الالتزام بشروط معينة"، من بينها تكوين تحالف دولي وتجنيد الرأي العام ومواصلة عملية السلام في الشرق الأوسط واستنفاد الخيارات والوسائل كافة، لإزالة أسلحة الدمار الشامل العراقية عن طريق الأمم المتحدة.
 لكن الصحيفة يمكنها الكشف عن أن "أقرب معاوني الرئيس الأميركي لم يكن لديهم أي انطباع بأن بلير قد وضع أي "شروط" للدعم البريطاني للغزو الأميركي".
 وكان ستيفن هادلي، الذي كان نائبًا لمستشار الأمن القومي الأميركي آنذاك، من بين فريق كبار المعاونين للرئيس بوش الذين اجتمعوا آنذاك فيما يسمى بالبيت الأبيض الغربي.
 وقال في مقابلة معه إن "بلير قال إنه سيكون معنا إذا ما تحركنا عسكريًا ضد صدام حسين". وأضاف"لقد كان من دواعي اطمئنان الرئيس أن يكون أقرب حليف لنا إلى جوارنا. لشدة ما كان إعجابنا وتقديرنا لشجاعة توني بلير وهو يقول ذلك، لاسيما وأن بريطانيا لم تكن كلها وراء رئيس الوزراء البريطاني، مثلما كانت أميركا كلها وراء الرئيس جورج بوش".
 والواقع أن بلير أنهى زيارته آنذاك بكلمة قوية في المكتبة الرئيسية لبوش الآب، إذ قال إنه "في حالة رفض صدام التعاون الكامل، فإن الخطوة التالية ستكون تغيير نظامه، وكانت لهجة بلير قد أشاعت البهجة في نفوس مضيفيه الأميركيين، ولاسيما  بسبب إشارته الأولى بشأن"تغيير النظام" في العراق، وهي السياسة التي طالما يؤيدها المحافظون الجدد في الولايات المتحدة.
 وفي أواخر تموز/ يوليو من ذلك العام ، كتب بلير إلى بوش بشأن ملاحقة صدام عبر "المسار الدولي" لكن الخطاب، كما يقول أحد كبار المسؤولين البريطانيين الذين اطلعوا على محتوى الرسالة، بدأ بطمأنة من بلير إلى بوش بقوله "عندما تقرر العمل ، فأنا معك".
 ويقول هادلي "كان بلير يقول للرئيس بوش "أنا سأبقى معك في هذا" وكان هذا يعني في القرار الدبلوماسي أو القرار العسكري، إذا ما تطلب الأمر ذلك". وأضاف هادلي "لقد فهمنا الموقف البريطاني من عبارة بلير تلك على أنه يقول "أنا معك في هذا الأمر حتى النهاية".
 والسؤال الثاني الذي يطرح نفسه أيضًا في هذا السياق هو ، لماذا كانت الكثير من الحكومات وأجهزة الاستخبارات، وحتى تلك التي كانت تنتمي إلى البلدان التي لم تدعم العمل العسكري مثل ألمانيا ومصر، تعتقد بأن صدام كان يمتلك أسلحة دمار شامل. وهل كانت المعلومات الاستخباراتية موحدة ومحددة عن عم،د وكما قال لاحقا منتقدو الغزو  إن "بوش كذب فمات الناس" وأن "توني بلير مجرم حرب"؟
 ويقول هادلي إن "خدعة صدام التي كان يغذيها رغبته في تضليل أعدائه، قد أدت في نهاية المطاف إلى غزو العراق".
 وأضاف أن "ما لم يفكر فيه أحد منا، نتيجة قصور في الخيال، وليس قصورًا في المعلومات الاستخباراتية ، هو أن صدام كان يملك أسلحة دمار شامل، وأنه قام بتدميرها، ولكنه لم يرغب في إبلاغ العالم بذلك، لأنه كان يخشى أن يستغل أعداؤه في إيران ذلك"، وأوضح قائلا "إن هذا كان بالفعل خطأ في التقدير من جانبنا".
 ويقول جون بولتون الذي شغل منصب نائب وزير الدولة لشؤون نزع السلاح والأمن الدولي، إنه "لم يكن هناك شك في ذهن أي فرد من أن صدام كان يمتلك تلك الأسلحة"، وأضاف أنه "لم تكن الولايات المتحدة نفسها هي من كان يردد ذلك، فقد كانت أجهزة الاستخبارات في الكثير من البلدان تردد ذلك".
 ويصر منتقدو الحرب على أنه "حتى ولو كانوا على علم بأن صدام لم يكن يمتلك أسلحة دمار شامل، فإن أنصار الحرب على العراق كانوا على قناعة بأن ذلك كان الوقت المناسب لإسقاط صدام، فقد كان صدام يقع تحت ضغوط عقوبات الأمم المتحدة، وأنه سيعيد بناء ترسانة أسلحته إذا ما رفعت عنه العقوبات".
 ويقول نائب وزير الدفاع الأميركي آنذاك، دوغ فيث "عليك أن تدرك كيف تغير التفكير في أميركا بعد هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، إننا لم نقل إن صدام كان مسؤولا عن هذه الهجمات، ولكننا كنا نعرف أنه كان على اتصال بتنظيم القاعدة، وأنه كان يدعم ما يسمى بإرهاب الدولة". وأضاف "لقد هلل صدام للهجمات، كما أنه استخدم أسلحة الدمار الشامل ضد شعبه".
 في حين أن آري فليشر الذي كان يتحدث باسم بوش، والذي أعلن للعالم عن بدء عمليات "الصدمة والرعب"  فهو لديه رؤية مختلفة  ويقول إنه "لا يعتقد أن بوش كان سيقوم بالحرب لو أنه كان على يقين بأن صدام حسين لم يكن يمتلك أسلحة دمار شامل".
 وعلى الرغم من أن فليشر كان نادرًا ما يبدي أي قدر من الندم، لكنه قال "إننا كنا على يقين بأن صدام كان يملك أسلحة دمار شامل، وهذا في حد ذاته بمثابة أحد الجوانب المؤلمة لي، وأن سبب الألم يرجع إلى أننا أخطأنا وأننا قدنا العالم نحو حرب لسبب، تبين أنه زائف وما ترتب على ذلك من نتائج أسفرت عن مقتل وإصابة الكثيرين".
 كما اعترف أعضاء آخرون في فريق بوش بـ "الأخطاء في كيفية معالجة الموقف في مرحلة ما بعد الحرب، ومع لم يبد أحد منهم الندم على قرار إنهاء عهد صدام". وهذا ما يقوله بولتون الذي يشير إلى "رأي البعض الذي كان يرى بضرورة إسقاطه في حرب الخليج الأولى العام 1991. كما يرى أن "الحرب حققت نجاحًا هائلا".
 وهناك سؤال آخر بشأن ما إذا كان فريق بوش كان لديه شك في أن بلير قادر على أن يقف إلى جانب الولايات المتحدة في ضوء أراء حزب العمال، تشير الصحيفة إلى أنه "في التاسع من آذار/ مارس العام 2003، توصل بوش إلى قناعة بأنه في حالة إذا ما اضطر بلير إلى أن يحل نفسه من التزامه بدعم العمل العسكري بهدف إنقاذ حكومته أمام تصويت البرلمان، فإن الرئيس بوش سيتفهم ذلك منه.
 لكن رد فعل بلير، كما تقول مصادر عليمة ومقربة من كل من بلير وبوش ، كان واضحًا وصريحًا، إذ رفض عرض التراجع وقال "أنا معك" وكرر هذه العبارة مرتين، كي يطمئن بوش. وكانت البداية في كراوفورد قبل 11 شهرًا عندما اختار بلير أن يحارب إلى جانب الولايات المتحدة لإسقاط صدام.
 ويعلق هادلي على رد فعل بلير بقوله "لقد كانت لحظة تشرشلية" بمعنى أنه كان في موقفه اشبه بمواقف تشرشل الشهيرة. وقال أيضا انه كان يحظى بتقدير واحترام كبير في الولايات المتحدة وأن إعجاب الأميركان به يرجع كذلك إلى تلك اللحظة من الشجاعة السياسية التي ابداها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسؤولو الـ سي آي إيه  أكدوا تخلص صدام حسين من أسلحة الدمار الشامل مسؤولو الـ سي آي إيه  أكدوا تخلص صدام حسين من أسلحة الدمار الشامل



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia